باتت حوادث المرور هاجسا يؤرق الجميع، وكانت سببا في وفاة 273 طفلا وجرح 4698 آخرين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والخامسة عشر خلال الموسم الدراسي 2015 /2016، وللوقاية منها أطلق المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق من ولاية المسيلة حملة توعوية وطنية لحماية المتمدرسين من مخاطر حوادث المرور تحت شعار "تمهل... لكل طفل مستقبل"، بالتنسيق مع الولاة على المستوى الوطني، من خلال مجموع النشاطات التوعوية المسطرة للحد من الظاهرة، مقسمة بين التوعية والتحسيس وتعزيز المراقبة الأمنية. تم اختيار ولاية المسيلة لإطلاق الحملة لأن طرقها شهدت حصد العديد من القتلى والجرحى خلال الفترة الأخيرة، وانطلقت الأبواب المفتوحة بها حول السلامة المرورية بحضور ممثلي الهيئات والقطاعات المعنية، كما تم توزيع مطويات ومعلقات تحسيسية وكتب التربية المرورية للأطفال. وتمت الإشارة في بيان للمركز، حصلت "المساء" على نسخة منه، أن حماية أطفالنا من حوادث المرور هو حماية لمستقبلنا، فمن حق أطفالنا علينا أن نوفر لهم الحماية والأمان من جميع المخاطر المحدقة بهم، وعلى رأسها حوادث المرور، وهو الهدف الذي يسعى إلى بلوغه من خلال تنظيم هذه الحملة التي انطلقت يوم 19 سبتمبر، والتي تستوجب تضافر جهود الجميع من أجل توفير بيئة مرورية آمنه من جهة، وتربية النشء على ضرورة الالتزام بقواعد السير السليم، من جهة أخرى. وقد شهدت الحملة أيضا نشاطات ميدانية وتحسيسية على مستوى جميع الولايات في العديد من الجوانب، منها تحسين التهيئة قرب المؤسسات التربوية من خلال وضع وتحيين الإشارات العمودية والأفقية قرب المدارس، خاصة إشارة تحديد السرعة ب30 كلم / الساعة وإشارة الخروج من المدرسة وممنوع التوقف، مع إجراء التطبيقات الرامية إلى التقليل من سرعة المركبات في محيط المدارس، على غرار وضع الممهلات ورسم ممرات للراجلين. كما تم تعزيز مراقبة مصالح الأمن قرب المؤسسات التربوية من خلال تكثيف دوريات المراقبة في محاور الطرق الخطيرة وخلال الفترات التي يرتفع فيها مؤشر وقوع الحوادث كساعات الذروة وساعات الخروج من المدارس، مع تطبيق القانون بصرامة على السائقين المتهورين وأصحاب السلوكيات الخطيرة في السياقة. وفي الشق المتعلق بالتوعية والتحسيس، تم تقديم دروس في التربية المرورية لصالح المتمدرسين، مع فتح ورشة رسم للأطفال حول حوادث المرور وتنظيم حظائر السياقة البيداغوجية مع قوافل محلية وتوعية السائقين وأولياء التلاميذ على مستوى الحواجز الأمنية والمدارس، كما تم تكثيف النشاطات الإعلامية الإذاعية للتوعية والتحسيس بطرق حماية الأطفال من مخاطر حوادث المرور.