أعرب المدير العام للوكالة الوطنية للسدود والتحويلات الكبرى، السيد أرزقي براقي أمس، عن ارتياحه لوضعية السدود ال76 والتي استقبلت منذ 6 مارس الفارط أكثر من 684 مليون متر مكعب إثر التقلبات الجوية الأخيرة، مشيرا إلى أن الإحصائيات الأخيرة التي جمعتها الوكالة تؤكد أن الشهور الممطرة تحولت من نوفمبر وديسمبر إلى فيفري ومارس من كل سنة، وهو ما يسمح بتحقيق نسب امتلاء معتبرة. براقي كشف في تصريح خاص ل«المساء" أن الأمطار الأخيرة سمحت برفع منسوب السدود بنسبة 70 بالمائة، وهو ما أزال شبح الجفاف الذي كان يهدد قطاع الموارد المائية في الأشهر الفارطة، مؤكدا أن كل إطارات الوكالة تجندوا في الفترة الأخيرة للسهر على جمع كل مياه الأمطار والتقليص من نسبة التسربات وضياع المياه. وبلغة الأرقام، أشار براقي إلى استقبال سدود الشرق وعددها 13 ما يزيد عن 101 مليون متر مكعب، في حين استقبلت سدود منطقة الشلف وعددها 17 ما يزيد عن 170 مليون متر مكعب، أما سدود منطقة الوسط التي يبلغ عددها 12، فقد استقبلت هي الأخرى أكثر من 155 مليون متر مكعب، في حين استقبلت سدود غرب الوطن وعددها 23 سدا أكثر من 256 مليون متر مكعب. كما شرع أمس، حسب المدير العام، في تفريغ 8 سدود شهدت ارتفاعا في منسوب المياه فاق طاقتها الاستيعابية، وهي المياه التي ستمون الأودية والأنهار في انتظار الانتهاء من دراسة تعدها حاليا إطارات الوكالة لاختيار أحسن الحلول لإعادة استغلال هذه المياه في القطاعات الفلاحية والصناعية. من جهة أخرى، تم اختيار مكتب دراسات صربي لإعداد مخطط توجيهي لتأمين الموارد المائية، وهو ما يسمح بتحديد الطريقة المثلى لاستغلال مياه السدود وطريقة توزيعها عبر كامل ولايات الوطن، تلبية لطلبات السكان والفلاحين، وهي الدراسة التي سيتم الانتهاء منها شهر جوان 2017. أما فيما يخص مشاريع الربط ما بين السدود، كشف براقي أنها تتم وفق المخطط المتفق عليه، مؤكدا أن عمليات الربط لن تمس كل السدود بالضرورة، بل هي مشاريع تهدف من خلالها الوزارة إلى توسيع مساحات استغلال هذا المورد الحي خاصة بالنسبة للمناطق الداخلية. وعن قرار توقيف عملية ضخ مياه الشرب من سد بورومي بولاية عين الدفلى، وهو الذي يعرف اليوم نسبة امتلاء بلغت 22,46 بالمائة بعد أن جمع 40 مليون متر مكعب، أشار المدير إلى أن السد سيخصص من اليوم فصاعدا للري الفلاحي فقط، في حين سيتم تدعيم عملية ضخ مياه الشرب من السدود المجاورة للولاية. وتوقع براقي تضاعف كميات المياه المجمعة عبر السدود خلال الأيام المقبلة بالنظر إلى تواصل موجة الاضطرابات الجوية وذوبان الثلوج التي تساقطت بمرتفعات المناطق الداخلية والوسطى، مؤكدا أن عمليات تموين السكان بمياه الشرب خلال الأشهر المقبلة ستتم بصفة عادية مع مضاعفة حصص الفلاحين، تماشيا واستراتيجية الحكومة التي تعول كثيرا على هذا القطاع لتوفير الأمن الغذائي. من جهتهم، استحسن عدد من الفلاحين التقلبات الجوية الأخيرة التي كانت مصحوبة بالقطرات الأولى للأمطار الشتوية خاصة أنها جاءت في الوقت الذي كان فيه قطاع الفلاحة يتأهب لإعلان حالة الجفاف، غير أن الفلاحين المتخصصين في زراعة القمح والأشجار المثمرة أعربوا عن تخوفهم من توقيت نزول الأمطار التي خلفت أضرارا في المحصول، خاصة وأن مستثمرات القمح دخلت مرحلة النضج وأزهرت الأشجار المثمرة.