يطالب مهتمون بفئة المعاقين السلطات المعنية بتأسيس تعاونيات خاصة بتشغيل المعاقين، بهدف تحقيق الإدماج الاجتماعي الذي ينبني على التعليم والتمهين والتشغيل، مع توفير الوسائل والإمكانيات الضرورية لإنجاح هذا المشروع، مثلما يشير إليه السيد رشيد بداوي، رئيس جمعية تريزوميا 21 لبومرداس، مؤكدا أنه مشروع سيحقق الاستقلالية للمعاقين لأنه سيكون ثمرة التعليم والتمهين المتخصص لهذه الفئة. حول واقع ذوي الاحتياجات الخاصة، صرح السيد رشيد بداوي، رئيس الجمعية الولائية للإدماج المدرسي والمهني لتريزوميا 21 بمدينة بومرداس في حديث ل«المساء»، على هامش إحياء اليوم العالمي للمعاقين، بأنها عموما تشهد تحسنا مقبولا، خاصة ما تعلق بإدماج هذه الفئة بالوسط المدرسي، وكذا بمراكز التكوين المهني المتخصصة، وهو ما يسمح لها بالاندماج الجيد في مجتمعها، وهو الهدف الذي تسعى إليه الجمعية. وبالرغم من تحسّن الأمور بعض الشيء بالنسبة لهذه الفئة تحديدا، لاسيما في مجال التمدرس، حيث تحصي الجمعية 12 قسما مدمجا على مستوى الولاية يحتوي كل قسم على 3 أفواج، إلا أن النقص يبقى مسجلا في المجال بهدف القضاء على قائمة الانتظار بالنسبة للمعاقين من هذه الفئة. خلق تعاونيات خاصة بتشغيل المعاقين يلفت رئيس الجمعية إلى نقطة أخرى يعتبرها حساسة وكفيلة بإدماج سلسل لفئة تريزوميا 21 مهنيا، وتتعلق بتشغيل المتربصين المتخرجين من مراكز التكوين والتمهين المتخصصة، حيث يشير إلى أنه من ضمن ثلاثة أفواج للكبار بكل من بومرداس وبودواو ودلس، تمكنت الجمعية من إدماج فوجين في مركز التكوين المهني المتخصص بذوي الإعاقة في قورصو ودلس في اختصاصي الفخار والماكرامي: «وبالنظر إلى النتائج الجيدة فإن هناك من المعاقين من وصولوا إلى مرحلة الإنتاج، لكن نتأسف عن انعدام وجود ورشات خاصة بهم من أجل تسويق المنتوج، بالتالي الحصول على مدخول مادي لهم»، يقول السيد رشيد بدواي. واعتبر أن خلق تعاونيات خاصة بالمعاقين في كل بلدية كفيل بخلق ديناميكية كبيرة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام، تكون بمثابة محفز لهم لترويج منتوجهم الحرفي. يقول المتحدث إن التعاونيات تحتاج إلى تدخل السلطات المحلية لتوفير الوسائل والإمكانيات الضرورية لهذا المشروع، ومنها الورشات الخاصة بكل حرفة، حيث يتمكن المعاق من عرض وبيع منتوجه، بالتالي تحقيق الإدماج الحقيقي في المجتمع. فتح ستة أقسام مدمجة مطلع السنة الدراسية المقبلة من جهتها، تتحدث إلينا السيدة جميلة غبري، رئيسة مصلحة المؤسسات المتخصصة بمديرية النشاط الاجتماعي، ملفتة إلى وجود 13 قسما مدمجا في ولاية بومرداس، يخص فئات المعاقين سمعيا وزارعي القوقعة، المعاقين ذهنيا، إعاقة خفيفة والمصابين بالتوحد، في انتظار فتح 6 أقسام أخرى بحلول الموسم الدراسي 2016-2017، منهم 120 طفلا معاقا مقسمين إلى أقسام عادية بتسع بلديات، والباقي على المراكز المتخصصة بكل من خميس الخشنة وتيجلابين وبرج منايل، إضافة إلى بعض الأقسام على مستوى بعض الجمعيات المتخصصة، ومنها جمعية «تريزوميا 21» وجمعية «طيف التوحد»، في انتظار استقبال مركز نفسي بيداغوجي بمدينة يسر في طور الإنجاز، مما قد يخفف الضغط على المراكز الأخرى التي تستقبل أطفالا معاقين فوق قدرتها الاستيعابية. نشير إلى أن ولاية بومرداس تحصي 17700 معاق، منهم 5659 معاقا حركيا و8779 معاقا ذهنيا و1255 من الصم البكم و1837 مكفوفا، إلى جانب 170 من متعددي الإعاقة، يستفيد 9002 معاق من المنحة، حسب المعلومات المستقاة من مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن. استفادة 255 معاقا من قرض مصغر من جهتها، تشير السيدة فوزية اعشورن، مديرة الوكالة الوطنية للقرض المصغر ببومرداس، إلى استفادة 255 معاقا من قرض مصغر لخلق مؤسسة مصغرة في عدة مجالات، ومنها سائق أجرة، مسير مقهى، آكل سريع، تربية البقر والدواجن وغيرها من النشاطات التي لم تصبح حكرا على الأسوياء. المسؤولة لفتت إلى وجود 45 امرأة يعانين من إعاقات مختلفة من بين المستفيدين من القرض المصغر خلال السنوات الأخيرة، قد تمكن من خلق نشاط اقتصادي خاص حقق لهن اكتفاء ماديا، مشيرة أيضا إلى استفادة ست نساء مصابات بأمراض مزمنة، ومنها السرطان، وتمكنّ من الاستفادة من قرض وكالة «أونجام» وسددنه، على غرار الحرفية فوزية عباش التي خضعت قبيل أشهر لعملية استئصال الثدي بسبب إصابتها بسرطان الثدي، حيث تؤكد ل«المساء»، أن مشاركتها في صالون خاص بفئة المعاقين إنما هو رسالة تضامن منها إلى هذه الفئة، لتؤكد أن المعاق هو ذلك الذي يفضل الركون إلى البطالة دون التشمير على السواعد والعمل.