كللت السنة التكوينية 2015/2016 بتخرج 287 ألف شاب من معاهد التكوين والتعليم المهنيين موزعين ما بين التكوين التأهيلي والتكوين المتوج بالشهادات كلهم قابلون لولوج عالم الشغل او خلق مؤسسات صغيرة عبر مختلف أجهزة دعم الاستثمار التي توفرها الدولة على غرار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "انساج" التي تشير نتائج دراسة قامت بها إلى أن 60 بالمائة من حاملي المشاريع يأتون من التكوين المهني . وزير القطاع السيد محمد مباركي وخلال تكريمه للطلبة المتفوقين من القطاع كشف عن شراكة علمية عملية بين قطاعه ومؤسسات تكوينية دولية بهدف فتح مراكز امتياز في التخصصات الرقمية المتقدمة ومجالات الاعلام الآلي استجابة لتوجيهات الحكومة نحو الاقتصاد الرقمي. الوزير محمد مباركي وفي رده على سؤال "المساء" حول مدى مساهمة قطاع التكوين والتعليم المهنيين في الدفع بالاقتصاد الرقمي من خلال فتح تخصصات في الإعلامي الآلي المتخصص والدقيق، أكد أن اقتصاد الرقمنة يتطلب في الوقت الحالي التحكم في الاعلام الآلي الرقمنة، مما دفع الوزارة إلى العمل على تطوير مراكز امتياز في إطار الرقمنة بالشراكة مع قطاع الاتصالات و الوزارة المكلفة بتكنولوجيات الاعلام والاتصال . وفي هذا السياق أشار الوزير إلى شراكات متقدمة مع المركز الوطني للتكوين عن بعد ومؤسسات دولية منها منظمة "اس.اي.دي.ال" الفرنسية وهي هيئة دولية تشرف على اعداد المقاييس والمعايير الخاصة بالإعلام الآلي والتصدق عليها، بالاضافة الى شراكة اخرى مع أكاديمية "سيسكو" الدولية وهي مؤسسة دولية تبين كل المقاييس التي يجب أن تتوفر في مجال التكوين المهني في التكوين في الاعلام الآلي، باعتبارها مرجعا عالميا في مجالات الاعلام الآلي وتكنولوجيات الاعلام والاتصال .. الوزير أوضح في هذا السياق، أن مراكز الامتياز تهم كل مستويات التكوين من التقني السامي وهو أعلى درجة إلى أبسط تكوين وخصوصياتها تكمن في مستوى التكوين الذي تشرف عليه مؤسسات رائدة في إطار الشراكة والتعاون الدولي لضمان نوعية تكوين مقدم في المراكز. قطاع التكوين والتعليم المهنيين الذي يستقبل سنويا 650 ألف متكون في مختلف المجالات، كلل هذا الموسم 2015- 2016 يضيف الوزير، بنجاح 287 ألف متخرج ما بين التكوين التأهيلي والتكوين المتوج بشهادات لولوج عالم الشغل، مشيرا إلى أن الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب تستقبل أزيد من 60 بالمائة من حاملي المشاريع من خريجي التكوين المهني وهو ما تؤكده دراسة ميدانية أجرتها مؤخرا. وفي سياق متصل كشف الوزير عن نتائج دراسة أخرى أجرتها الوكالة الوطنية للتشغيل والتي تشير إلى أن 700 طالب شغل متخرج من التكوين المهني من أصل 1000 يتم توظيفهم في أقل من ستة أشهر الأولى من إيداع طلب العمل، مقارنة بخريجي باقي القطاعات وبخاصة الجامعية منها، وهو ما يؤكد استجابة القطاع لمتطلبات سوق الشغل، مذكرا-الوزير- بكل الإجراءات التي اتخذت لوضع أنظمة لضمان أحسن تكييف للتكوين المهني مع متطلبات سوق الشغل في إطار تشاوري على المستوى المركزي والمحلي مع مختلف الشركاء وكذا إبرام اتفاقيات مما يسمح بتنويع التخصصات ومسارات التكوين والتحكم في الاحتياجات . ومن هذا المنطلق يجري التركيز على تنويع شبكة التكوين مع توفير مراكز جوارية متنقلة للتكوين عن بعد في ولايات الجنوب الكبير والهضاب العليا، يقول الوزير، الذي أشار إلى أن مدونة الشعب والتخصصات المهنية تحين بصفة دورية من طرف مؤسسات الهندسة البيداغوجية للقطاع بالتعاون مع مهنيي مختلف القطاعات الاقتصادية تماشيا مع تطور التقنيات. السيد مباركي شدد أيضا على تطوير التكوين التناوبي عن طريق التمهين مما يسمح للممتهن بالاحتكاك المباشر والاستيعاب النوعي للمهنة. وخلال حفل توزيع الشهادات وتكريم 64 متربصا متفوقا في السنة التكوينية 2015-2016 في سهرة احتضنتها المدرسة العليا للفندقة والإطعام بعين بنيان وحضرها أعضاء من الحكومة وأعضاء من البرلمان بغرفتيه وممثل عن الوزارة الأولى، دعا وزير التكوين والتعليم المهنيين محمد مباركي إلى تحسين مستوى التكوين المهني للتمكن من توفير موارد بشرية نوعية كطاقة بديلة للثروة الطبيعية، مؤكدا أن قطاعه مطالب بتوفير موارد بشرية نوعية ومتنوعة لتلبية احتياجات الاقتصاد الوطني وتزويد سوق الشغل بمؤهلات مهنية. وذكر المسؤول بالجهود التي يبذلها القطاع سنويا بتسخيره موارد بشرية ومادية معتبرة مقدرا عدد مناصب التأطير المتوفرة ب27000 منصب للتأطير التقني البيداغوجي والتكوين، كما يتوفر القطاع على 1240 مؤسسة تكوينية في 442 تخصص متوج بشهادات تكوين و126 تخصص متوج بشهادات تأهيل في خمسة مستويات تأهيلية من عامل مهني متخصص التقني سامي.