عبر رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، عن بالغ استنكاره للاعتداء الذي ضرب مدينة نيس، مؤكدا إدانة الجزائر "الشديدة" لهذا "الهجوم الإرهابي البشع". وكتب رئيس الجمهورية في برقية بعث بها إلى نظيره الفرنسي، فرانسوا هولاند، قائلا "لقد علمت ببالغ الاستنكار نبأ الاعتداء الإرهابي البشع الذي رزئت به فرنسا، في مدينة نيس، بالعشرات من القتلى وعدد جم من الجرحى"، مضيفا بأن الجزائر التي تدين شديد الإدانة هذا الفعل الهمجي وتعلن مرة أخرى قناعتها بأن الإرهاب ليس له لا جنسية ولا دين ولا يعترف بالحدود، تدعو المجموعة الدولية إلى التصدي صفا واحدا لهذه الآفة في كنف تضامن ملموس بقدر أوفى وتحت إشراف منظمة الأممالمتحدة. واستطرد الرئيس بوتفليقة في برقيته بالقول "إثر هذا المصاب الأليم، أتقدم، باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي، بأخلص تعازينا لكم وللشعب الفرنسي ولأسر الضحايا وأؤكد لكم تضامن الجزائر مع فرنسا الصديقة"، ليخلص في برقيته "أرجو، فخامة الرئيس وصديقي العزيز، أن تثقوا أني أشاطركم هذه المحنة، وتتقبلوا أسمى عبارات مودتي وتقديري". كما أدانت الجزائر، أمس، رسميا وبشدة الهجوم الإرهابي الذي ارتكب الليلة ما قبل الماضية في مدينة نيس جنوبفرنسا، والذي خلف 84 قتيلا وعشرات الجرحى، معبرة على تعاطفها وتضامنها مع الشعب الفرنسي وعائلات الضحايا واستعدادها لمواصلة مساهمتها في الجهود المجموعة الدولية لاجتثاث ظاهرة الارهاب. وأوضح بيان لوزارة الخارجية أن الجزائر تدين بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع ليلة 14 جويلية بمدينة نيس وتعبر عن تعاطفها وتضامنها مع فرنسا ومع الشعب الفرنسي وعائلات الضحايا. وأضاف البيان "إن الارهاب الجبان والأعمى الذي ضرب من جديد والذي ما زال يضرب في العديد من المناطق عبر العالم، قد بلغ مستويات من البربرية والوحشية، التي لا يمكن لأي منطق تقبلها من أي قيم أو اعتقادات أو مفاهيم دينية أو أخلاقية". كما ذكر بيان وزارة الخارجية بأن "الجزائر التي عاشت الارهاب والتي عرفت كيف تتخلص منه لوحدها بفضل إرادة وتصميم وتضحيات شعبها، تواصل تقديم مساهمتها في جهود المجموعة الدولية لاجتثاث هذه الظاهرة والقضاء على تهديداتها على أمن الشعوب واستقرار الأمن والسلام في العالم".تنديد دولي واسع بالعمل الإرهابي تنديد دولي واسع بالعمل الإرهابي أثارت عملية القتل الجماعي التي نفذها المواطن الفرنسي محمد لحويج بوهلال في أحد أكبر الشوارع السياحية بمدينة نيس موجة تنديد واستنكار عالمية أكدت كل الدول استنكارها وأجمعت على نعته بالجنون الإرهابي في نفس الوقت الذي أكدت فيه تضامنها مع فرنسا في مثل هذه الظروف العصيبة. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أول من استنكر العملية الذي ندد بما اسماه بالعمل الإرهابي المقيت وقال بوقوف بلاده مع فرنسا وتضامنها معها لمواجهة مثل هذه الهجمة. وأكدت هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية أن تنفيذ مثل هذه العمليات يرجع بالاساس إلى نقص التنسيق الأمني بين أجهزة المخابرات الغربية واتهمت مخابرات دول القارة العجوز بعدم تبادل المعلومات مع نظيرتها الأمريكية. بينما وصف منافسها الجمهوري دونالد ترامب ما حدث بالهجوم الفظيع الذي اقترفه إرهابيون جبناء". وفي قرار احترازي قررت السلطات الاسبانية تعزيز إجراءاتها الأمنية في كل منتجعاتها السياحية مع تشديد المراقبة على حدودها الدولية مع فرنسا وفي كل مطاراتها في نفس الوقت الذي رفعت حالة التأهب الى درجتها الخامسة. وعلى نفس النهج استدعت الوزيرة الأولى البريطانية الجديدة تريزا ماي اجتماعا طارئا لأعضاء لجنة أمنية لوضع الإجراءات الأمنية اللازمة لمنع أية عملية مماثلة.وقالت ماي أنها صدمت لما وقع وأبدت حزنها لعشرات القتلى الذين خلفهم الهجوم مؤكدة على وقوف لندن إلى جانب باريس في محنتها. وندد الأمين العام الأممي بان كي مون بعملية نيس ودعا كل الدول إلى تعزيز الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة الإرهاب. ووقف سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي أمس دقيقة صمت ترحما على قتلى عملية نيس قبل اجتماع عقدوه أمس لمناقشة الوضع في العراق. ووصف المشاركون ال51 في القمة الآسيوية الأوروبية الحادية العشرة المنعقدة بالعاصمة المنغولية، اولان باتور في بيان مشترك، عملية الدهس الجماعي بالهجوم الإرهابي الحاقد والجبان الذي ضرب فرنسا وأكدوا عزمهم على "محاربة طاعون الإرهاب مهما كانت الجهة الواقفة وراءه". واستنكرت الدول الإسلامية والعربية جميعها العملية وأكدت هي الأخرى على ضرورة توحيد الجهد الدولي من أجل مواجهة هذه الظاهرة التي لم تعد تستثن أحدا. وأدانت السلطات التونسية "العمل الإرهابي الجبان" وعبرت عن عميق تأثرها وقدمت العزاء للحكومة والشعب الفرنسي. وجدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تضامن مصر مع فرنسا الصديقة" بقناعة أن الإرهاب لا يعرف الحدود ويدمر حياة الأبرياء" بما يزيد "من الإصرار على هزمه". وقال مفتي مصر الشيخ شوقي علام أن منفذ عملية نيس متطرف يتحرك في لباس شيطان وأن الإسلام لم يدعو أبدا الى إراقة الدماء. وهو الموقف الذي عبر عنه الأزهر الشريف الذي اعتبر أن هذه الأعمال إرهابية المقيتة تذهب إلى نقيض مبادئ الدين الإسلامي الحنيف بما يستدعي وحدة الجهد الدولي للقضاء عليها وتخليص العالم من آفتها". واستنكرت دول مجلس التعاون الخليجي الست عملية منتزه الانجليز ووصفت ما حدث بالعمل الإرهابي.وقدمت إيران تعازيها لفرنسا بعد ما وصفته ب« العمل الإجرامي والإرهابي" الذي عاشته مدينة نيس ليلة الخميس إلى الجمعة. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس من جهته أن ما وقع عمل جبان وإرهابي وحشي ضرب فرنسا بلد الحرية والعدالة والمساواة". وهو الوقف الذي أبداه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي وصف ما وقع بالعمل الإرهابي الجبان.