أعرب مدير حشد الموارد المائية بوزارة الموارد المائية والبيئة، السيّد عبد الوهاب سماتي، أمس، عن ارتياحه لوضعية حجز مياه الأمطار بعد الاضطراب الجوي الأخير الذي مس غالبية ولايات الوطن، وحسب تصريح سماتي ل«المساء» فقد تم جمع خلال الثلاثة أيام الأخيرة أكثر من 7,8 ملايين متر مكعب، وهو ما أزاح شبح الجفاف ورفع من نسبة المياه الجوفية. من جهته أكد المدير العام لشركة إنتاج وتطهير المياه بالعاصمة»سيال»السيد جان مارك يان ل«المساء»، أن المجمّعات المائية اشتغلت بكل طاقتها خلال الأيام الفارطة،وهو ما قلل من حالات الفيضانات. بدا مدير حشد الموارد المائية مرتاحا لوضعية امتلاء السدود ال65 منذ الأسبوع الفارط، مع قدوم أول اضطراب جوي لفصل الشتاء، مشيرا إلى أنه خلال نفس الفترة من السنة الفارطة كانت الجزائر تعرف وضعية جفاف وتأخرت الأمطار إلىغاية شهر جانفي، وهو ما سمح بتخزين كميات معتبرة من المياه تم استغلالها لتلبية طلبات تموين السكان بمياه الشرب خاصة في فصل الصيف، وطلبات الفلاحين على حد سواء.أما بالنسبة لتوقعات جمع المياه هذه السنة، أكد سماتي، أن الأمطار التي تساقطت عبر كامل ولايات الوطن حسّنت من وضعية تخزين المياه خاصة بالمناطق الغربية التي عانت الكثير من الجفاف خلال السنة المفرطة، وردا على سؤال ل«المساء» حول نسب التساقط بالنسبة للأيام الثلاثة الأخيرة، أشار المتحدث إلى استقبال 2,287 مليون متر مكعب يوم الاثنين الفارط، ويوم الثلاثاء 2,164 مليون متر مكعب، في حين استقبلت كامل ولايات الوطن أول أمس، 3,386 مليون متر مكعب، وهي الأرقام التي سجلتها الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات الكبرى عبر جميع فروعها الجهوية التي تراقب عن كثب منسوب مياه السدود خلال كل تساقط للأمطار.وعن إمكانية اللجوء إلى تفريغ السدود عند بلوغ نسبة امتلاء 100 بالمائة مثلما جرت العادة، أشار سماتي، إلى أن الوكالة الوطنية للسدود، وبتعليمات من الوزارة لن تقوم مستقبلا بتفريغ السدود بعد تسلّم عدة مشاريع تخص الربط ما بين السدود الكبيرةوالصغيرة، وعليه فإن كل فائض في التخزين سيتم تحويله إلى السدود والمجمّعات المائية. من جهة أخرى سيتم اللجوء إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية لتموين المجاري والأودية، من منطلق أن الأرض تشبعت في الفترة الأخيرة من المياه المتساقطة، وهو ما يجعل ارتفاع منسوب المياه الجوفية يتفجر في مجاري مائية تسمح للفلاحين بسقي مستثمراتهم القريبة منها. من جهته أكد المدير العام لشركة «سيال» السيد جان مارك يان ل«المساء» أن مخطط صرف مياه الأمطار بالجزائر العاصمة، اشتغل بصفة عادية وهو ما سمح بصرف كميات معتبرة من المياه نحو المجمّعات المائية الكبرى، على غرار مجمع «وادي مكسل» الذي تمكن من تحويل كل المياه إلى البحر، بالمقابل سجل تجمّع للمياه ببلديات كل من بوزريعة بالنظر إلى تضاريسها وحسين داي التي تعرف نقطة سوداء بشارع طرابلس. وقصد حل الإشكالية بهذا الحي، تطرق المتحدث إلى أشغال تنظيف مجمع المياه لوادي كنيس، مشيرا إلى أن إشكالية الفيضانات التي تحدث كل فصل شتاء بنفس الشارع تعود إلى قرب مخرج المجمّع المائي لوادي كنيس من مخرج البحر، وهو ما يؤدي إلى صعود مياه البحر بالمجمع لتخرج على شكل فيضانات بالأحياء المحاذية لشارع طرابلس، وفي انتظار إنشاء مجمّع مائي اجتنابي من طرف مديرية الري، ستقوم «سيال» فور تحسّن الطقس بتنظيف مخرج المجمّع المائي بالبحر لرفع كل النفايات الصلبة التي تعيق المخرج مع وضع أكياس الرمل لضمان عدم صعود مياه البحر مجددا .