تم سهرة أول أمس الأحد بريو دي جانيرو، إسدال ستار الألعاب الأولمبية الصيفية، بعد أسبوعين من التنافس الشديد ميزتهما عدة أحداث بحلوها ومرها، وخرجت الجزائر منها بحصيلة متواضعة تلخصت في حصول العداء توفيق مخلوفي على ميداليتين فضيتين في سباقي ال800 وال1500 م، أنقذ بهما ماء وجه الوفد الجزائري الذي تنقل إلى البرازيل ب64 رياضيا، بما فيهم منتخب كرة القدم. وتلاقت الرياح العاصفة مع لمحة من الحزن وإحساس بالفخر في حفل ختام أولمبياد ريو دي جانيرو، فيما تنفست البرازيل الصعداء مع نهاية أول دورة ألعاب أولمبية صيفية تقام في أمريكا الجنوبية. وبدا أن الأمور انتهت بشكل بعيد عن المثالية في البرازيل، التي عانت من مدرجات خالية ومخاوف أمنية وحوض غطس تحول لونه للأخضر بشكل غريب، إلا أن فوز الدولة المضيفة بميداليتين ذهبيتين قبل النهاية في رياضيتين مفضلتين بالنسبة لها وهي كرة القدم والكرة الطائرة للرجال، ساعد على تخفيف بعض الشعور بالألم والمعاناة لدى البرازيليين بسبب الأولمبياد. وتسببت عاصفة هبت على ريو طوال أول أمس، في هبوب رياح وتساقط للأمطار على ملعب ماراكانا أكثر ملاعب البرازيل تعددا في طوابقه، وانقطع التيار الكهربائي لوقت قصير عن جزء من الملعب والحي المحيط به، قبل وقت قصير من انطلاق الحفل. وأغرقت الأمطار الراقصين في حفل الختام والمئات من الرياضيين مع دخولهم للمشاركة في الاحتفال، وقد طوقت الميداليات أعناق الكثير منهم. وكان من بين هؤلاء فريق كرة السلة الأمريكي للرجال الذي فاز بالذهبية في اليوم الأخير من المنافسة. وعلى أنغام الموسيقى التقليدية البرازيلية، رقص الرياضيون الأولمبيون ولوحوا بأعلام بلادهم احتفالا بمكانهم في أبرز المحافل الرياضية العالمية. وشق أول فريق للاجئين يشارك في تاريخ الأولمبياد - وهو واحد من أكثر أسباب سعادة الجماهير في الأولمبياد - طريقه خلف العلم الأولمبي الذي حمله مصارع جيدو كونغولي وسكان من ريو. وشاهد الرياضيون بالفعل آخر مراسم تتويج بميداليات في أولمبياد ريو، والتي بلغ عددها 306 والخاصة بماراطون الرجال الذي أقيم في وقت سابق من أول أمس. وسلم توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الميدالية الذهبية للكيني ايليود كيبتشوغ الفائز في السباق. وسلمت المدينة العلم الأولمبي لطوكيو التي ستستضيف الأولمبياد الصيفية عام 2020، وظهر رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي في الملعب وهو يرتدي ملابس شخصية ألعاب الفيديو (ماريو)، الذي انتقل عبر أنبوب من طوكيو إلى ريو. وأعلن باخ عن ختام الألعاب الأولمبية، وأعرب عن أمله بأن تترك الأولمبياد أثرا يستمر طويلا على المنطقة الحضرية البالغ عدد سكانها 12 مليون نسمة. وقال باخ: "الأولمبياد ستترك إرثا فريدا لأجيال قادمة، التاريخ سيتحدث عن ريو دي جانيرو قبل وعن ريو دي جانيرو أفضل بكثير عقب الدورة الأولمبية". وتم إطفاء الشعلة الأولمبية التي تم إشعالها في 5 أوت الجاري من خلال مرجل صغير صديق للبيئة.