سمح التساقط الكثيف للأمطار والثلوج خلال الأسبوع الفارط، بجمع أكثر من 221 مليون متر مكعب عبر 70 سدا موزعة على 4 مناطق عبر الوطن. وحسب تصريح المدير العام للوكالة الوطنية للسدود والتحويلات الكبرى السيد عباس سعيد، فقد سُجلت نسبة امتلاء بنسبة 100 بالمائة عبر 12 سدا، مما يستدعي الشروع في عملية تفريغ الفائض من المياه. كما طمأن المدير العام للوكالة الوطنية للسدود المواطنين في تصريح ل "المساء"، بتوفر مخزون إضافي من المياه مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة، قُدر ب 140 مليون متر مكعب، وهو ما يسمح بتلبية طلبات المؤسسة الجزائرية للمياه والفلاحين بخصوص مياه الشرب والسقي بالنسبة لموسم الاصطياف المقبل. ونظرا لكون الجزائر تقع ضمن المناطق شبه الجافة، فقد تَقرر، حسب السيد عباس، عدم تفريغ كميات كبيرة من المياه لتخزين أكبر احتياطي ممكن؛ تحسبا لموسم الاصطياف، خاصة أنه لا يمكن توقع جمع كميات أخرى من المياه خلال باقي أشهر فصل الشتاء الجاري. أما فيما يخص طريقة تفريغ المياه عبر 12 سدا، فقد سُجل ارتفاع في منسوب المياه فاقت سعته الحقيقية. وأشار عباس إلى أن العملية ستكون من خلال تفريغ المياه من أسفل السد، وهي تقنية تهدف من خلالها الوكالة، إلى تنظيفه من الأوحال وتجديد المياه به، وهو ما يدخل في إطار التعليمات الصارمة لوزير القطاع، للسهر على صيانة السدود، التي تُعتبر المموّن الرئيس بمياه الشرب والسقي. كما أن عملية تفريغ المياه تعيد الحياة للعديد من الأودية، التي تموّن بدورها العديد من الفلاحين بمياه سقي نقية، لذلك تَقرر إطلاق حملات تحسيسية يقول عباس موجهة للتجمعات السكنية القريبة من هذه الأودية والرعاة، حتى يبتعدوا عن مجاري الأودية خلال الأيام القليلة القادمة، وذلك نظرا لكون جريان المياه بها سيكون سريعا، قبل أن تعود إلى حالتها الطبيعية بعد الانتهاء من عملية التفريغ. وبلغة الأرقام، أشارت آخر حصيلة للوكالة الوطنية للسدود والتحويلات الكبرى حول نسبة امتلاء السدود إلى غاية أمس، إلى استقبال منطقة الوسط التي تضم 13 سدا؛ ما يزيد عن 4،6 ملايين متر مكعب، وهو ما سمح بتخصيص 906 آلاف متر مكعب يوميا للتزويد بمياه الشرب، و102 ألف متر مكعب يوميا للسقي الفلاحي، مع تسجيل نسبة امتلاء بلغت 87،92 بالمائة. أما منطقة الشلف التي تضم 19 سدا، فقد سُجلت بها نسبة امتلاء بلغت 64،64 بالمائة بعد استقبال 7،28 مليون متر مكعب، وهو ما يسمح بتخصيص 1،84 مليون متر مكعب يوميا لتوفير مياه الشرب. كما استقبلت سدود منطقة الوسط والتي تضم 15 سدا، ما يزيد عن 26،2 مليون متر مكعب، وبذلك بلغت نسبة امتلاء السدود بهذه المنطقة 64،48 بالمائة، وهو ما يسمح بتوفير 4،8 ملايين متر مكعب يوميا، لتوفير مياه الشرب. أما منطقة الشرق التي تضم 23 سدا، فقد استقبلت 183 مليون متر مكعب؛ ما سمح برفع منسوب امتلاء السدود إلى 75،93 بالمائة، وهو ما سيسمح بحل إشكالية اضطراب توزيع مياه الشرب بالولايات الشرقية بعد قرار تخصيص 4٫3 مليون متر مكعب يوميا للتزود بمياه الشرب، و65 ألف متر مكعب يوميا للسقي. وحسب المدير العام للوكالة، فقد بلغ المنسوب الإجمالي للسدود 72،28 بالمائة بعد استقبال 221،8 مليون متر مكعب من المياه بين 28 ديسمبر و4 جانفي الجاري، وهو ما يضمن توزيع 12 مليون متر مكعب يوميا من مياه الشرب و167 ألف متر مكعب يوميا من مياه السقي. واستحسن عباس عودة المياه لعدد من السدود الشرقية التي كانت مهددة بالجفاف خلال السنوات الأخيرة، على غرار سد عين الدالية بسوق أهراس، الذي جمع 4 ملايين متر مكعب، وهو ما يسمح بتحسين عملية التزود بمياه الشرب لولايات كل من سوق أهراس، خنشلة وتبسة.