أكد السيد عبد السلام شلغوم، وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، أمس، بسكيكدة، على الأهمية التي يحتلها قطاع الفلاحة في إستراتيجية تحقيق الأمن الغذائي، مضيفا بأن الفلاحة بمختلف شعبها هي الحل الأمثل لمواجهة تداعيات انخفاض سعر البترول، الوزير أشار في الكلمة التي ألقاها بقصر الثقافة والفنون لمدينة سكيكدة، بمناسبة الذكرى ال42 لتأسيس الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، إلى العناية التي توليها الدولة لهذا القطاع الاستراتيجي الذي عرف خلال السنوات الأخيرة قفزة نوعية من خلال توفر مختلف المنتجات الغذائية بما فيها تلك التي كانت تستورد من الخارج. وقال شلغوم، إن هذه النتائج تحققت بفضل إصلاحات رئيس الجمهورية، الذي أولى عناية فائقة لهذا القطاع في إطار البرنامج الوطني للتنمية الفلاحية المسطر منذ سنة 2000، داعيا في إلى ضرورة التنسيق بين الفلاح والمنتج والموال والإدارة من أجل تكفل أنجع بانشغالات القطاع الفلاحي الذي سيمكن الفلاح من زيادة الإنتاج ومن ثمّ تقليص فاتورات الواردات وتنويع المداخيل بالعملة الصعبة مع العمل على ضرورة حماية المنتوج الفلاحي وتنويعه. كما أكد المتحدث على ضرورة استغلال كل المساحات الفلاحية مهما كانت طبيعتها بما فيها الأراضي البور، مشيرا إلى الجهود التي تبذلها الحكومة من أجل ترقية القطاع من خلال توفير الحماية الاجتماعية للفلاحين. وفيما يخص إصلاح الأراضي الفلاحية قال الوزير بأن الهدف هو العمل على تحقيق 25 مليون هكتار من الأراضي المسقية، مشددا على ضرورة عصرنة القطاع بالاعتماد على الجامعة من خلال البحث العلمي والإرشاد الفلاحي والتأطير وتربية المواشي، مع تشجيع الاستثمار خاصة في الصناعة التحويلية لتحقيق الأمن الغذائي كما قال. وزير الموارد المائية والبيئة ...نحو تدعيم المساحات المسقية بأزيد من مليوني هكتار في آفاق 2019 من جهته أشار السيد عبد القادر والي، وزير الموارد المائية والبيئة إلى الجهود التي تبذلها الحكومة فيما يخص توسيع المساحات المسقية، موضحا أن ما قدمه ويقدمه قطاعه ينصب في ذلك الاهتمام، مشيرا إلى أن استثمارات القطاع بلغت 50 مليار دولار خلال الفترة الممتدة من سنة 1999 إلى غاية 2016، إضافة إلى أن 70 بالمائة من المياه الموجهة للسقي تم توفيرها من السدود والآبار الإرتوازية التي سمحت بتوفير 7 ملايير متر مكعب من المياه خصصت لسقي مليون و300 ألف هكتار خلال سنة 2015، مضيفا أن الجهود تبقى متواصلة لتوسيع المساحات المسقية في إطار برنامج رئيس الجمهورية لآفاق 2019. عليوي يدعو السلطات العمومية إلى تصفية القطاع من الطفيليين وفي الكلمة المطولة التي ألقاها بالمناسبة طلب محمد عليوي، الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين من الحكومة تصفية ملف الطفيليين الذين لا تربطهم أية علاقة بقطاع الفلاحة من أجل استرجاع الأراضي غير المستغلة، ومن ثم الحفاظ على العقار الفلاحي الذي قال بأنه خط أحمر. كما طالب بضرورة رد الاعتبار للتعاونيات الفلاحية وتسهيل عملية إنشائها في مختلف الشعب، والعمل من أجل إدماج الشباب وأبناء الفلاحين في القطاع، مؤكدا على أهمية فتح مراكز للتكوين الفلاحي في مختلف التخصصات بالأرياف حسب حاجة كل منطقة. كما دعا المتحدث إلى مسح ديون الفلاحين مثنيا على الاهتمام الذي توليه الحكومة تحت قيادة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، للقطاع الفلاحي وللفلاحين، متعهدا برفع التحدي من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي ومنه ضمان الأمن الغذائي، موضحا أن الفلاحة مورد أساسي في التنمية بعد المحروقات باعتبارها ثروة دائمة. وقد احتضن قصر الثقافة والفنون لمدينة سكيكدة أمس، فعاليات الاحتفال بالذكرى ال42 لتأسيس الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، أشرف عليها كل من وزيري الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري والمياه والموارد المائية بمعية والي سكيكدة والأمين الوطني لاتحاد الفلاحين، إضافة إلى عدد كبير من الفلاحين قدموا من كل التراب الوطني والضيوف وإطارات الولاية من مدنيين وعسكريين. وقد تم على هامش هذه الاحتفالية تنظيم معرض خاص بالمنتجات الفلاحية والغابية والصيد البحري، كما تم التوقيع على اتفاقية شراكة بين الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي والاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين تسمح للفلاحين المنضوين تحت راية الاتحاد بالاستفادة من تخفيضات من الصندوق تصل إلى حدود 50 بالمائة. كما تم بالمناسبة تكريم رئيس الجمهورية اعترافا من الاتحاد للدعم الكبير الذي ما انفك يقدمه لقطاع الفلاحة وللفلاحين، كما تم تكريم منتجين فلاحيين روّاد من الولاية.