تواجه الصحافة الرياضية المعرّبة عندنا الكثير من المشكلات، لعلّ أخطرها أن القائمين عليها لايدركون بأنّ اللّغة هي مكوّن أساسي من مكونات الهوية الوطنية وبصرف النظر عن الأخطاء اللّغوية الشائعة التي يسقط فيها غيرهم من زملاء المهنة في تخصصات أخرى، نجد أن بعض الذين يكتبون في الصحافة الرياضية يصرّون عن قصد أو غير قصد على تكريس بعض المصطلحات الغريبة عن قاموسنا اللغوي من خلال ما يكتبون من مقالات أو ما يرددونه في الصحافة المسموعة أو المرئية من مصطلحات غريبة تمزج بين الدارجة المكسرة واللغات الأجنبية الدخيلة، وكأني بهم تأثروا بكتاب اللوحات التجارية الاشهارية التي تعلَّق على واجهات المحلات والشوارع والتقاطعات والتي تكتب بمزيج من الكتابات واللهجات واللغات أو تلك الومضات الاشهارية التلفزيونية التي تروج للسلع والمأكولات والتي يريد أصحابها الوصول إلى فئات اجتماعية متعددة اللهجات والأذواق. ومن هنا وجب التنبيه إلى أن الكتابة الصحفية خاصة في المجال الرياضي يجب أن تكون أداة تثقيف سليمة، لا أن تكون وسيلة تشويش على الأفكار كما هو شائع في صحفنا المعرّبة. ومن هنا أيضا لابد من طرح هذا السؤال ماذا لو تصفحنا أغلب الصحف المكتوبة باللغة الفرنسية هل سنجد مايدحض مثل هذه الملاحظات؟ الأكيد أننا سوف نلمس هذه الإزدواجية اللغوية إلاّ في صحفنا نحن الذين نكتب بلغة الضاد لذلك يمكن القول أن المرض، في أقلامنا وأفكارنا وتقليدنا لعيرنا، وعندما يصاب العديد منا بهذه العقدة، لا غرابة أن يتحولوا إلى أداة لتكريس الرداءة والتهميش والضياع اللغوي. ولا غرابة أيضا أن تتحول هذه الازدواجية إلى واقع يفرض نفسه وتتحوّل معه الصفحات الرياضية في يومياتنا إلى أشبه ما تكون بواجهات محلات يكتب عليها أصحابها ما تشتهي أنفسهم من لغط لغوي لا هو بالعربية ولاباللهجات المحلية ولا هو حتى باللغات الأجنبية، وفي تلك الكتابات تكمن سذاجة البعض منا، ولذلك تراهم يسقطون في فخ هذه الازدواجية المغلوطة.