وعد الوزير الأول، عبد المالك سلال، أول أمس، المتعاملين الاقتصاديين بولاية أم البواقي بالدعم اللازم من الحكومة من أجل تطوير وتوسيع استثماراتهم بالولاية، ودعاهم في المقابل إلى مرافقة الجهود الجبارة التي تبذلها الدولة في إطار الاستثمار العمومي لدفع التنمية على مستوى الولاية والمنطقة ككل، كما طالب سلال المتعاملين في نشاط استيراد قطع الغيار إلى ترقية نشاطهم بالانتقال إلى مجال الإنتاج، مذكرا بالآجال القانونية التي حددتها الدولة لوكلاء السيارات للشروع في الإنتاج والتركيب محليا. وشدد الوزير الاول، خلال وقوفه على عدد من المشاريع الصناعية بولاية أم البواقي، على أن الحكومة لن تتسامح في تعاملها مع المتعاملين الذين يخافون التزاماتهم، مذكرا في هذا الصدد بقرار الحكومة المتعلق بعدم منح ترخيص لاستيراد أدوية أو سيارات للمتعاملين، الذين لا يستثمرون في هذين المجالين من خلال إقامة وحدات إنتاجية. وبالمناسبة، دعا سلال المتعاملين الاقتصاديين بولاية أم البواقي للاستثمار في مجال صناعة قطع غيار السيارات، مشيرا إلى أن العديد من مناطق الولاية كعين مليلة وعين كرشة وعين فكرون معروفة بنشاط استيراد قطع الغيار، وبإمكان المتعاملين في هذا النشاط التحول إلى إقامة مصانع لإنتاج هذه القطع محليا. وإذ أشار إلى أن هذا النوع من الاستثمارات سيمكن الولاية والمنطقة من تعزيز النسيج الصناعي ويسهم في توفير مناصب الشغل، أكد بأن مشكل العقار الصناعي لم يعد مطروحا بولاية أم البواقي، مع التهيئة الجاري إنجازها لمنطقة صناعية جديدة على مساحة 400 هكتار بأولاد قاسم، مذكرا بالتزام الدولة بالعمل على مساعدة ومرافقة كل استثمار مولد للثروة. وضع حجر الأساس لمصنع للإسمنت بسيقوس، والتصدير في 2018 ذكر الوزير الأول، خلال إشرافه على وضع الوزير الأول بمنطقة "سيقوس" حجر الأساس لمشروع إنجاز مصنع للإسمنت للمجمع الصناعي لإسمنت الجزائر "جيكا" بالاستثمارات الضخمة التي تم تسخيرها لإنجاز مصانع للإسمنت عبر التراب الوطني، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الجهود هو المساهمة في النمو الاقتصادي المستدام، وتجسيد الاستراتيجية المسطرة لهذا الفرع، والتي ستشرع بفضلها الجزائر في مرحلة تصدير الإسمنت بداية من 2018 أو 2019 كأقصى تقدير. وذكر بالمناسبة بمشاريع التوسعة الجاري إنجازها حاليا بمصانع الإسمنت لكل من عين الكبيرة بسطيف وواد سلي بالشلف وزهانة بمعسكر، والتي من شأنها أن تعزز الأهداف المرجوة. وتقدر قدرات إنتاج مصنع "سيقوس" بأم البواقي عند دخوله مرحلة الإنتاج في 2019، ب2,2 مليون طن سنويا، فيما يرتقب الرفع في القدرات الوطنية لإنتاج هذه المادة إلى 21 مليون طن في آفاق 2018. وبمنطقة بأولاد حملة بدائرة عين مليلة، حيث دشن ملبنة خاصة، أشرف الوزير الاول على إطلاق مشروع مستثمرة فلاحية مختصة في تربية الأبقار، وتشغيل عملية توصيل مياه السقي إليها، ودعا بالمناسبة صاحب المستثمرة إلى مضاعفة المجهودات لتعزيز إنتاج الحليب ونشر ثقافة زراعة الأعلاف الموجهة للأبقار الحلوب، مشددا على ضرورة أن تصل الجزائر في سنة 2019 إلى تحقيق اكتفائها الذاتي في مجال الحليب والتوقف عن استيراد مسحوق الحليب. كما دعا المستثمرين في هذا المجال إلى إبرام اتفاقيات شراكة خاصة مع القطاع العمومي وتطوير التقنيات المتعلقة بالتعليب والتغليف، مذكرا من جانب آخر بالتزام رئيس الجمهورية بتحقيق مساحة فلاحية مسقية ب1 مليون هكتار في آفاق 2019، وذلك ضمن مختلف برامج تنمية القطاع الفلاحي. أول وحدة لإنتاج وتصدير قفازات الجراحة على المستوى الإفريقي وببلدية أولاد قاسم، أشرف الوزير الاول على تدشين وحدة لإنتاج القفازات الجراحية تندرج ضمن استثمار خاص وتعتبر أول وحدة صناعية من نوعها على المستوى القاري. وحضر السيد سلال بالمناسبة لعملية توجيه أول دفعة من هذا المنتوج تتضمن 600 ألف قفاز جراحي للتصدير إلى إسبانيا، مبرزا أهمية ترقية نشاط صناعة المواد الصيدلانية من خلال إبرام شركات دولية ناجعة لتقليص فاتورة واردات هذه المنتجات. كما دشن الوزير الاول خلال زيارته للولاية معهد الرياضات بجامعة العربي بن مهيدي يضم 1000 مقعد بيداغوجي، وإقامة جامعية تتسع ل500 سرير بعين البيضاء وعيادة طبية خاصة، وشدد بالمناسبة على اهمية استغلال كافة المنشآت المنجزة في مختلف القطاعات، لافتا إلى أن الكثير من الهياكل التابعة لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي تبقى "غير مستغلة كما ينبغي". كما تفقد الوزير الأول مسرح الهواء الطلق بمدينة أم البواقي، وأعطى توجيهات لمسؤولين قطاع الثقافة للعمل من أجل جعل الفعل الثقافي دائم وذلك بالتعاون مع الحركة الجمعوية. إنشاء مؤسسة عيسى الجرموني في سياق متصل، أعلن الوزير الأول بعين البيضاء عن إنشاء مؤسسة عيسى الجرموني، وأشار إلى أن مساعدة مالية بقيمة 1 مليون دينار، تم منحها من طرف الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة لاستحداث هذه المؤسسة، داعيا أعيان المدينة والمسؤولين إلى المشاركة في إبراز التراث الموسيقي لهذا الفنان الراحل وتثمين مسيرته الفنية الثرية والمتنوعة. وأوضح الوزير الأول في هذا السياق بأن مؤسسة عيسى الجرموني ستحظى بالمرافقة و الدعم اللازمين، مؤكدا أهمية إبراز التراث الثقافي لشعراء الجزائر والتعريف بهم في أوساط الشباب. تدشين التحويلات المائية بين بني هارون وركيس وكدية المدور ومن الإنجازات الضخمة التي استفادت منها ولاية أم البواقي وغيرها من ولايات الشرق والجنوب الشرقي الجزائري، مشروع تحويل مياه بني هارون، الذي أشرف على تدشينه السيد سلال انطلاقا من بلدية عين كرشة، حيث أشرف على تشغيل محطة الضخ التي يتم تموينها عبر السد الخزان لوادي العثمانية بميلة. وشدد الوزير الأول بالمناسبة على ضرورة الشروع في دراسات ربط جنوب ولاية خنشلة وولاية بسكرة بسد بني هارون العملاق الذي تصل قدراته التخزينية إلى 1 مليار متر مكعب، داعيا أيضا إلى استغلال القدرات المتاحة في مجال الموارد المائية وخاصة أحواض المصب لدعم الفلاحة و المناطق الريفية. واستكمالا لعملية تدشين هذا الانجاز، انتقل السيد سلال الذي خصه سكان بلدية عين كرشة باستقبال جماهيري حار، إلى بلدية باتنة، حيث أشرف أيضا على تدشين مشروع التحويل المائي إلى سد "كدية المدور"، حيث دعا بموقع المشروع إلى الشروع في الدراسات الخاصة بتموين ولاية بسكرة وانجاز رواق رباع يوصل مياه سد كودية المدور إلى بلدية ثنية العابد، مذكرا بالمناسبة بأن المشاريع المرتبطة بالصحة والموارد المائية ليست معنية بإجراءات التقشف.