أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ووزير الشؤون الدينية السابق، بو عبد الله غلام الله، على ضرورة تأطير ممارسة الفتاوى بالجزائر من ناحية الإفتاء على ضوء الرؤى الفقهية المتّفق عليها في البلاد. وقال وزير الشؤون الدينية السابق في حوار للقناة الإذاعية الأولى "إن المجلس الإسلامي الأعلى له دور كبير في توحيد مسألة الإفتاء في الجزائر بحكم أن الإسلام دين الدولة". وأضاف "أن الإفتاء في المسائل الفقهية يجب أن يسير وفق منهج واحد متّفق عليه". كما أشار أيضا إلى أن بعض القنوات الجزائرية الخاصة تعتمد بعض الأساتذة على أساس أنهم مفتون وهو أمر لابد من تأطيره، في نفس الوقت الذي أكد فيه أن المجلس الإسلامي الأعلى سيعمل على توضيح رؤية الإفتاء في المسائل الدينية التي تبث على القنوات الخاصة. أما بخصوص دور المجلس فقد أكد غلام الله، أنه يتمثل في الحفاظ على وحدة الجزائر الدينية والتصدي للمجموعات التي تشوّه الفكر الإسلامي. إضافة إلى دوره في توعية المواطنين بتربية أبنائهم على مبدأ ديني صحيح من خلال إشراك المعلمين والأساتذة والمثقّفين بصفة عامة لحماية الأجيال من العدوان الإيديولوجي. وأشار في هذا السياق إلى أن المجلس الإسلامي يتناقش مع وزارة التربية الوطنية في تقويم المناهج المعتمدة في دراسة التربية الإسلامية بهدف ضمان وحدة الدين وتوحيد أفكار الأجيال الصاعدة. وذكر غلام الله بأن "الجزائر كانت على مذهب واحد حتى جاء العثمانيون في القرنين ال17 و18 حاملين معهم المذهب الحنفي الذي كان يتعايش مع المذهب المالكي واتحدوا في بعض الأمور، لكن بعد الاستقلال ظهرت السلفية بهدف نقد المعتقدات الدينية التي كانت عليها الجزائر متفقة مع الأحناف، مما فتح المجال لدخول إيديولوجيات دينية أخرى". يذكر أن رئيس الجمهورية، كان عين مؤخرا غلام الله، الذي سبق وشغل منصب وزير الشؤون الدينية على رأس المجلس الإسلامي الأعلى خلفا للراحل الشيخ بوعمران.