أكد مسؤولون بوزارة الموارد المائية أمس، أن انجاز السدين الأخيرين اللذين يحميان وادي ميزاب من شأنهما حماية منخفض غرداية من ظاهرة الفيضانات. وأكد مدير التطهير وحماية البيئة بالوزارة السيد أحسن ايت عمارة لواج، أنه تم انجاز هذين السدين على أساس مخطط مدير أعد في سنة 1995 ويتضمن انجاز ثلاثة سدود على مستوى الروافد الثلاثة الأساسية لهذا الوادي وهي وادي لبيض وحيمر وبوبريق قصد لعب دور ممهدات لقطع الفيضانات. وكان فيضان الاودية الثلاثة الواقعة بوادي ميزاب سببا في حدوث الفيضانات التي شهدتها ولاية غرداية يوم الفاتح أكتوبر الماضي. وعليه، فإنه من مجموع السدود الثلاثة تم انجاز سد واحد أي سد لبيض والذي "استكملت الأشغال به في سبتمبر الماضي أي أيام قليلة قبل حدوث الكارثة هذه" حسب نفس المتحدث. وصرح المكلف بالإعلام بنفس الوزارة السيد عبد المالك بن بوعزيز أن "انجاز هذا الهيكل لعب دورا كبيرا في حماية وإنقاذ منطقة وادي ميزاب من فيضانات أكثر مأساوية" . وبالفعل، فإن هذا السد تمكن من حبس 20 مليون متر مكعب يقول السيد ايت عمارة، موضحا أن معدل السد كان يقدر ب 1000 متر مكعب/ الثانية "مما يجعلنا نقول أن الأمر يتعلق بسد ألفي". من جهة أخرى أشار المتحدث أن "تعليمات صارمة" أعطيت للمؤسسة المكلفة بانجاز السدين الآخرين قبل الآجال المتعاقد عليها أي قبل ديسمبر 2009 . كما طمأن قائلا "وبمجرد تحقيق هذا المشروع فان منخفض غرداية سيكون هادئا تماما". واوضح السيد آيت عمارة أن الوزارة بصدد دراسة برنامج يتم فيه تحديد "حسب الأولوية المدن المعرضة لهذا النوع من الأخطار وهذا على مستوى كامل التراب الوطني". وسينفذ هذا البرنامج سنة 2009 . وأعلن الوزير المكلف بالقطاع السيد عبد المالك سلال يوم الأحد المنصرم خلال جلسة علنية خصصت لدراسة مشروع قانون المالية لسنة 2009 في المجلس الشعبي الوطني أن الدولة ستخصص غلافا ماليا ب 50 مليار دينار جزائري لحماية المدن من الفيضانات الناتجة عن التغيرات المناخية. وبهذه المناسبة قال أن ثلاثة سدود ستنجز قريبا في هذه الولاية لحمايتها من الفيضانات من جهة ولتزويدها بالماء الشروب بانتظام من جهة أخرى. ويتعلق الأمر حسب شروحات السيد آيت عمارة ب "سدود بارتفاع من 14 إلى 15 متر وتكون مفتوحة لتمكين السيلان في الوادي". ويجدر التذكير أن الفيضانات التي مست ولاية غرداية تسببت في وفاة 34 شخصا وجرح 89 آخر. وبخصوص الخسائر المادية فقد تم إجراء خبرة على 9.600 مسكن وصنف 600 منهم في خانة "الأحمر" (هدمت) و1250 مسكن في خانة "البرتقالي" (أتلفت بشكل كبير) و8000 مسكن صنفت في خانة "الأخضر". وقد أتلفت حوالي 1500 مستثمرة فلاحيه واقعة في حوالي 15 مساحة فلاحية بسبب الفيضانات. وسيتم تخصيص غلاف مالي بمبلغ 20 مليار دج لإعادة إعمار المناطق المنكوبة لولاية غرداية حسبما أعلن رئيس الحكومة السيد احمد اويحيى الأسبوع الماضي(وأج).