معظم وسائل الإعلام لا تفوّت موعدا أو ذكرى من ذكريات تاريخنا المجيد لتسجيلها في يومها، ليس من باب تذكير الأجيال بتفاصيل هذه الذكرى فحسب، وإنما أيضا من أجل المساهمة في التأريخ لثورتنا التحريرية المجيدة. إن ثورة التحرير الجزائرية تبقى من أعظم الثورات في العالم والكتابة عنها لا تزال سارية رغم مرور 46 عاما عنها، لأن الكثير من الحقائق لم تكشف ولم تسجل بعد، ومادامت هذه الثورة كانت نموذجا فريدا ونبراسا لحركات التحرير في العالم، فإنّ الإحاطة بكل جوانبها يجب أن تستكمل حتى يكون أمام الأجيال القادمة من الجزائريين وغير الجزائريين ثورة مدونة تبقى مصدر فخر واعتزاز لأنها قهرت وهزمت أعتى قوة استعمارية وحررت شعبا ووطنا رزخ تحت نير الاستعمار طيلة قرن و32 عاما. وإذا كانت وسائل الإعلام تحاول القيام بدورها من خلال استغلال المناسبات التاريخية والأحداث الهامة لثورة نوفمبر لانتزاع شهادات حية من المجاهدين والمناضلين الذين عاشوا الأحداث وشاركوا فيها، بل كانوا من صانعيها، فإن الأهم أن يأخذ المهتمون من كتّاب التاريخ والمؤرخين هذه الشهادات والحقائق ويستغلونها في كتابة تاريخ الثورة. فكم من مجاهد كشف في تصريح للصحافة عن حقائق كانت إلى زمن قريب مجهولة؟ وكم من مجاهد بدد الشكوك وعزز هذا الطرح أو ذاك حول واقعة معينة خلال ثورة التحرير المباركة؟ ومثل هذه الشهادات لا تقدر بثمن مادامت تساهم في التأريخ لثورة التحرير ومنها تاريخ الجزائر ككل، يبقى فقط أن تستغل هذه الشهادات كإسهام من وسائل الإعلام في المجهود الذي يبذله المعنيون بكتابة التاريخ.