نصح الدكتور نبيل لوبي، طبيب عام، بمقاطعة بشكل نهائي رقائق البطاطس «الشيبس»، مشيرا إلى الخطورة الكبيرة التي تشكلها تلك المنتجات المتوفرة بالسوق تحت العديد من التسميات، خصوصا على الأطفال الذين باتوا يتناولون تلك «السموم» بطريقة يومية، لاحتوائه على مادة «الأكريلاميد»، هو مركب كيميائي يتشكل في الأطعمة الغنية بالنشاء أثناء القلي في درجة حرارة عالية، وهو يرفع من نسبة التهديد للإصابة بالسرطان. مظاهر نشاهدها تقريبا يوميا، أمهات أو آباء يقدمون وجبة خفيفة لأطفالهم، مكونة عادة من علبة بسكويت، قنينة عصير، وكيس من رقائق البطاطس، وآخرون يحاولون الرضوخ لرغبات أطفالهم أو تهدئتهم بإعطائهم ما يرغبون فيه، منها علب «الشيبس» السامة، ليس ذلك فقط وإنما كبار يعشقن ذلك المذاق المالح والقرمشة، مما يجعلهم يستهلكون تلك المادة دون علم بالمخاطر الحقيقية التي تجرها. تحدثت «المساء» لبعض الأولياء والشباب، حيث أشاروا لنا في هذا الاستطلاع إلى أن «الشيبس» يروج لنفسه ولا يستدعي إشهارا له، نظرا لاستهلاكه الواسع، حيث تجد تلك المادة لنفسها محبين من مختلف الفئات العمرية. هذا ما أشارت إليه رتيبة، طالبة جامعية، موضحة أنها تستهلك على الأقل كيس رقائق بطاطس في الأسبوع الواحد، وحول ما تعرفه عن ذلك المنتج «الغذائي»، إن صحت تسميته كذلك، فأكله لا يغذي الجسم أو ينفع الصحة، قالت رتيبة: «كثيرا ما سمعت عن خطورة ‘الشيبس' المتمثلة في احتوائها على كمية جد عالية من الدهون، وهي تؤثر بشكل كبير على الصحة وعلى البشرة كذلك، فمن المعروف أن المادة المشبعة بالدهون تقضي على نظارة البشرة». من جهتها قالت نسيمة، أم لطفلين في الابتدائي، بأنها تمتنع كليا عن اقتناء «الشيبس» لأطفالها، لدرايتها التامة بخطورته على الصحة خصوصا بالنسبة للأطفال، مضيفة أن البطاطس تحتوي على نسبة عالية من النشاء، إلا أنها لا تمد الجسم بأية منفعة، فهي مشبعة بالدهون ومصنعة في ظروف «مشبوهة»، فبعض المصانع بالنسبة لها لا تحترم أية معايير السلامة من حيث النظافة أو التعليب أو نوعية الزيت المستعملة للقلي، زيادة على ذلك طريقة التخزين أو العرض التي هي الأخرى تلعب دورا رئيسيا في سلامة المنتج. أما أكرم، أب لطفلة في التسع سنوات، أكد أن اقتناءه ل«الشيبس» لا يتم إلا عند طلب ابنته، مضيفا أنه لا يرفض لها طلبا، خصوصا أن طفلته تعاني من «غياب الشهية»، فإذا طلبت شيئا تتناوله فإنه يحقق لها مرادها. وأشار في نفس الصدد إلى أنه يقوم بذلك بعيدا عن أنظار زوجته التي ترفض كليا اقتناء «الشيبس» لطفلتها. عن تلك المخاطر، حدثنا الطبيب العام نبيل لوبي قائلا: «بأن الشيبس مادة لا تمد الجسم بأية منفعة، فمثلها مثل الحلويات يستمتع مستهلكها فقط بمذاقها، لاسيما أنها اليوم تعرض بنكهات مختلفة، كالجبن مثلا، أو الكباب أو الحار أو الليمون أو الدجاج وغيرها من النكهات، لكن لو كان الفرد يتمتع بالقليل من الفطنة فقط، سوف يدرك أن تلك النكهات المضافة غير طبيعية، فنتحدث بشكل معقول؛ هل يعقل أن الرقائق تم طهيها مثلا بإضافة تلك النكهة طبيعيا كالجبن مثلا، والجواب لا، فكلها نكهات اصطناعية مصنعة داخل مخابر لا تحمل من كلمة «طبيعية» إلا الرائحة فقط أو المذاق المصنع. هذا إلى جانب المضافات الأخرى كالملونات، دون الحديث عن الكمية الهائلة من الدهون التي تشبع بها رقائق البطاطس. كما أكد المتحدث أن مادة «الأكريلاميد» التي نجدها في «الشيبس»، وبعض أنواع البيسكويت تشكل خطرا على الصحة العمومية، حسبما كشفته الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، فتلك المادة ترفع من نسبة الإصابة بمرض السرطان. قال الطبيب بأن هذا المركب يتشكل أثناء قلي أو شيّ مادة غذائية معينة في درجة حرارة عالية، كالبيسكويت المصنع أو القهوة أو البطاطس المقلية، مشيرا إلى أن دراسة أجرتها مؤخرا الهيئة الأوروبية لتقييم مخاطر تلك المادة في النظام الغذائي، عن طريق مئات الدراسات العلمية والبيانات التي تم جمعها من المستهلكين والمنظمات غير الحكومية وقطاع الأعمال الزراعية، وخلصت الهيئة الأوروبية إلى أن «الأكريلاميد» يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، وكان ملخص تلك الدراسات أن تلك المادة تم تصنيفها في خانة السموم، أو المواد المسرطنة، فالأكريلاميد قادر على إتلاف الحمض النووي، بالتالي التسبب في إثارة مرض السرطان خصوصا بالنسبة للأطفال. ومن هذا المنطلق، نصح الدكتور بتقليص استهلاك هذه المادة مع منع الأطفال من تناولها كليا، باستبدال تلك الوجبة المضرة بوجبة صحية كحبات من الفواكه وعصير طبيعي مصنوع في البيت، أو حليب أو جبن لتفادي إصابة الطفل بمرض خطير. وشدد المتحدث على ضرورة تشديد الرقابة على تلك المصانع بضرورة عرض بطاقة تقنية لشروط التصنيع أو الإنتاج التي لابد أن تراعي المعايير الصحية الدولية.