على غرار كل مناطق الأمة الإسلامية، ستحيي ولايتا سطيفوبرج بوعريريج عيد الأضحى المبارك. وللوقوف على هذه الأجواء قامت "المساء" بهذا الاستطلاع حول هذه المناسبة الدينية وتتبعنا المراحل التي يمر بها اعتمادا على التقاليد التي يحرص على إحيائها السكان. يبدأ التحضير لعيد الأضحى المبارك قبل أسبوع من حلوله، حيث تشهد محلات بيع التوابل في الولايتين إقبالا منقطع النظير من قبل النساء لشراء مختلف التوابل الخاصة بأطباق يوم العيد، على غرار القصبر، الفلفل الأسود، الفلفل الأحمر، الكمون،... كونها تعطي نكهة خاصة في الطهي، خاصة إذا تم استعمالها في إعداد "أحشاء الكبش" أو ما يسمى ب"العصبان" وغيرها من الأكلات المشهورة لدى العائلات خلال أيام العيد. إضافة إلى الزعيترة، القرفة والحمص وغيرها. ونحن نتجول في السوق المغطاة وسط مدينة برج بوعريريج، التقينا بإحدى السيدات وهي تشتري مختلف لوازم العيد، ومن بينها التوابل، لتخبرنا أنها لا تستطيع الاستغناء عنها في الطبخ، خصوصا في صبيحة العيد، لأن هذه التوابل تضفي "بنة" خاصة على الأكل، لننتقل إلى محل آخر بمدينة سطيف، أين وجدنا امرأة طاعنة في السن منهمكة في شراء بعض التوابل وبكميات كبيرة وهي تشمها، على اعتبار أن العديد من الأطباق تطهى خلال أيام العيد مع التركيز على أن تكون جديدة وذات نكهة طيبة، قالت: "بحكم سني وخبرتي في شراء هذا النوع من التوابل، فإنني أتعرف عليها إن كانت جديدة وذات طعم خاص من خلال شمها، خصوصا إذا تعلق الأمر بالقصبر، هذا الأخير الذي لا يمكن تجاهل رائحته. كما تحرص جل العائلات على الاستعداد التام والكامل لعيد الأضحى، حيث تقوم السيدات بتنظيف البيوت وغسل الأثاث، وتحضير الحلويات ك"المقروط، الصابلي والقريوش" وغيرها، أما الرجال فيقومون بشراء الخضر، وفي ليلة الوقوف بعرفة لا تستغني أغلب العائلات عن العادات الراسخة لدى العائلات السطايفية والبرايجية، إذ تقوم بوضع الحناء، وكما جرت العادة تضع الأم أو الجدة الحناء للأطفال، البنات والأولاد على حد سواء، وفي صبيحة يوم العيد تجد حالة استنفار داخل المنزل، فتجد الأمهات يقمن بتحضير الفطور و"المسمن"، فيما يتوجه الرجال إلى المساجد لأداء صلاة العيد، وتقوم النساء بتحضير الطاولة ووضع الحلويات والكعك وبعد أداء صلاة العيد بالمساجد المتواجدة على مستوى تراب ولايتي سطيفوبرج بوعريريج، ترى المصلين يسلمون على بعضهم داعين الله عز وجل أن يعيده بالخير واليمن والبركات، ثم يعود المصلون أدراجهم إلى البيت ليجدوا أهل بيتهم في انتظارهم، وبعد تبادل المعايدة وما يرافقها من مرح وفرح وأخذ صور تذكارية يقوم الوالد بذبح أضحيته وسط أجواء من الفرحة، خاصة تلك المرسومة على أوجه الأطفال لتتواصل الزيارات والقعدات الحميمية ويبقى أهم ما يميز هذا العيد؛ التسامح والتغافر وتوطيد العلاقات أكثر بين الأهل والأقارب. "البوزلوف، البكبوكة، العصبان" والشواء حاضرة تتفنن ربات البيوت في ولايتي سطيفوبرج بوعريريج ببلدياتهم ال60 و34 خلال أيام عيد الأضحى، في تحضير أطباق تقليدية يشتهر بها المطبخ البرايجي، منها "البوزلوف، البكبوكة أو الدوارة" خصوصا "العصبان"، هذه الأطباق لا يكاد يمر العيد دون حضورها على المائدة في اليوم الأول والثاني من العيد، حرصا من العائلات على المحافظة على التقاليد وإرضاء رغبات عشاق تلك الأطباق والأكلات، لكن في المقابل هناك عائلات تتخلى عن بعض أعضاء الكبش، كالرأس والأحشاء تجنبا لتنظيفها وإعدادها، معتبرين ذلك من الأعمال الشاقة، ليكون "الحل" في الأخير هو التصدق بها للعائلات التي لم تقم باقتناء كبش العيد، ولازالت العائلات تحافظ كذلك على عادتها في عيد الأضحى المبارك، منها صيام العائلة يوم التاسع من شهر ذي الحجة وكذا صبيحة يوم العيد عن الأكل من الصباح إلى غاية العودة من صلاة العيد والإفطار على كبد الكبش الذي ينحر. وعن أجواء العيد اقتربنا من إحدى السيدات التي قالت لنا بأن رب الأسرة وبعد عودته من صلاة العيد يستعد لنحر الأضحية، في حين تقوم الأم أو ربة المنزل بالتحضير لطهي كبد الكبش مباشرة بعد النحر لتفطر عليه العائلة، وفي نفس الإطار، نجد بعض العائلات متمسكة بالعادات التقليدية، فمن الأساسيات طهي "البوزلوف" في اليوم الأول من العيد، بالإضافة إلى "الدوارة"، وفي المساء وبعد الانتهاء من تنظيف الأحشاء تحضر السيدات طبق "العصبان" المتعب في عملية تحضيره ولابد من وجوده، حيث تقوم سيدات البيت بتقطيع الدوارة إلى قطع كبيرة وخياطتها قبل أن يتم ملؤها بالأمعاء الدقيقة والغليظة والحمص والأرز والتي تكون مطهوة ببعض البهارات، ويتم غلقها عن طريق خياطتها، وبعد أن تطهى تقدم كطبق رئيسي يوم العيد وهكذا يقضي أبناء عاصمتي البيبان والهضاب أيام عيد الأضحى المبارك.