قررت الجمعية الوطنية للشباب المستفيد من قروض الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "أونساج" اللجوء إلى إنشاء مجمّعات صناعية لحل إشكالية عدم تمكّن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من الفوز بالصفقات العمومية، وحسب تصريح رئيس الجمعية السيد ضيافات نسيم ل«المساء" فقد تم إلى غاية اليوم إطلاق أول مجمّع في مجال النشاط الصناعي بولاية عنابة، لتطوير خدمات المناولة والتحضير جار لإطلاق ثاني مجمّع بعد عيد الأضحى في مجال خدمات تكنولوجيات الإعلام والاتصال، على أن يتم إطلاق عما قريب لمجمّع ثالث بالجنوب يعنى بالنشاط الفلاحي. فكرة التكتل في مجمّعات صناعية تم استنباطها من تجربة العديد من الدول الأوروبية التي جعلت من المؤسسات المصغرة قاطرة لتنمية اقتصادية قوية. وحسب تصريح رئيس جمعية الشباب المستفيد من قروض " أونساج" فقد تم اللجوء إلى هذه المجمعات لحل إشكالية صعوبة الاستفادة من الصفقات العمومية بحجة عدم توفر المؤسسات على الإمكانيات المادية والعتاد اللازم، مع العلم أن الحكومة خصصت 20 بالمائة من الصفقات المحلية للمؤسسات الصغيرة. تبعا لمباحثات ونقاشات مع أعضاء الجمعية، تقرر تنظيم نشاط الشباب المستثمر تماشيا والمخطط الصناعي لكل منطقة وهو ما يسمح لهم بالاستفادة من عدة صفقات واقتراح خدمات المناولة على الصناعيين الكبار، على غرار الخدمات المقترحة اليوم على الصناعيين بولاية عنابة من طرف مجمّع للمؤسسات المصغرة يضم 50 مؤسسة، وهناك نيّة لخلق مجمّع ثان في نفس المجال بالنظر إلى كثرة الطلبات على المناولة بالمنطقة التي تعرف نشاطا كبيرا للمناجم وصناعة الحديد والصلب. فيما يخص المجمّع الجاري التحضير لإطلاقه والمتخصص في خدمات تكنولوجيات الإعلام والاتصال، فسيضم 33 مؤسسة مصغرة أنشئت بدعم من "أونساج" برقم أعمال يزيد عن 50 مليون دج وعتاد بقيمة 30 مليار سنتيم. هو ما يسمح للشركاء الجدد باقتراح خدمات تتنوع بين الإنتاج والإنجاز لعدد من المتعاملين على مجمع اتصالات الجزائر وباقي المتعاملين الكبار في مجال التكنولوجيات على غرار العملاق الصيني "هواوي" الذي أبدى استعداده للتعامل مع المجمع الجزائري مستقبلا. في حين يتم حاليا تنسيق العمل مع عدد من الشباب المستثمر بولايات كل من تمنراست، ورقلة وعين صالح لإطلاق مجمع ثالث في مجال النشاط الفلاحي. حسب السيد ضيافات، فإن الإشكال المتعلق بالاستثمارات الصغيرة لهؤلاء الشباب هو عدم تمكنهم من إنجاز آبار لتوفير مياه السقي، ومن خلال المجمّع سيتم اقتناء حفّارات لإنجاز الآبار مع التشارك في كل العتاد الفلاحي الذي يتم اقتناؤه بقرض من "أونساج". من جهة أخرى تقدمت الجمعية باقتراح لوزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، قصد تحويل الدعم المقترح لإنشاء مؤسسات صغيرة إلى المجمعات الصناعية الصغيرة، وهو ما سيحل على حد قول ضيافات، العديد من المشاكل التي يتخبّط فيها الشباب المستثمر على غرار قلّة عروض الاستثمارات وتهديدات البنوك بحجز العتاد بسبب تأخر دفع مستحقات القروض، من منطلق أن المجمّعات الصناعية تسمح بالتشارك في العتاد والفوز بصفقات جديدة، كما أن الوكالة يمكنها جمع مجموعة من الشباب في مشروع استثماري واحد. فعوض اقتراح دعم الشباب بجرار فلاحي لكل واحد منهم يتم دعمهم بمجموعة متنوعة من العتاد مع تخصيص أراضي للاستصلاح الفلاحي بالجنوب، ونفس الفكرة تطبق بالنسبة للشباب الراغب في ولوج العالم الصناعي أو تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وهي النشاطات التي تعول عليها الحكومة للخروج من أزمة انهيار أسعار النفط. يذكر أن الجمعية الوطنية للشباب المستفيد من قروض "أونساج" تمكنت إلى غاية اليوم من فتح 52 مكتبا لها عبر كل الولايات والولايات المنتدبة، وهو ما سمح لأكثر من 4 آلاف شاب مستفيد من قروض الوكالة بالاتصال بممثلي الجمعية لعرض انشغالاتهم والاستفادة من التوجيه والمرافقة للحد من حالات إفلاس المشاريع الصغيرة.