تكريسا لالتزامها بتجسيد برنامج إنعاش الاقتصاد الوطني، الذي بادر به رئيس الجمهورية من خلال تطوير قدرات الصناعة العسكرية ومواصلة جهود إرساء صناعة متطورة تعتمد على الشراكة وتبادل الخبرات واستيعاب التكنولوجيا الحديثة، ساهمت المؤسسة العسكرية في تصنيع 2900 سيارة متعددة الوظائف من علامة "مرسيدس بنز"، تم توزيعها على مختلف المصالح العسكرية والمدنية، منها 327 مركبة استلمتها أول أمس. تواصل الجزائر حصد ثمار الشراكة التي بادرت إليها وزارة الدفاع الوطني مع مؤسسات عالمية رائدة في مجال صناعة السيارات رباعية الدفع والمركبات المتخصصة، وفي مقدمتها "دايملر" و«مرسيدس –بنز"، حيث تسلمت المديرية المركزية للعتاد بوزارة الدفاع الوطني 327 سيارة متعددة الوظائف من علامة "مرسيدس بنز"، تم تصنيعها بمصنع بوشقيف بتيارت، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للمركبات المسلمة من قبل الشركة الجزائرية لصناعة السيارات التي تعتبر نتاج شراكة جزائرية- إماراتية-ألمانية، والمشرفة على تسيير هذا المصنع الذي تم تدشينه في أكتوبر 2014 إلى 2900 مركبة تم تصنيعها لفائدة مختلف الهياكل الوطنية العسكرية والمدنية. ويعكس نجاح هذه الشراكة الحرص الكبير الذي توليه قيادة الجيش الوطني الشعبي لتطوير القدرات الصناعية العسكرية من أجل الاستجابة لاحتياجات قواتنا المسلحة، من جهة، ومساهمتها الملموسة والفعالة في إعادة بعث قاعدة صناعية وطنية وتنمية القدرات الاقتصادية الوطنية من جهة أخرى، مع الإشارة إلى أنه فضلا عن ال2900 مركبة التي تم تصنيعها في تيارت، تشرف المؤسسة العسكرية ممثلة في المديرية المركزية للعتاد على برنامج إنتاج 2123 شاحنة وحافلة من أصناف مختلفة خلال سنة 2016، منها شاحنات "زيتروس" سداسية الدفع، وذلك على مستوى الشركة الوطنية للسيارات الصناعية بالرويبة في إطار مشروع الشراكة الذي يجمعها بالشريكين الألماني والإماراتي. إلى جانب حرصها على دعم قدراتها اللوجيستية وتدعيم هياكلها والمؤسسات الوطنية الأخرى لا سيما منها التابعة لوزارات الدفاع الوطني والداخلية والجماعات المحلية والطاقة والنقل والفلاحة بالمركبات متعددة المهام، تراعي الجهات المشرفة على تطوير الصناعة العسكرية العديد من المحاور التي تعود بالنفع على القدرات الصناعية الوطنية، وفي مقدمتها مجال نقل التكنولوجيا الصناعية وضمان تكوين متواصل بنوعية عالية للعمال، وتحقيق مستويات متقدمة من اندماج الإنتاج الوطني في صناعة مركبات "مرسيدس بنز" في الجزائر، حيث يرتقب في هذا الإطار إشراك منتجات مصنع محركات "مرسيدس" المتواجد بوادي حميميم بقسنطينة، فضلا عن تجسيد برنامج إدماج مكونات أخرى من الشاحنة كالهيكل الخلفي الذي سيتم إنتاجه بالرويبة ضمن سلسة منتجات حاصلة على الترخيص وتصديق النوعية من قبل الشريك الألماني "دايملر مرسيدس". وتندرج كل هذه الأهداف في إطار تفعيل إستراتيجية إعادة بعث القاعدة الصناعية الوطنية، والتي تتضمن برنامجا لإنعاش وتطوير المؤسسات الوطنية المتخصصة في الميكانيك على غرار المؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية للرويبة التي استفادت بفضل مشروع الشراكة الذي أبرمته المؤسسة العسكرية، من دفتر أعباء تعود فوائده على مستقبل المؤسسة والعمال، فضلا عن إتاحة الفرصة للعديد من المتعاملين الراغبين في المشاركة في توسيع نسيج الصناعة الميكانيكية في الجزائر عن طريق المناولة في مجال إنتاج قطع الغيار واللوازم الخفيفة المستعملة في المنتوج. وتخدم مشاريع الصناعة الميكانيكية التي تشرف عليها المؤسسة العسكرية، أيضا قطاع التكوين المهني الذي يستفيد بدوره من خبرة المصنع الألماني وتكنولوجيته الرائدة في هذا المجال، حيث يندرج ضمن بنود عقد الشراكة المبرم بين الشركاء الثلاثة مشروع، إنشاء معهد للتكوين على مستوى الشركة المذكورة، للتكفل بتكوين الشباب في تقنيات التصنيع الخاصة بالعلامة "مرسيدس"، ومتابعة تأهيلهم على مدار مسارهم المهني بالمؤسسة. ومن أجل كل هذه الأهداف والمزايا تولي القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي أهمية كبيرة لهذه المشاريع الصناعية، كونها تلبي احتياجات القوات المسلحة، وتحمل آفاقا واعدة للصناعة الميكانيكية في الجزائر وللاقتصاد الوطني بشكل عام، حيث تسمح بإنشاء مناصب شغل جديدة وتكوين الشباب وخلق الثروة.