رغم أن التعاليم الدينية لا توجب الصيام على الاطفال غير البالغين، إلا أن صغار العراق أبوا إلا أن يقتدوا بآبائهم الصائمين رغبة منهم في الظفر بلقب »أبطال«. فمن سنة إلى أخرى يتزايد عدد الأطفال الذين يمتنعون عن الإفطار خلال شهر رمضان، مدعمين في ذلك بتحفيزات الاولياء والاقارب، أحمد محمد (4 سنوات) هو واحد من هؤلاء الصغار الذين استجابوا لواجب الصيام منذ اليوم الاول بمحض إرادتهم، رغبة منه في التصرف مثل الرجال، وفي هذا الشأن قال الصغير أحمد، »لقد جعت وعطشت، لكني تمكنت من التحمل إلى غاية موعد الإفطار«، واستطرد »إن والدي وجدتي وصفاني بالبطل لأني استطعت أن أصوم منذ اليوم الأول من رمضان«. ورغم أن والدته آمنة (25 سنة) تجده صغيرا جدا على تحمل الجوع لمدة 12 ساعة إلا أنها فخورة بإرادته. أما رند (6 سنوات) شقيقة أحمد، فتقول: تعلمت الصوم من قبل والدتي وجدتي، لكنها استرسلت: »أحلم بالمثلجات لأتمكن من مقاومة الأجواء الحارة التي ميزت أواخر فصل الصيف في العراق«، والجدير بالذكر أن الحرارة تقترب يوميا من 40 درجة في بغداد، مما يصعب الصيام على سكانها الذين يبلغ عددهم 6 ملايين نسمة خاصة وأنهم لايستفيدون من الكهرباء إلا لمدة ساعات محدودة. وحسب وجهة نظر الدكتور حسام محمد، فإن الصيام له تأثيرات إيجابية على الاطفال والافراد البالغين، كما أن الاطفال لديهم، قدرة أكبر على تحمل الصوم لأنهم يملكون الكثير من الطاقة لكن يتعين عليهم أن يشربوا كميات كبيرة من الماء بعد الافطار، خاصة وأن الطقس حار جدا. وأضاف أن الصيام ينشط الدورة الدموية مما يسمح للدم بالوصول إلى الجهاز العصبي بسرعة وبالتالي تنشيط الدماغ، وينصح الطبيب ايضا بأداء التمارين الرياضية وعدم الإفراط في الاكل خلال شهر رمضان. ومن جهته يشجع السيد شيخ علي بشير النجفي (رجل دين) فكرة صيام الاطفال الذي يعلمهم الالتزام بالآداب ويحضرهم للتعود على هذا الواجب المفروض. للعلم يفطر الصائمون في العراق على الحليب وحبات التمر التي تتبعها أطباق الإرز، الخضار واللحم، إضافة إلى الفواكه، أما الصائمون الصغار فيظفرون إلى جانب ذلك بالحلويات.