أشرف معالي وزير المجاهدين، السيد طيب زيتوني أمس، على إعادة دفن رفات الشهيدين بلعيدي محمد وابن عمه بلعيدي عطى الله بمقبرة الشهداء بلدية العامرية بولاية عين تموشنت، كما أطلق اسم الشهيدين بوشريط محمد إبراهيم ومحمد ميلود على مستشفى العامرية. الزيارة كانت فرصة لإعطاء إشارة انطلاق فعاليات الملتقى الوطني الأول حول مسيرة ونضال المجاهد المرحوم بلحاج بوشعيب المدعو «سي أحمد» عضو مجموعة 22 التاريخية الذي أطلق اسمه على المركز الجامعي الذي احتضن تظاهرة فعاليات هذا الملتقى. والذي تم من خلاله التذكير بخصال المرحوم الذي يعتبر من أهم الشخصيات التاريخية التي تعتز بها الجزائر، وما هذا الملتقى إلا لبنة من لبنات التواصل ما بين الأجيال ومناسبة لإعادة أمجاد رواد ثورة التحرير المجيدة تحت شعار رجال في الذاكرة.زيتوني نوه في الكلمة التي ألقاها بالبطولات التي شهدتها منطقة عين تموشنت بفضل جهاد أبنائها على غرار بلحاج بوشعيب والشهيد برحو قادة والشهيد العربي بن جريد والشهيدة بوسعيد عائشة ومغني صنديد فاطنة وعيسى مسعودي وغيرهم كثيرون.وقال الوزير إن بلحاج بوشعيب يعد أحد رجالات نوفمبر المجيد حيث كان مناضلا، حكيما في أداء المهام، وكان في مقدمة الصفوف تحت قيادة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة وكان فاعلا في اللجنة الثورية.للتذكير، فإن المرحوم المجاهد بوشعيب بلحاج الذي ولد في 13 جويلية 1918 ينحدر من عائلة بسيطة حيث كان يعمل إلى جانب أبيه الذي كان جزارا قبل أن يشتغل بعد ذلك كساعي بريد وهو من هواة كرة القدم. وقد مكنته حنكته وذكاؤه من تقلد عدة مناصب سياسية وإنشاء علاقات مع قادة سياسيين على غرار مصالي الحاج ومحمد بوضياف، وكان عضوا مسؤولا في مجموعة 22 بالولاية الرابعة، وسبق له أن شارك في الحرب العالمية الثانية. ألقي عليه القبض عام 1955 وزج به في سجون الاحتلال إلى غاية الاستقلال حيث واصل المرحوم نضاله بعد ذلك لبناء صرح الجزائر المستقلة. كما كان الملتقى فرصة لتكريم ابنة المجاهد المرحوم السيدة بلحاج سعاد مع إهداء حصة معتبرة من الكتب للمركز الجامعي ومكتبة مالك بن نبي والمركز الثقافي الإسلامي.