أشرف نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، أمس، بمقر الشركة الجزائرية لإنتاج عربات الوزن الثقيل "مرسيدس بنز" بالرويبة، على تدشين عملية استلام أولى الشاحنات العسكرية سداسية الدفع من نوع "زيتروس 2733" والتي تعتبر ثمرة جديدة من ثمار مشروع الشراكة الصناعية الذي يجمع كلا من وزارة الدفاع الوطني، والشركة الوطنية للسيارات الصناعية بالشريكين الإماراتي "آبار" والألماني "دايملر". وقام الفريق قايد صالح، بوحدة الإنتاج التابعة للشركة المذكورة والكائنة بمركب السيارات الصناعية للرويبة بالجزائر، بمعاينة مختلف مراحل تركيب شاحنة "زيتروس" بداية بعملية تجميع الهيكل وصولا إلى مرحلة تركيب التجهيزات الأخيرة، ثم تجريب المركبة الذي يتم تحت إشراف خبراء الشريك التكنولوجي الألماني الرائد عالميا في مجال الصناعة الميكانيكية. وبعد الكشف عن المنتوج الجديد الذي يعتبر الأول ضمن سلسلة إنتاج ستتواصل على مستوى هذه الشركة الجزائرية التي تم تأسيسها وفق مبدأ الشراكة المنصوص عليه في القانون الجزائري للاستثمار، حضر الفريق قايد صالح، رفقة ضيوف الشركة عرضا تجريبيا أثبت متانة هذه الشاحنة العسكرية المتخصصة في نقل الجند، والمؤهلة للسير عبر كافة الميادين، مهما كانت طبيعتها وذلك لاعتمادها نظام الدفع السداسي للعجلات. وطبقا لشروحات مسؤولي الشركة فإن هذه الأخيرة سطرت برنامجا لإنتاج 1500 شاحنة "زيتروس 2733" لمختلف الاستعمالات وذلك خلال السنة الأولى من عملية الإنتاج، منها 1492 شاحنة لفائدة وزارة الدفاع الوطني. في حين أشار اللواء رشيد شواكي، مدير الصناعات العسكرية بوزارة الدفاع الوطني، إلى أن "الشركة الجزائرية لإنتاج مركبات الوزن الثقيل علامة "مرسيدس" ستنتج بقاعدتها الصناعية بالرويبة نحو 15 ألف مركبة مرسيدس من مختلف الأصناف والأنواع وذلك خلال 5 سنوات". وذكر اللواء شواكي، في تصريح للصحافة عقب حفل استلام أول شاحنة "زيتروس" بأن تجسيد هذا المشروع يندرج في إطار تفعيل برنامج إعادة بعث النسيج الوطني الصناعي، والذي تم إقراره من طرف السلطات العليا للبلاد، موضحا بأن المشروع يدخل أيضا في إطار عصرنة الشركة الوطنية للسيارات الصناعية بالرويبة، وذلك بالاعتماد على الشراكة المالية القائمة مع صندوق الاستثمار الإماراتي "أبار" والتكنولوجية مع أكبر شركة عالمية لإنتاج الحافلات "دايملر مرسيدس". وحسب المتحدث فإن مشروع إنتاج عربات الوزن الثقيل الحاملة لعلامة "مرسيدس" بالجزائر سيوفر حوالي 3000 منصب عمل خلال 5 سنوات، مبرزا الاهتمام الخاص الذي توليه الشركة في إطار هذا المشروع، للتكوين عالي المستوى، ولاحترام مواصفات النوعية والجودة الخاصة بالعلامة "مرسيدس". وفي سياق متصل كشف اللواء شواكي، عن مشروع إنشاء معهد للتكوين على مستوى الشركة المذكورة، للتكفل بتكوين الشباب في تقنيات التصنيع الخاصة بالعلامة "مرسيدس"، ثم متابعة تأهيلهم على مدار مسارهم المهني بالمؤسسة، مؤكدا من جانب آخر الأهمية التي يحملها هذا المشروع الصناعي المتطور بالنسبة لتفعيل الصناعة الميكانيكية في الجزائر، ولا سميا من خلال تمكين العديد من المتعاملين الراغبين في المشاركة فيه عن طريق المناولة في مجال إنتاج اللوازم الخفيفة المستعملة في المنتوج. كما أبرز مدير الصناعات العسكرية بوزارة الدفاع الوطني، الهدف الرئيسي المتوخى من هذا المشروع، والمتمثل في تحقيق نسبة معتبرة من اندماج الإنتاج الوطني في صناعة مركبات "مرسيدس بنز" في الجزائر، وذاك في غضون السنوات الثلاث المقبلة، حيث يرتقب دخول مصنع محركات "مرسيدس" المتواجد بوادي حميميم بقسنطينة حيز الخدمة، فضلا عن تجسيد برنامج إدماج مكونات أخرى من الشاحنة على غرار الهيكل الخلفي الذي سيتم إنتاجه بالرويبة، وذلك ضمن سلسة منتجات حاصلة على الترخيص وتصديق النوعية من قبل الشريك الألماني "دايملر مرسيدس". وبعد أن ذكر بأهمية المشروع في بعث الصناعة الميكانيكية في الجزائر، اعتبر اللواء شواكي، تدشين سلسلة إنتاج شاحنات "زيتروس" سداسية الدفع حدثا هاما ومشروعا كبيرا بالنسبة للجزائر، مبرزا الاهتمام الكبير الذي يوليه نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، لهذه الشراكة، "كونها تلبي احتياجات القوات المسلحة من جهة، وتحمل آفاقا واعدة للصناعة الميكانيكية في الجزائر، وللاقتصاد الوطني بشكل عام، حيث ستسمح بإنشاء مناصب شغل جديدة وتكوين الشباب وخلق الثروة، من جهة أخرى". وتعتبر شاحنات "زيتروس" سداسية الدفع ثاني منتوج يولد بمركب السيارات الصناعية بالرويبة من رحم مشروع الشراكة الجزائري-الإماراتي- الألماني، وذلك بعد منتوج "أكتروس 2041" الذي بدأ إنتاجه في أفريل 2014. للإشارة فإن شاحنة نقل الجند "زيتروس 2733" التي تعمل ب6 عجلات دافعة، تسمح بنقل الفرق العسكرية عبر مختلف الأرضيات والميادين مهما كانت طبيعتها، وهي مجهزة بمحركات ذات قوة تعادل 326 حصانا، وبخزاني وقود يسع كل منهما ل300 لتر ويمكنها تأدية مهامها عبر مسافات طويلة، فيما يمكن أن تصل حمولتها الإجمالية إلى 27 طنا.