في كل مرة تحصد فيها حوادث المرور المزيد من الأرواح في الجزائر إلا ويعاد طرح التساؤلات ويفتح النقاش مجددا حول الكيفية الناجعة للحد أو على الأقل للتخفيف من حدة هذه الظاهرة الخطيرة والمميتة التي عرفت خلال السنوات الأخيرة تصاعدا مقلقا. ففي آخر حصيلة سجلت، أول أمس، لقي 24 شخصا حتفهم في حوادث مرور وقعت ب16 ولاية أسفرت أيضا عن إصابة 93 شخصا آخر وإلحاق أضرار مادية لأكثر من 33 مركبة. فبينما جاء في بيان لقيادة الدرك الوطني تسلمت "المساء" أمس نسخة منه أن 15 شخصا قتلوا و74 آخرين أصيبوا في 22 حادث سير وقع أول أمس ب16 ولاية، أعلنت من جهتها مصالح الحماية المدنية عن مقتل تسعة أشخاص من بينهم أطفال وإصابة 19 آخرين في حادث سير دامي وقع مساء أول أمس بأعالي ولاية سكيكدة. وكان 33 شخصا لقوا حتفهم في ظرف 48 ساعة فقط تحت عجلات السيارات ومختلف المركبات الأسبوع الماضي في أرقام أقل ما يقال عنها أنها مرعبة ويصبح معها ضحايا "إرهاب الطرقات" في بلادنا يكاد يضاهي ضحايا الحروب والصراعات المسلحة. فآخر الإحصائيات المقدمة خلال الشهر الجاري من قبل مصالح الحماية المدنية والمركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرقات تشير إلى أن أكثر من 1900 شخص قتلوا وأصيب أكثر من 21 ألفا آخرون منذ بداية العام الجاري في حوادث المرور، مع التذكير أنه خلال العام الماضي تم تسجيل وفاة 4610 أشخاص وإصابة حوالي 56 ألف آخرين. ورغم أن حصيلة الحماية المدنية أشارت إلى انخفاض محسوس في الأشهر السبعة الاولى من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية بنسبة تتراوح حوالي 5 بالمئة في عدد الحوادث وضحاياها إلا أن الأمر يستلزم مزيد من الجهود والعمل المكثف على جميع المستويات. وهو ما ذهب إليه أول أمس اللواء عبد الغني هامل المدير العام للأمن الوطني بموجب تعليمات رسمية موجهة لكافة مصالح الشرطة تقضي بإلزامية المواظبة على العمل الوقائي تجاه مستعملي الطريق بغية التقليص من حوادث المرور. وجاءت تعليمة اللواء هامل بعد تقرير أنجزته خلية الاتصال والصحافة للمديرية العامة للأمن الوطني تعرضت من خلاله إلى حصيلة جهود الوقاية التي تقوم بها مصالح الشرطة منذ بداية العام الحالي من أجل السلامة المرورية والحدّ من الحوادث المرتبطة بها. وأوضح التقرير أن التراجع الذي يعرفه عدد حوادث المرور على مستوى القطاع الحضري يعود أساسا إلى "الجهود التي تبذلها مصالح الشرطة في هذا المجال بالتنسيق مع الوصاية". كما أكد أن التراجع الذي عرفته حوادث المرور من سنة إلى أخرى جاء بفضل "التوعية المستمرة لمستعملي الطرق وما حققته من أثر إيجابي وطيب على سلوكاتهم"، دون أن يغفل التقرير دور المجتمع المدني والبحث العلمي والإعلام في "توسيع مجالات الوقاية والفئات المعنية بالتوعية لتحقيق الأهداف المرجوة". وهو ما يؤكد أن احتواء هذه الظاهرة المميتة يتطلب تضافر جهود الجميع وخاصة توعية وتحسيس المواطن باعتبار أن العامل البشري يبقى من بين الأسباب الرئيسية لحوادث المرور إلى جانب حالة الطرقات والسيارات. وعملت الجزائر التي تحتل المراتب الاولى عالميا ضمن أكثر الدول تسجيلا لقتلى حوادث المرور جاهدة من اجل التقليص من حوادث المرور من خلال تشديد التشريع المنظم لأمن حركة المرور بالتوازي مع عمل وقائي واحتياطات للسلامة. وفي هذا السياق، شدد مجلس الوزراء بداية الشهر الجاري على ضرورة تعزيز التشريع المنظم لأمن حركة المرور من خلال اتخاذ إجراءات وقائية وتشديد العقوبات على المخطئين. وتم خلاله اقتراح مشروع قانون تمهيدي من أجل تقديمه للبرلمان يركز على الإجراءات الوقائية ودعم تأهيل السائقين وتحسين المراقبة التقنية وأمن المرور ومحاسبة المتهورين. غليزان ... 6 جرحى في حادث انقلاب سيارة أصيب عشرة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة في حادث مرور وقع بولاية غليزان، حسبما عُلم أمس من مصالح الحماية المدنية. وذكر ضابط المناوبة بذات المصالح الملازم علي عبد المرايم ل "وأج"، أن الحادث وقع صبيحة أمس في حدود الساعة 6 والنصف على مستوى الطريق السيار شرق - غرب باتجاه العاصمة بالمنطقة المسماة "دوار الحجاجرة " ببلدية سيدي سعادة (يلل)، إثر انحراف وانقلاب سيارة سياحية، وخلّف 6 جرحى تم نقلهم من طرف أعوان الحماية المدنية إلى المؤسسة العمومية الاستشفائية لمدينة المحمدية (ولاية معسكر). 09 قتلى و35 جريحا في انقلاب حافلة بسكيكدة ارتفعت حصيلة الحادث المروري المأسوي الذي وقع أمسية أول أمس السبت في حدود الساعة 19و30 دقيقة على مستوى الطريق الولائي رقم 28 بالمرتفع ما بين حيي بولقرود وسيدي أحمد على مقربة من الوادي بتسجيل وفاة 09 أشخاص من بينهم 06 نساء ورجل، وطفل وطفلة لا يتعدى سنهما ال15 سنة كانا على متن سيارة سياحية كما أصيب 35 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، 19 منهم حالتهم مستقرة ويخضعون حاليا للعلاج المكثف على مستوى مستشفى عبد الرزاق بوحارة بحي عيسى بوكرمة. بينهم اثنان وضعيتهما حرجة بينما غادر 08 مصابين جروحهم طفيفة المستشفى بعد تلقيهم العلاج، حسبما صرح به ل«المساء" مدير الصحة والسكان. وحسب مصدر من الحماية المدنية فإن الحادث نجم عن اصطدام حافلة للنقل الجماعي من نوع (هيقر) كانت عائدة من شاطئ وادي بيبي بسيارة سياحية من نوع (شوفرولي). وقد أدى الاصطدام إلى انحراف الحافلة ثم انقلابها من علو فاق 40 مترا، وفور وقوع الحادث تدخلت مصالح الحماية المدنية لإجلاء الضحايا إلى المستشفى فيما فتحت المصالح الأمنية المختصة تحقيقا لتحديد أسباب هذا الحادث المأساوي، للإشارة فقد سخرت الحماية المدنية لسكيكدة لعملية الإنقاذ والتدخل والإجلاء حوالي أكثر من 14 سيارة إسعاف مجهزة وشاحنتي إطفاء وسيارات إسناد، زيادة على آلة حفر ومختصين في عملية البحث والإنقاذ كما هب المواطنون بدورهم لمساعدة أعوان الحماية المدنية في عملية الإنقاذ وتمشيط المنطقة. من جهتها وفرت إدارة مستشفى سكيكدة الجديد كل إمكاناتها من أطباء وأعوان صحة وأدوية قصد التكفل الأمثل بالجرحى، كما تم تجنيد مختصين نفسانيين بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي للتكفل النفسي بالمصابين. وقد قام السيد فوزي بن حسين والي الولاية بزيارة الجرحى المصابين للاطمئنان على حالتهم الصحية فيما أعطى تعليمات صارمة قصد التكفل الجيد بالمرضى خاصة من الجانب النفسي.