كشفت الفنانة فتيحة سلطان عن أنها ما زالت مستعدة لإعطاء كل وقتها وطاقتها للسينما والمسرح وإضافة الجديد للساحة الفنية في الجزائر، رغم التهميش الذي تعيشه في الوقت الراهن، خاصة أن الوزارة الوصية لا تهتم بمشاكل بعض الفنانين، رغم أنهم أفنوا حياتهم في البحث عن الفن النبيل والنظيف. فالممثل الجزائري عندما يصل إلى مرحلة معيّنة من العطاء، يتم إسقاطه من رزنامة الاهتمام، وهو ما يغيضها أكثر. عن آخر أعمالها، أشارت الفنانة ل«المساء»، إلى أنّها أنهت في نهاية عام 2016 تصوير دورها في سلسلة فكاهية واجتماعية للمخرج رشيد زغمي، وأسند لها دور الأم، إلى جانب نخبة من الفنانين الشباب، في انتظار مشاركتها في مشاريع سينمائية أخرى سترى النور قبل نهاية السنة الجارية. في هذا السياق، تحدثت الفنانة فتيحة سلطان مطولا عن الأدوار التي تقمصتها خلال مسيرتها الفنية التي قدمتها للمسرح والتلفزيون والسينما، حيث كانت دائما تحظى بدور الأم، وهي راضية عنها بعد رضا الجمهور، لتضيف أنها لم تعش الأمومة يوما، لكن ذلك لم يؤثر عليها خلال تقديمها لهذه الأدوار التي اعتاد أن يراها فيها مخرجو المسلسلات والأفلام، مؤكّدة أن الدور قبل تقمصه، على الفنان أن يعشقه ويعيشه روحيا، إلى جانب المصداقية وقوة الأداء، وهما مقوما نجاح أي إنتاج فني. ذكرت محدثتنا بعض الأعمال القديمة التي شاركت فيها، فرغم نقص الإمكانيات، إلا أنها رفقة كوكبة من الممثلين عملت على لم شمل العائلة الجزائرية، خاصة منها سلسلة «عيسى سطوري» للمخرج علي عيساوي، و«أعصاب وأوتار» و«شاري دالة» للمخرج أحمد راشدي. وعن تجربتها في مسلسل «شجرة الصبار» للمخرج السوري هيثم الزرزوري، اعتبرتها فتيحة سلطان محطة غير مهمة لم تعطها إضافة ولم تزد شيئا لرصيدها الفني، خاصة بعد أن فرض المخرج عليها دور الأم في وقت لم تتم حتى مراجعة النص الذي قدّم لها، وهو ما أتعبها، لأنّ المسلسل كان يعالج قضية تراجيدية وهي لم تكن معتادة على طبيعة هذه الأعمال. وعن الأفلام التي شاركت فيها، نجد مجازر 8 ماي للمخرج أحمد راشدي، «صرخة الحجرة» للمخرج غوتي بن ددوش وغيرهما. من جهة أخرى، وجهت الفنانة نصيحة للشباب والممثلين الجدد بضرورة التركيز على حب الفن قبل المادة والبحث عن الشهرة، بالإضافة إلى الاحتكاك بالمحترفين والكبار وأخذ تقنيات الأداء منهم بعيدا عن الغرور، لأنّ الممثل المغرور يصل إلى مرحلة معينة وينطفئ. الأعمال الجزائرية في السينما اعتبرتها الفنانة بعيدة جدا عن الاحترافية والموضوعية، مقارنة بما تصدّره تركيا وغيرها للجزائر من أفلام تروّج للسياحة الفنية، ناهيك عن الأداء الجيّد والتوجيه الصائب للأدوار الموزّعة على الفنانين. وفي حديثها عن المسرح، اعتبرته أحسن مرحلة في حياتها الفنية ولأجله قاطعها والدها عاما كاملا بعد أن عرف التحاقها بالركح، إلا أن أعمالها واحترامها لنفسها فرضت وجودها وسط عائلتها التي باتت تفتخر بها، ولم تغفل الممثلة الفكاهية فتيحة سلطان الإشارة إلى أنّ المسرح أخرجها من مجتمع فكره ضيق، معه عرفت معنى الجرأة ومواجهة كل المواقف، وتعرفت على أصدقائها الفنانين في الجزائر العميقة، مؤكدة أن شهرتها صنعها التلفزيون، خاصة في «أعصاب وأوتار». وعن الممثلين المسرحيين الذين أضافوا لحياتها الفنية؛ الراحل كمال كربوز الذي تعتبره صديق دربها، لأنّها كانت تتكامل معه روحيا وفنيا. كما اعتبرت المتحدّثة بعض الوجوه الفنية التي ظهرت في بعض الأفلام والمسلسلات مؤخرا، بذرة خير بإمكانها أن تصنع التميّز لو يأخذ بطموحاتها مع رسكلتها وتوجيهها، لكن لاحظت بعض الغرور واللهث وراء الشهرة، وتحقيق أكبر مشاركة، وهي عناصر غير إيجابية بالنسبة لفنان يريد أن يفرض تواجده في الساحة المملوءة بالخيبات في أغلب الأحيان. عن جمهورها، قالت فتيحة سلطان بأنّه تاج رأسها، وهو الحكم الوحيد الذي يصنع رضاها، وتنتظر من وزارة الثقافة أن تدعم جمعية فنون التي تترأسها من أجل تقديم أعمال ناجحة تخدم الجمهور والمتفرج. وحسب سلطان، أنتجت مسرحية واحدة تحت عنوان «قف حدود» التي تحصلت على جائزة في مهرجان اسطمبولي الدولي، واستغربت رفض الوزارة دعم عمل مسرحي جديد دون أن تقدم أية تبريرات.