أكد وزير النقل والأشغال العمومية، بوجمعة طلعي أن الحكومة تعمل من أجل إعادة تنظيم المخطط الوطني للوجيستيك والنقل تنظيما شاملا لجعله يتماشى مع سياستها الجديدة التي ترمي إلى تطوير اقتصادها وعلاقتها الاقتصادية مع دول إفريقيا، الوجهة الواعدة بالنسبة للجزائر لترقية صادراتها ومبادلاتها التجارية. وفي إطار هذا المسعى، يدخل مشروع إنجاز المطار الدولي بولاية تمنراست الموجه لشحن السلع نحو إفريقيا، حسب الوزير الذي أوضح أن اختيار تمنراست لاحتضان هذا المشروع راجع لموقعها الاستراتيجي بالنسبة للقارة الإفريقية. وألح الوزير في تصريح على هامش الندوة الدولية للنقل واللوجستيك - العبور وتخزين السلع «سيتام» أن تنظيم الشبكة اللوجستيكية الوطنية أصبحت في الوقت الحالي أكثر من ضرورة، إذ بدون لوجيستيك قائم لا يمكن إيصال السلع إلى المستهلك بشكل منتظم ولائق ولا يمكن أيضا أن نطمح للتصدير رغم الإمكانيات الكبيرة التي تتوفر عليها الجزائر من منتجات نوعية قادرة على منافسة المنتوج الأجنبي. وتطرق طلعي في هذا السياق إلى المشاريع الطموحة للقطاع المسجلة منها والتي شرعت في أشغال إنجازها، أهمها ميناء شرشال الدولي الذي أكد أن الدراسات التقنية الخاصة به ستنتهي خلال جانفي المقبل لتكون جاهزة بعد التقييم قبل الانطلاق في أشغال إنجازه مع نهاية الثلاثي الأخير من سنة 2017، مشيرا إلى أن الهياكل من فضاءات شحن وتخزين موانئ جافة وغيرها متوفرة إلا أن المشكل المطروح هو عدم تنظيم الشبكة اللوجيستيكية. طلعي راهن أيضا، للنهوض بالاقتصاد الوطني، على تقليص تكلفة اللوجيستيك الذي أعلن أنه يتجاوز ال35 بالمائة مقابل 5 بالمائة التكلفة المعمول بها في معظم الدول المتقدمة، معلنا أن قطاعه يعمل ومن خلال إعادة تنظيم اللوجيستيك على تحقيق ثلاثة أهداف هي تحسين القدرة الشرائية للمواطن بما أن تكلفة النقل والشحن تؤثر على أسعار المواد وترقية الصادرات وتشجيعها، بالإضافة إلى تطوير شبكات التوزيع الكبيرة التي قال إنها منعدمة حاليا بالجزائر، علما أن هذا النوع من التوزيع يشجع ويعزز الإمكانيات للتصدير. وخصصت أشغال اليوم الأول للندوة للتدخلات التي تعالج النقل كعامل للتنمية الاقتصادية والرهانات الأمنية، نهائيات الحاويات من أجل تعزيز سلسلة النقل اللوجستيكي والتنمية الاقتصادية وكذا تطوير النشاطات متعددة الوسائط في الجزائر وتسليط الضوء على منطقة النشاط اللوجستي البعيدة عن الميناء ببرج بوعريريج. كما تم تنظيم أفواج عمل ركزت على مختلف رهانات النقل اللوجستيكي والحاجة لجعل هذه الخدمات تتم بشكل خارجي بغية جعلها احترافية وهو رهان أساسي لسياسة التنمية في بلادنا. كما قسم أفواج العمل إلى المواضيع ذات الصلة بالجوانب التقنية والقانونية والمالية، وأيضا مؤشرات الأداء للسلسلة اللوجستيكية في القطاع الاقتصادي بصفة عامة والمنتج بصفة خاصة. أما اليوم الثاني، فسيخصص لموائد مستديرة تعالج موضوع النقل والصناعة والتكوين، علما أن ندوة «سيتام» في طبعتها الأولى حددت ثلاثة أهداف كبرى تتمثل في تحسيس الصناعيين بأهمية تسيير سلسلة النقل اللوجيستيكي والرغبة في التعريف والترويج بالناشطين في المجال اللوجستيكي والتقاء مختلف الفاعلين من الناشطين في اللوجستيك الصناعيين.