تعد المبدعة أسماء بوشحمة واحدة من الشابات المتميزات والبارعات في فن التصوير الفوتوغرافي، "المساء" التقت بها بدار الثقافة محمد سراج في مدينة سكيكدة، وأجرت معها هذه الدردشة. من هي أسماء بوشحمة؟ — شابة من مدينة سكيكدة تهوى إلى حد النخاع فن التصوير الفوتوغرافي، من مواليد جويلية 1992. كيف كانت بدايتك مع فن التصوير الفوتوغرافي ولماذا اخترته بالذات؟ — كانت بدايتي مع فن التصوير تقريبا مند الصغر، حيث كنت أحب تصوير كل شيء أصادفه ويثير فضولي في البداية، كنت أعتمد على الهاتف، ثم آلة التصوير العادية، وأخيرا أصبحت أعتمد في التقاط الصور على آلة تصوير رقمية ذات جودة عالية... واخترته لأنه كانت لي رغبة كبيرة منذ الصغر في توثيق اللحظات الحلوة وأخذ أجمل وأروع الصور، لأنه ومن خلال التصوير أستطيع أن أحافظ على تلك المشاهد حية حتى وإن مر عليها وقت طويل، صحيح في البداية كنت أظن أنها مجرد هواية فقط، لكن مع مرور الوقت أصبحت أكثر من ذلك، خاصة بعدما أقوم بالتقاط الصور وأعيد النظر إليها، وانطلاقا من ذلك قررت تطوير تلك الهواية من خلال التوجه لأخذ دورات تكوينية، الأولى كانت في مبادئ التصوير السينمائي، أما الثانية في التصوير الفوتوغرافي مع الأستاذ عبد الوهاب خيضر الذي أوجه له عبر يومية "المساء" الشكر الخالص، لأنه حفزني وشجعني على الغوص أكثر في هذا الفن وفهم كل ما يتعلق به. ماذا يمثل بالنسبة لك التصوير الفوتوغرافي؟ — هو كل شيء في حياتي، أمارسه في جميع الحالات والظروف سواء كنت مسرورة أو حزينة، أحب التقاط الصور في أي مكان أزوره، بالتالي فإنني أعتبره لغة غير لفظية وخير وسيلة لإيصال رسالة، كما يقال: "الصورة تساوي ألف كلمة"، ناهيك عن أن الصورة أصبحت أهم عنصر في الخطاب الإعلامي، زيادة على هذا فالتصوير الفوتوغرافي هو في الحقيقة تسجيل حي وواقعي وتاريخي للحياة العابرة، فما يسجل في لحظة قد يكون خالدا إلى فترة من الزمن وقد يكون دليلا وشاهدا على العديد من الأحداث التي تمر بسرعة البرق، ومن هذا المنطلق أقول بأنه لا يمكن للذاكرة أن تعود بتفاصيل الماضي، كما تفعل عدسة المصور الذي يتمتع بخاصية العين الثالثة وهي الكاميرا، ليصطاد اللحظات من الزمن ويوثقها بالصور. كيف يمكننا ترقية هذا الفن؟ — بإعطائه حقه بكل نزاهة وصدق حتى يحتل المراتب العليا كغيره من الفنون. هل الموهبة وحدها تكفي؟ — أكيد أن الموهبة وحدها لا تكفي، لأن ما يميز الموهوبين عن الناجحين هو العمل الجاد لذلك، أي شخص يرغب في تحقيق النجاح يحتاج إلى ما هو أكثر من الموهبة والمتمثل في العمل والسعي من أجل تنميتها وتطويرها عن طريق صقلها بالبحث والتكوين والاطلاع. كيف تنظرين إلى فن الصورة الفوتوغرافية؟ — أعتبره من أرقى الفنون، فهو فن عريق مند القدم ولا يزال حتى اليوم، كما أنه في تطور مستمر خاصة في الجزائر ولدى فئات الشباب. ما هي الأماكن والمشاهد التي تستهويك؟ — كل المواضيع تستهويني والأكثر هي الطبيعة والأماكن والبورتريهات والماكرو الذي فيه أدق التفاصيل وأيضا الطبيعة، فبالكاميرا يمكنني تجسيد ذلك الجمال، كما أنني أحب تصوير الأماكن أو المعالم التي تروى قصصا، مثل المعالم الأثرية التاريخية التي تخبئ وراءها قصة قد تزيد من فضولي للكشف عنها وتوثيقها بصورة، كما أحب تصوير البورتريه لأنني من خلاله أستطيع أن أكتشف الكثير من الحكايات عن طريق قسمات الوجه التي تخفي من ورائها قصصا. ما هي شروط نجاح أي فنان في رأيك؟ — يجب أن تتوفر الرغبة المقترنة بمحبة ذلك الفن، إلى جانب الانسجام معه، لأنه ما لم يكن هناك انسجام ورغبة لن يتمكن الإنسان من الإبداع، زيادة عن توفر المهارات والاستفادة من خبرة من هم أقدم منك في هذا المجال والأكثر من كل هذا أن تكون قدوة لغيرك وأن تتميز بالصدق والنزاهة. ما هي أمنيتك؟ — أن أصبح مصورة عالمية وأترك بصمة خاصة بي في هذا المجال. هل من كلمة أخيرة؟ — أشكر يومية "المساء "التي أتاحت لي هذه الفرصة التي أعتز بها وأعتبرها بمثابة تحفيز.