أبدى وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير امس، شكوكا حول امكانية توصل الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى اتفاق يسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة قبل نهاية العام الجاري.وقال كوشنير الذي يقوم بزيارة الى فلسطينالمحتلة بعد لقاء مع الوزير الاول الفلسطيني سلام فياض بمدينة جنين بالضفة الغربية اننا نحوز الآن على وثيقة مفاوضات ولكننا لم نصل الى نتيجة نهائية مما يعني أن التوصل إلى شيء ملموس قبل نهاية العام الجاري يستدعي وقتا إضافيا. وقال رئيس الدبلوماسية الفرنسية لست على دراية على أننا سنرى دولة فلسطينية مستقلة قبل نهاية العام الجاري ولكنني مقتنع أن قيامها يبقى ضروريا ومفتاحا للنزاع القائم في منطقة الشرق الأوسط والضامن الوحيد لأمن إسرائيل. ويعتبر هذا أول دحض لمزاعم ووعود أمريكية التزم بها الرئيس الأمريكي جورج بوش بإقامة دولة فلسطينية مستقلة جنبا إلى جنب مع إسرائيل قبل نهاية العام الجاري تاريخ انتهاء عهدته الرئاسية في البيت الأبيض، وهو العهد الذي التزم به في ختام مؤتمر انابوليس نهاية نوفمبر من العام الماضي. يذكر أن تحرك وزير الخارجية الفرنسي إلى فلسطينالمحتلة يأتي ضمن مساعي أوروبية للعب دور أكثر فعالية في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي خاصة وان باريس تضمن حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. واعترف كوشنير أن النزاع وصل إلى مرحلة فراغ خطير بسبب الوضع السياسي العام في إسرائيل والذي خلفه انسحاب الوزير الأول ايهود اولمرت تحت تداعيات تورطه في فضيحة تعاطي رشاوى وفي وقت تشهد فيه الولاياتالمتحدة حملة انتخابات رئاسية حامية جعلت القضايا الدولية تتراجع إلى المرتبة الثانية من حيث الأهمية بالنسبة للإدارة الأمريكية المغادرة. وجاء توقف المسؤول الفرنسي بالضفة الغربية ولقائه مساء أمس بالرئيس محمود عباس قبل توجهه إلى إسرائيل اليوم الأحد حيث سيلتقي بنظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني التي انتخبت مؤخرا على رأس حزب "كاديما" خلفا للوزير الأول المستقيل إيهود أولمرت. وجاء التحرك الفرنسي بعد اجتماع اللجنة الرباعية قبل أسبوع بمدينة نيويورك على هامش أشغال الجمعية العامة الأممية والتي دعت طرفي الصراع إلى بذل مزيد من الجهود قصد التوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية العام الجاري. وتكون اللجنة الرباعية من خلال هذه الدعوة قد تجاهلت الحقائق الميدانية التي حالت دون التوصل إلى هذا الاتفاق والممارسات اليومية الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة بالإضافة إلى الموقف الإسرائيلي الرافض لكل فكرة للانسحاب من الضفة الغربية والاعتراف بالقدس الشريف عاصمة للدولة الفلسطينية ووقف الاستيطان ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين.