ونحن نعيش موسم الأعراس، حذّرت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك - النسوة تحديدا - من اقتناء بعض أنواع الحنة الاصطناعية لاحتوائها على مواد كيماوية تشكّل حساسية على الجلد بمجرد وضعها، وفي هذا الشأن، قال مصطفى زبدي رئيس المنظمة ل«المساء" إنّ المستهلك مدعو لأخذ الحيطة والحذر عند اقتناء بعض المواد الاستهلاكية الكيماوية من خلال تفاديها إن أمكن والاعتماد على الطبيعية منها لتجنّب التعقيدات الصحية التي يمكن أن تحدثها. من خلال الجولة الاستطلاعية التي قادت "المساء" إلى بعض الأسواق الشعبية، تبين أنّ الحنة المسوقة تحمل "ماركات" مختلفة بعضها معروف أصلها وبعضها يباع من دون أيّ رسم، حيث تشير البيانات إلى بلد المنشأ من غير المستورد أوالموزّع، ما يعني أنّ احتمال كونها مقلّدة أومغشوشة أو تحوي على مواد غير معروف أصلها وارد. أكّد بائع أعشاب تحدثت "المساء" إليه بسوق بوزريعة "أنّ النسوة عادة ما يحبذن اقتناء الحنة التي تعطي حسبهن- اللون الأحمر الذي يميل إلى الأسود، كونها تصبغ الجلد بسرعة كبيرة بينما يتجنبن الحنة الطبيعية رغم كونها أكثر أمنا"، مشيرا إلى أنّ أكثر الأنواع طلبا تلك المستوردة من الصين أوالهند. بينما أشار عشاب آخر إلى أنّ الطلب يكثر على كلّ أنواع الحنة خلال موسم الصيف بالنظر إلى كثرة الأعراس، ولأن الحنة تعتبر من المظاهر التي لا تستغني عنها العائلات الجزائرية في أعراسها وأفراحها غير أنّهم - يعلق - "لا يعرفون النوعية التي يقتنونها، إذ يتجنبون الحنة الورقية الطبيعية ويميلون إلى تلك المعلبة والمستوردة التي نحاول أن نتفحصها بالتأكّد من أنّها تحمل اسم الموزّع حتى نتجنب الوقوع في مشاكل إن حدث وتسبّبت في بعض التعقيدات الصحية التي يأتي على رأسها حساسية الجلد". وفي ردّه على سؤال حول الانتشار الكبير لأنواع الحنة غير الطبيعية بالأسواق الشعبية، وتحديدا عند العشابين وما يمكن أن تسببه من مخاطر صحية على الجلد، قال زبدي بأنّ الحنة غير الطبيعية التي تحوي مواد كيماوية تؤدي إلى حساسية مفرطة لمن يستعملها، وهو الأمر الذي بادرت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك إلى التحذير منه منذ سنتين. وقدّمت المنظمة لأجل تفاي الآثار الجانبية لهذا النوع من السلع، حملات تحسيسية بالكشف عن الحروق التي تسببّها على جلد بعض من استعملها، مشيرا إلى أنّ الحنة الاصطناعية غير ممنوعة من التسويق، ولأنّ المادة التي تحوي عليها تؤدي إلى حساسية جلدية مفرطة، ننصح كلّ من يقتني هذه الأنواع الصناعية من الحنة تجريبها أولا على جزء من الجلد للتأكّد من كونه لا يتحسّس منها، لأنّها تظلّ مواد كيماوية اصطناعية، ما يعني أنّ احتمال الحساسية وارد، وبالتالي المستهلك هو الذي ينبغي أن يكون أكثر وعيا بتفادي مثل هذا النوع من المنتجات والاعتماد على كلّ ما هو طبيعي. المطلوب، حسب رئيس منظمة، حماية المستهلك بأخذ الحيطة والحذر من هذه المواد التي تسبب الحساسية خاصة في موسم الحر، والتأكيد على ضرورة أن تحمل منتجات الحنة بيانات باللغة العربية وتكون المكوّنات واضحة وظاهرة، فإن حدث وتسبّبت الحنة في الحساسية، يمكن للأطباء التدخّل والتكفّل بعلاج المريض سريعا من خلال الاطلاع على المكوّنات التي يحتمل أنه المتسبب في الحساسية لأن ما لا حظناه يضيف "أنّ الحنة التي تسوّق عند العشابين الذين يدّعون علمهم بخبايا الطب البديل تحوي في مجملها بيانات مبهمة ومكتوبة بخط غير واضح الأمر الذي يصعب مهمة التعرف على محتوياتها.