بالرغم من مرور حوالي 7 سنوات من إصدار التعليمة القاضية بمنع تركيب الهوائيات المقعّرة والمكيفات الهوائية على شرفات البنايات، بهدف المحافظة على الواجهة العامة للشوارع الكبرى في الجزائر العاصمة، إلا أن العديد من البلديات مازالت لم تصل إلى الهدف المنشود وهو ما يفسره انتشار هذه الهوائيات كالفطريات بالعديد من بلديات العاصمة، وهو ما لاحظته السياسي خلال جولتها الاستطلاعية الأمر الذي دفع بالعديد منها لتكثيف حملاتها التحسيسية للقضاء على الظاهرة خاصة بعد تشديد والي العاصمة زوخ على ضرورة القضاء عليها من أجل إعادة الوجه الحضاري. مباني وعمارات تتحول إلى معرض مفتوح للهوائيات المقعرة يعمد العديد من المواطنين لتنصيب الهوائيات المقعرة بواجهات المنازل والشرفات وهو ما يشوه المنظر العام للأحياء السكنية والمحيط العمراني للمدينة، وهو ما وقفت عنده السياسي أثناء تواجدها ببعض المناطق بقلب العاصمة والتي تبدو أغلب مبانيها كمعرض مفتوح للهوائيات المقعرة إذ لا يكاد يخلو منزل بالعاصمة الجزائرية من الهوائيات المقعرة، حيث يوجد بمعدل إثنين إلى ثلاث بكل منزل أو بمعدل واحد على الأقل، حيث يعتبر من الوسائل التي لا يستغني عنها المواطن أول ما يسكن بيته الجديد ليشرع فورا في تركيب هذا الجهاز اللاقط للقنوات والذي يتسبب في خلق فوضى عارمة وصورة سيئة تقضي على معالم البنايات وملامحها، ويعمد الكثير من المواطنين لتركيب هذه الهوائيات بالواجهات المقابلة للشوارع الرئيسية وهو ما يساهم في حدّة التشويه أكثر، وهو ما أطلعنا عليه خلال جولتنا عبر بعض الأحياء، حيث تبدو بعض العمارات للوهلة الأولى كمعرض مفتوح للهوائيات بمختلف الأحجام والألوان، وهوما يثير عادة استياء السكان والذين يرفضون الفكرة، ليطلعنا مروان في هذا الصدد بأنه ضّد الفكرة وأن الهوائيات المقعرة أصبحت تغطي العمارات وتتسبب لها في التشويه، ناهيك عن الضجيج الذي تصدره أثناء تركيبها أو هبوب الرياح القوية ويعمد الكثير من المواطنين لتنصيب الهوائيات المقعرة باتجاه واحد بحجة قوة الإشارة وسهولة الوصول إليه من النوافذ والشرفات، وهو ما نلاحظه أغلب البنايات هوائيات مقعرة مركبة باتجاه واحد في واجهة واحدة، حيث لا تترك المجال لفتح النوافذ أو الشرفات بصفة عادية لشغلها حيزا كبيرا من الحائط، ويطلعنا سفيان في هذا الصدد بأنه ركب الهوائي المقعر بالاتجاه الذي تكون فيه قوة الإشارة عالية ومتوفرة، ليشاطره الرأي زهير ويضيف بأنه ركب جهازه بالاتجاه الذي ركب فيه أغلبية جيرانه أجهزتهم والتي تكون عادة ذات قوة وجودة في الإشارة، وإضافة إلى هذا وذاك فإن غالبية الهوائيات المقعرة صدئة وقديمة مما زاد في التشوه للمباني وهو ما جعل العديد من البنايات تبدو كواجهة صدئة لكثرة الهوائيات القديمة، ويرى الكثير من المواطنين تركيب الهوائيات بالأسطح أفضل لتفادي تشويه البنايات أكثر، وهو ما أطلعنا عليه سمير ليقول في هذا الصدد أنه ركب الهوائي المقعر خاصته على سطح العمارة، ليضيف أن ذلك أفضل لتفادي تشويه الأبنية وتشاطره الرأي سليمة -لتضيف في ذات السياق- بأن الهوائيات المقعرة بواجهات المباني حاصرتنا وخنقت العمارات وقضت على جماليتها، ويفضل آخرون وضع الهوائيات المقعرة بالجهة الخلفية للمباني حرصا منهم في الحفاظ على مظاهر المدنية والحضرية وهو ما أطلعنا عليه توفيق ليقول في هذا الصدد بأنه قام بتركيب الهوائيات المقعرة بالجهة الخلفية للبناية حفاظا على المحيط الخارجي للحي ولتفادي الفوضى مع الجيران. مواطنون يتجاهلون تعليمة زوخ فرغم صدور تعليمة من والي العاصمة وذلك قبل حوالي 7 سنوات والقاضية بمنع تركيب الهوائيات المقعرة وحتى المكيفات الهوائية بواجهات البنايات والعمارات إلى أن هذه الأخيرة عرفت تطبيقا محتشما على أرض الواقع وهو ما لاحظناه خلال جولتنا الاستطلاعية هذا ويبدي البعض الآخر جهلهم بهذه التعليمة، وهو ما أطلعنا عليه فؤاد ليقول بأنه لم يسمع سابقا بهذه التعليمة التي يمنع تركيب الهوائي المقعر وأن أغلب المواطنون لايزالون يقومون بتركيب هذه الأخيرة بالواجهات ليضيف بأنه ركب الهوائي الخاص به منذ سنوات ولا يزال ليضيف بأن جيرانه من سكان العمارة التي يقطنها يفعلون الشيء ذاته، وقد أبدى آخرون تجاهلهم وعدم اكتراثهم للأمر وهو ما أطلعنا عليه نجيب ليقول بأن الأمر لا يهمه وأن ليس هناك ضرر في تركيب الهوائيات بواجهات المنازل ليشاطره الرأي أمين ويضيف في السياق ذاته بأنه لا يوجد حل آخر سوى تركيب المقعرات الهوائية بالشرفات على واجهات المباني وبالجهة التي تتوفر فيها الإشارة القوية. سامر: تركيب هوائيات جماعية ... الحل وفي ظل انتشار هذه الظاهرة وبالرغم من تشديد والي العاصمة عبد القادر زوخ أكد مراد سامر رئيس المجلس الشعبي البلدي للمرادية بأن السلطات بصدد ترميم البنايات القديمة وستقضي على ظاهرة الهوائيات المقعرة المشوّهة لواجهات المباني وستضع هوائيات جماعية يشترك فيها سكان المباني، وأضاف سامر مراد أن هذا يكون بناءً على تعليمة ولاية الجزائر في إطار الحفاظ على المنظر العام للعاصمة. بلدية الجزائر الوسطى تحسس وفي ذات السياق أكد عبد الحكيم بطاش رئيس بلدية الجزائر الوسطى في اتصال ل السياسي أن سلطات بلدية الجزائر الوسطى تقوم بتطبيق تعليمة ولاية الجزائر لإعادة تهيئة وتحسين المنظر العام للعاصمة وذلك بترميم البنايات بما فيها إزالة الهوائيات المقعرة واستبدالها بهوائيات جماعية لكل بناية، ومن جهة أخرى، صرح بطاش بأن السلطات البلدية تقوم منذ أسبوع بحملات تحسيسية بهدف القضاء الكلي على الظاهرة. بوسنينة: انطلقنا بالعملية منذ 2013 والعملية متواصلة من جهة أخرى، صرح زهير بوسنينة رئيس بلدية القبة في اتصال ل السياسي أن سلطات بلدية القبة انطلقت في عمليات إزالة الهوائيات المقعرة من واجهات البنيات منذ 2013 والعملية متواصلة، ليضيف بأن هناك صعوبات في إقناع المواطنين على الرغم من العمليات التحسيسية التي تقوم بها البلدية ووضع حل بديل وهو تركيب الهوائيات على سطوح العمارات. من جهة أخرى، فقد انطلقت بلدية سيدي أمحمد في عمليات إزالة الهوائيات المقعرة من واجهات العمارات والبنايات منذ ما يقارب الأسبوعين، وهو ما أكده نصر الدين زيناسني رئيس بلدية سيدي أمحمد ل السياسي والذي أطلعنا بأن المصالح التقنية للبلدية تقوم بالعملية بالتنسيق مع نقابات العمارات، مشيرا إلى الحملات التحسيسية التي تقوم بها هذه الأخيرة بتطبيق تعليمة الولاية الرامي لتجميل صورة العاصمة، وأضاف زيناسني في ذات السياق بأن العملية لا تخص الهوائيات المقعرة فقط بل تمس المكيفات الهوائية و عن الحل البديل للمواطنين فهو تركيب هوائيات مقعرة جماعية على الأسطح.