مختصون ينصحون المواطنين بالابتعاد عنها يزداد إقبال المواطنين على المشروبات الباردة، خاصة مع اقتراب فصل الصيف، الذي تعرض فيه أنواع عديدة من العصائر والمشروبات الاصطناعية، إلا ان أكثر الأنواع انتشارا تلك التي يعرفها الجزائريون ب الشاربات ، إذ يعتقد العديد أنها منتوج طبيعي يعتمد في صناعته على فواكه طبيعية لكن الواقع غير ذلك، وهو ما ارتأت السياسي التعرف عليه والتقرب أكثر من المواطنين والمختصين من أجل التفصيل أكثر في الآثار السلبية التي تنعكس على سلامة وصحة المواطنين. عصائر اصطناعية تهدّد صحة المواطنين باختلاف الأذواق والأنواع، تعرض المشروبات الباردة تحت تسميات وماركات عديدة التي تكثر خاصة في فصل الحر ومع اقتراب الشهر الفضيل، إذ لا يجد المستهلك حلا بديلا يروي عطشه إلا الإقبال عليها دون إدراك مكوناتها وطرق تحضيرها، وهو ما أشارإليه أحمد، أحد المواطنين الذين التقت بهم السياسي في محل بيع المواد الغذائية والذي أخبرنا انه من المستهلكين المدمنين على المشروبات الباردة طول السنة حتى في فصل الشتاء، وهو ما أثار استغرابنا واستفسارنا عن الموضوع، هذا الأخير أجابنا بأن السبب في ذلك يعود الى الذوق المميز لها وفضوله المستمر في البحث الدائم على الأذواق الجديدة التي أصبحت متعدّدة وبعلامات تجارية كثيرة. وعن سؤالنا حول معرفته لمكونات المشروبات، أجابنا أنها لا تحوي اي مواد بإمكانها ان تضر السلامة الجسدية ولا يجب المبالغة في الموضوع، فهو يستهلكها منذ زمن طويل إلا انه لم يلاحظ اي انعكاسات سلبية على صحته، في حين كان لإيمان، المنحدرة من ولاية تيبازة، الرأي المغاير والتي كانت من الناقمين على بيع المشروبات التي تضاف إليها مواد كيميائية والتي ترى فيها المضار لا المنافع للجسم، إلا ان محدثتنا لم تكن لها وجهة نظر سلبية حول الموضوع دون سبب، فقد كانت إحدى المتضررين من المنتوج حيث تعرضت لحساسية على مستوى الجلد وإسهال حاد، حيث ان الطبيب المختص أكد لها ضرورة الابتعاد عن المنتوج نهائيا والذي يمكن ان يتسبّب لها في حالة تسمم نتيجة حساسيتها للمكونات. وغير بعيد عن المكان الذي كانت فيه إيمان، حدثتنا أمال عن تجربتها الخاصة مع المنتوج الذي كانت تجهل تماما خطورة المواد التي تضاف الى الشاربات حيث قدّمتها لابنها البالغ من العمر 4 سنوات والتي تسبّبت له في حالة إمساك وارتفاع في درجة الحرارة، مما اضطرها للتوجه الى طبيب أخصائي، هذا الأخير حذّرها من خطورة استهلاكها على الكبار، فلا يمكننا تصور انعكاسها على صحة طفل صغير، إذ يتوجب الحرص الدائم والابتعاد عن المواد الكيميائية، العدو الأول لاكتمال نموه. إلى متى نظل مستهلكين سلبيين للمعروضات في الأسواق والمحلات؟ هو التساؤل الذي لم تجد أمال الجواب له والتي تحمّل المسؤولية للجهات الخاصة بعرض وتصريح المنتوجات الضارة بجسم المستهلكين التي يجد فيها المواطن نفسه ضحية لها. عاملة بمصنع القليعة تكشف عن سر خلطة الشاربات وللاكتشاف أكثر والتعرف على حقيقة صنع هذه المشروبات، كانت ل السياسي زيارة الى أحد المصانع الخاصة بصنع وتوزيع الشاربات بالقليعة والتي لاحظنا، للوهلة الأولى، عدم مراعاة شروط النظافة الخاصة بالمواطنين كما شدّ انتباهنا الملابس المتسخة التي كان يرتديها العاملون بالمكان. ونحن نجوب بين أرجاء المصنع، اقتربنا من أمينة، التي تعمل بالمصنع لأزيد من 5 سنوات، أخبرتنا أنها لا ترى في الأمر أي مضار على صحة المواطنين، وعند استفسارنا عن المواد المشكلة للمنتوج، لم تستطع في البداية البوح لنا بسر الخلطة العجيبة التي تشكّل خطورة على الصحة الاستهلاكية للمواطنين، وأمام إلحاحنا على الموضوع، أخبرتنا انه يتم مزج مادة الاسبارتام مع الماء و السكر وبعض المواد الحافظة يضاف إليها الملون، إلا أنها ليست التشكيلة الكاملة للعصائر، فهي تندرج ضمن سر الخلطة التي تميز كل منتوج عن الآخر. غياب النظافة يرهن حياة المستهلك وفي ذات السياق، كان لعمي محمد، أحد الموزعين الخواص للمنتوج في المحلات، رأيه في الموضوع، إذ أكد لنا انه يدرك تماما خطورة المكونات على صحة المستهلكين وانه لا يجب ان تطول مدة حفظها في الثلاجات التي قد تتسبّب في تلفها وتغيّر شكلها وهو ما لاحظه خلال فترة تعامله مع صاحب المصنعو أين لاحظو في العديد من المرات، انبعاث رائحة مركّزة وتغيّر اللون الى الأبيض وهو ما يعني عدم صلاحية المنتوج فكيف يمكننا تصور خطورة التفاعل داخل الجسم، يجب ان يكون المواطن حريصا ومحافظا على صحته، فلا علاقة للعصائر الاصطناعية بالمواد الطبيعية، فغياب النظافة بهذه المصانع يرهن صحة المستهلكين . مختصون: الاستغناء عن المشروبات الاصطناعية.. ضروري وللتعرف أكثر على تأثيرات العصائر الاصطناعية على سلامة المواطنين، قامت السياسي بزيارة الى عيادة الدكتور شتوي زوبير، الذي طالما أكد لمرضاه والمواطنين ضرورة الابتعاد نهائيا عن مثل هذه المشروبات التي تحتوي على عدة مكونات كيميائية والتي تعد المسبب الرئيسي في أمراض العصر، في حين أردف محدثنا كلامه للحديث على الحالات التي لا تعد ولا تحصى من المرضى المتضررين من العصائر الطبيعية والتي ألحقت ضررا بليغا بالعديد منهم. وبتفاصيل طبية، قال لنا شتوي انه من بين الأعراض التي تسبّبها العصائر إسهال او إمساك، بالإضافة الى ارتفاع درجة الحرارة والتقيؤ كما أنها تسبّب حالة من الحساسية الجلدية وأخطار ايضا على مستوى الحلق الذي يتأثر بالمواد الكيميائية والتي تظهر على شكل التهابات وشعور بالحرقة، بالإضافة الى عدة أمراض على مستوى الجهاز الهضمي في مقدمتها القولون العصبي، بالإضافة الى التسبّب في الإصابة بالقرحة المعدية وأمراض أخرى تظهر نتائجها على المستوى البعيد. السرطان.. من أخطر الأمراض الناجمة عنها وعن التأثيرات السلبية للمنتوج، حدثتنا الدكتورة محديد عن تأثيرها السلبي على الجهاز الهضمي، ومن بين الآثار الذي تظهر على المدى البعيد خاصة، الإصابة بداء السرطان جراء تشكيلة المواد الكيميائية الممزوجة وعدم مطابقة المنتوج لمعايير النظافة وطريقة عرضه العشوائية. كما استرسلت محدثتنا في كلامها عن الموضوع قائلة: يجب على الأولياء الابتعاد النهائي عن العصائر الكيميائية التي لا تمت بصلة للسلامة الجسدية ، كما أشارت الدكتورة الى المواد البلاستيكية التي تحفظ فيها المشروب والتي تعرض لأشعة الشمس، في الكثير من الأحيان، مما يتسبّب في تفاعلها وتحولها الى مادة سامة. جمعية حماية المستهلك تحسّس بأخطارها ومن جهته، أكد بلعباس حمزة، رئيس جمعية حماية المستهلك بتيبازة، في اتصال ل السياسي ، على ضرورة الابتعاد النهائي عن هذا النوع من المشروبات التي تحوي مواد مسرطنة تفتك بالسلامة الصحية خاصة على المدى البعيد وهو الأمر الذي يجهله المواطنون الذين ينساقون وراء الأسعار الزهيدة التي تعرض بها هذه المنتوجات، كما تطرق محدثنا الى مكونات المشروبات التي هي عبارة عن كيميائيات سائلة، إذ يرى فيها سببا رئيسيا للإصابة بالسرطان مستقبلا خاصة مادة الاسبارتام والمواد الحافظة والأحماض التي تشكّل إجمالا خطرا على صحة المستهلك. كما أرجع بلعباس طريقة نقل وعرض المنتوج في المحلات والأسواق مسؤولية الضرر البليغ الذي تسبّبه على السلامة، على غرار ذلك، أشار المتحدث إلى انه يتوجب على المستهلك قراءة المكونات وتاريخ الصلاحية قبل اقتنائها، مشيرا إلى ان الجمعية تطرقت، في العديد من المرات، الى مثل هذه الحملات لتوعية المواطنين والتطرق الى النمط الغذائي للجزائريين، الذين ينصحهم بالعودة الى النمط الطبيعي والحفاظ على صحتهم.