يبدو أن تعليمة والي ولاية العاصمة السيد عبد القادر زوخ، فيما يخص إزالة الهوائيات المقعرة من على الشرفات وتوحيدها ذهبت في مهب الريح، حيث لم تسلم حتى الأحياء السكنية الجديدة التي رحلت إليها آلاف العائلات من مختلف المواقع القصديرية من الظاهرة، الأمر الذي شوه المنظر الجمالي للشرفات. الزائر للأحياء الجديدة، على غرار المحمدية، ببئر توتة والشعايبية بأولاد شبل، يلاحظ ظاهرة انتشار الهوائيات المقعرة على الشرفات والتي أزالت الوجه الجمالي لأحياء لم يمض على إنشائها سنة واحدة، حيث ضربت تعليمة زوخ عرض الحائط، مما يفتح باب للتساؤل عن دور السلطات المحلية. منع الهوائيات المقعرة مشروع لم ير النور بعد استكمال عمليات الترحيل في العاصمة، والقضاء على آخر بيت قصديري، بهدف الوصول إلى «عاصمة من دون قصدير»، سارعت مصالح ولاية الجزائر إلى إلزام المواطنين بالقضاء على المظاهر العشوائية التي تشوه ولاية الجزائر خلال سنة 2016، على غرار منع نشر الغسيل في الشرفات ومنع الهوائيات المقعرة، وترميم المصاعد والأسطح بالعمارات وإلزام المواطنين بتزيين الشرفات بالنباتات. لكن في المقابل لا يزال الوضع على حاله في الأحياء القديمة بالعاصمة، بل انتشرت العدوى لتمس الأحياء الجديدة رغم تأكيد زوخ في قرار صارم للسلطات المحلية بمنع هذه الظواهر، لكن يبدو أن المعنيين لا يبالون بالتعليمة وغياب الرقابة يزيد من حدة الظواهر السلبية التي تقضي على حلم الجزائر العاصمة في أن تصبح «الجزائر البيضاء». وقد وجه زوخ التعليمات لمختلف بلديات العاصمة لنشرها في العمارات، وهو ما تم على مستوى بلدية الجزائر الوسطى، حيث قامت السلطات المحلية بإلصاق لافتات بمداخل العمارات لمنع مختلف المظاهر، لكن في المقابل لاتزال الهوائيات المقعرة على مستوى الشرفات. كما لاحظت «المساء» بمختلف الأحياء الجديدة ببئر توتة وأولاد شبل التي شهدتا أكبر عمليات ترحيل بالعاصمة، أن الشرفات مزينة بالهوائيات والألبسة والأفرشة، مما شوه وجهها الجمالي. سبق وأن شدد زوخ في العديد من المناسبات على أن مصالحه ستشرع في إزالة المقعرات والهوائيات التي شوهت الصورة الجمالية للعاصمة على حد وصفه، مؤكدا في نفس السياق أنه سيتم استبدال هذه المقعرات بجهاز ذكي يشترك فيه جميع سكان العمارة، يمكّن السكان من التقاط مختلف القنوات عبر الأقمار الصناعية. للإشارة، تندرج هذه العملية في إطار مشروع «الجزائر البيضاء» الذي يعمل والي العاصمة عبد القادر زوخ على تطبيقه.