جددت العائلات التي لاتزال تقيم بالأحياء القصديرية ببلدية برج الكيفان، طلبها لوالي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ، من أجل ترحيلها إلى سكنات لائقة، وإخراجها من الظروف السيئة التي تعيشها منذ سنوات، وذلك على غرار آلاف العائلات التي تم ترحيلها، في إطار عملية إعادة الإسكان التي تقوم بها الولاية منذ جوان 2014، للقضاء على الأكواخ التي تشوّه وجه العاصمة. وذكرت بعض العائلات ل "المساء" أن الأوضاع التي تعيشها داخل البيوت القصديرية لا تُحتمل، وأنه من حقها الاستفادة من سكن جديد يحفظ كرامتها بعدما قضت سنوات طويلة داخل الأكواخ، التي أصبحت غير صالحة تماما، والتي لم تجد بديلا عنها بسبب أزمة السكن. وحسب هؤلاء فإن الظروف الاجتماعية هي التي دفعتهم للإقامة في الأكواخ، حيث لا يمكنهم كراء سكنات بأسعار مرتفعة جدا، خاصة أن الكثير منهم مدخوله محدود أو يعاني البطالة، ولا يمكن لهذه الشريحة الحصول على سكن ضمن الصيغ الأخرى باستثناء برنامج الولاية المخصص للقاطنين بالقصدير والأقبية والأسطح، الذي استفادت منه آلاف العائلات إلى حد الآن، منها تلك التي كانت تقيم بثلاثة مواقع لأحياء قصديرية ببرج الكيفان، وهي 600 عائلة استفادت من سكنات جديدة بأولاد فايت في المرحلة الثالثة من عملية الترحيل 21 التي تمت مؤخرا، والتي كانت تقيم بموقع المسجد، وموقع العمارات غير المكتملة التي احتلها المواطنون عنوة منذ سنوات، والسوق المغطاة التي كانت تعيق حركة السير، وتغلق منافذ العمارات المجاورة. من جهته، أكد رئيس بلدية برج الكيفان قدور حداد ل "المساء"، أن عددا كبيرا من العائلات تنتظر نصيبها من السكنات الجديدة التي توزعها ولاية الجزائر، منها أكبر حي قصديري متواجد بحي الحميز الذي يضم 1400 عائلة، والذي يُعد من بين الأحياء المبرمجة للترحيل في المرحلة الرابعة من العملية 21 للترحيل التي ستتم في سبتمبر القادم. كما يوجد موقعان هامان مازالا ينتظران الاستفادة من عملية الترحيل التي تقررها الولاية، ويتعلق الأمر بموقع درقانة الملحقة، وموقع المنطقة الصناعية بأكثر من 700 عائلة أخرى. وإلى جانب ذلك توجد عائلات أخرى مقيمة بالقصدير بموقعين؛ حي علي عمران وسي إسماعيل، وعائلات أخرى موزعة على عدة مواقع أخرى بأحياء بن مرابط، موحوس وقايدي، وثلاثة مواقع أخرى بالضفة الخضراء، فضلا عن موقع بحي سعيدي أمام المسجد بوسط مدينة برج الكيفان، وموقع التعاونية المحتل من طرف العائلات. وفي هذا الصدد أكد المسؤول الأول عن بلدية برج الكيفان، أن إزالة مواقع القصدير ستخفف العبء عن الجماعة المحلية التي تسهر على تسيير عدة نقاط سوداء بإقليمها، مشيرا إلى أن سلطات ولاية الجزائر ستتخلص نهائيا من كل الأكواخ التي تُعتبر من بين النقاط السوداء الأولى بالعاصمة. يُذكر أن والي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ، كان قد دعا سكان العاصمة الذين يعانون من أزمة سكن، بالتحلي بالصبر، كون السلطات ستتكفل بملفاتهم وتلبي طلباتهم في الحصول على شقة لائقة؛ لأن العرض يفوق الطلب.