تسبّب الاضطراب الجوي الذي عرفته ولاية قالمة خلال الأيام الفارطة، في غلق بعض المحاور الرئيسية لشبكة الطرقات التي تعرف حركة مرور كثيفة. وفي هذا الصدد، أعلنت مصالح الحماية المدنية بالولاية حالة استنفار جراء التقلّبات الجوية، وسخّرت كلّ الوسائل الضرورية والإمكانيات من عتاد وتعداد لتسهيل وفتح حركة المرور، بالتنسيق مع كافة الفاعلين في الميدان من مصالح الدرك الوطني، السلطات المحلية والأشغال العمومية، وقامت بنشر فرق التدخل والإسعاف في جميع المناطق ومحاور الطرق للاستجابة لنداءات الاستغاثة. قامت نفس المصالح بحجز كلي للتعداد البشري، للوقوف بشكل جيد على تقديم المساعدات للمواطنين وفكّ العزلة عن المناطق المحاصرة بالثلوج، وقامت على إثرها بعمليات استطلاعية لفكّ العزلة في العديد من المناطق التي عرفت تهاطلا كبيرا للثلوج منها الطريق الوطني الرابط بين قالمة وقسنطينة، بنقطتي رأس العقبة وعين رقادة، الطريق الولائي الرابط بين الزناتي وعين مخلوف، الطريق الولائي رقم 123 الرابط بين بلديتي قالمة وعين العربي، الطريق الولائي رقم 162 الرابط بين بلدية بن جراح وجبل ماونة، بالإضافة إلى الطريق الوطني رقم 80 الرابط بين ولاية قالمة وبلدية سدراتة ولاية سوق أهراس بنقطة عين صندل، الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين بلدية بوشقوف وولاية سوق أهراس بنقطة المقفل، الطريق البلدي الرابط بين بلديتي حمام دباغ وبوحمدان بنقطة غار الجماعة، والطريق البلدي الرابط بين البرنوس وعين السودة بنقطة السويق. كما تدخلت المصالح في حالات تسرب مياه الأمطار داخل المنازل لامتصاصها، وكذا سقوط الأعمدة الكهربائية، بالإضافة إلى إسعاف المواطنين إثر حوادث مرور ونقل المصابين والجثث إلى المستشفيات القريبة منهم. وهو نفس الشأن بالنسبة لمصالح الدرك الوطني والجيش الوطني الشعبي، التي جندت وسائلها البشرية والمادية وكلّ إمكانياتها، بالتنسيق مع مختلف الجهات الأخرى من أشغال عمومية، جماعات محلية، مديرية الحماية المدنية والأمن الوطني، لإعادة الطرقات إلى وضعيتها الطبيعية. أما مصالح الأشغال العمومية فقد عملت على تسخير كافة إمكانياتها البشرية والمادية لفتح الطرقات وفكّ العزلة عن المواطنين، حيث سخّرت كاسحات الثلوج وآلات أخرى للتدخّل مع توفير كميات معتبرة من الملح الاصطناعي لإذابة الثلوج، بالإضافة إلى تقسيم إقليم الولاية إلى 5 أقطاب، يتضمّن كلّ قطب عددا من العتاد والأعوان.من جهتها، استقبلت مصالح أمن الولاية أكثر من 1100 مكالمة هاتفية على الرقم 1548، من طرف المواطنين للاستفسار وطلب المساعدة، حيث لم يمنع تساقط الثلوج، المواطنين ومركبات النقل الحضري من التنقل رغم برودة الطقس وتشكل طبقات الصقيع. في هذا الإطار، سطرت المصالح خطّة أمنية تضمن وتسهّل حركة المرور، وذلك بالاعتماد على توزيع قوات الشرطة على جميع النقاط السوداء بالولاية، وتفعيل النشاط التحسيسي بنقاط المراقبة المرورية والحواجز الأمنية، وقد تدخّلت المصالح المجنًدة فوريا وتمّ تقديم المساعدات لسكان القرى، المشاتي والمناطق النائية وتمّ فتح الطرق أمامهم، فيما تم إجلاء أزيد من 34 فردا أغلبيتهم أطفال ونساء من الأماكن المحاصرة بالثلوج إلى مكان آمن بواسطة حافلات الحماية حفاظا على سلامتهم، بالإضافة إلى تقديم المؤونة لهم، وبعض وسائل التدفئة إلى غاية فتح الطريق والالتحاق بذويهم الذين حاصرتهم الثلوج. بالإضافة إلى ذلك، جند الأمن الوطني أعوانه لتوزيع وجبات ساخنة على الأشخاص دون مأوى والتكفل بهم، ووضعت تحت تصرف المواطنين الأرقام الهاتفية الخضراء 1548 ورقم النجدة 17، ناهيك عن إخراج السيارات والشاحنات التي كانت عالقة بالثلوج في العديد من المناطق، وتكثيف الدوريات الراكبة والراجلة بالقرب من المنشآت العمومية لضمان سلامة التلاميذ لمختلف المؤسسات التربوية من خلال تأمين المحيط وتسهيل حركة المرور. وفي هذا السياق، تسبّب سوء الأحوال الجوية وتراكم الثلوج في توقف الدراسة في أزيد من 30 مؤسسة تربوية بالمناطق النائية والجبلية في كلّ من بلديات ودوائر عين العربي، الدهوارة، حمام النبايل، وادي الزناتي، عين رقادة، هواري بومدين ولخزارة، حيث لم يتمكّن عدد كبير من التلاميذ من الالتحاق بالدراسة وحتى مؤطري المؤسسات من سلك الإدارة والمفتشين وكذا الأساتذة من الوصول إلى مؤسساتهم.وفي إطار عمليات التضامن مع سكان المناطق المتضررة، بادرت مديرية النشاط الاجتماعي بالتنسيق مع مديريتي المجاهدين والشؤون الدينية والأوقاف بالولاية إلى إرسال قافلة محمّلة بأغطية وأفرشة، إضافة إلى كميات من المواد الغذائية و45 مدفأة، تمّ جمعها في إطار حملة تضامنية واسعة باتّجاه البلديات الفقيرة والمناطق الجبلية والنائية بالولاية، لفائدة العائلات الفقيرة والمحرومة وأرامل الشهداء والعجزة. وتجدر الإشارة إلى أنّ الخلية تسهر وتعمل على قدم وساق للتنسيق بين جميع الوحدات على الميدان لاستقبال نداءات الاستغاثة وتحويل الفرق للمكان المتضرر لتقديم يد المساعدة للمواطنين على مستوى مركز التنسيق العملي بالوحدة الرئيسية للحماية المدنية بالولاية، حيث قامت خلية مكونة من ممثلين عن قطاع النشاط الاجتماعي والتضامن والأسرة وكذا مصالح الأمن والحماية المدنية سهرة الاثنين من هذا الأسبوع بخرجات ميدانية إلى شوارع وأحياء مدينة قالمة للبحث عن الأشخاص دون مأوى للتكفل بهم، وقد برمجت هذه الخرجة ليلة كل اثنين وأربعاء للبحث عن الأشخاص المتشردين وتوجيههم إلى المراكز المتخصصة لتلقي الرعاية الصحية والنفسية. ولم تسجّل ولاية قالمة لحدّ الآن أزمة في التزوّد بمادة غاز البوتان التي يكثر عليها الطلب أمام رداءة الأحوال الجوية، كما لم يتم تسجيل انقطاعات في الكهرباء. تشكيل خلية أزمة بتبسة ... تجنيد جميع الهيئات والقطاعات تسبّبت التقلّبات الجوية الأخيرة التي عرفتها ولاية تبسة، في تهاطل أمطار غزيرة وتساقط ثلوج كثيفة ليومين؛ مما نتج عنه اضطراب في حركة المرور على مستوى مختلف محاور الطرقات، وانقطاع مؤقت لبعض الطرقات، بل وعزلة بعض المناطق وشل حركة المرور بين الولايات والبلديات. وفي هذا الصدد أكدت السلطات المحلية بالولاية، توفيرها كافة الإمكانات المادية والبشرية لمواجهة التقلبات الجوية، ووضع الملح على مستوى النقاط السوداء، خاصة على الطرقات التي تعرف انزلاقات. أوضح السيد رشيد سالمي مدير الأشغال العمومية بتبسة، تشكيل خلية أزمة لمواجهة الطوارئ، مهمتها متابعة مخلّفات التقلبات الجوية والاستعداد لأي طارئ، ناهيك عن تشكيل فرق تجوب مختلف البلديات لفتح الطرقات أمام حركة المرور على مستوى جميع المحاور والطرقات، خاصة على مستوى الطرقات والبلديات التي عرفت أزمة سير كبيرة كقريقر، فج تنوكلة، القعقاع وعين فضة. كما قامت المصالح الأمنية من درك وأمن بالتصدي لأزمة الطرقات التي كانت صعبة جدا، حيث أكّدت المجموعة الولائية للدرك الوطني بتبسة، أنّ كلّ طرقات الولاية التي كانت مغلقة تم فتحها أمام حركة السير، على غرار منطقة عين فضة، الردامة (الطريق الولائي رقم 42)، منطقة الدكان بأعالي مدينة تبسة، طريق القعقاع الشريعة – تبسة الذي عرف صعوبة كبيرة في السير، فج البسباس، الطريق الوطني رقم 83، بير التراب الطريق الولائي رقم 149 ومنطقة فج الزيات على مستوى الطريق الوطني رقم 82، ناهيك عن تقديم يد المساعدة للعديد من العائلات التي كانت عالقة على مستوى الطرق المذكورة. وتمكّنت مصالح الحماية المدنية من إنقاذ حياة العديد من الأشخاص عبر تراب الولاية، حيث قامت الوحدة الثانوية للحماية المدنية بالشريعة غرب تبسة، بإنقاذ فتيات تعرضن لحادث اختناق بمدرسة ابتدائية بسبب تسرب الغاز. كما أنقذت عائلة بأكملها متكوّنة من الأب والأم وطفلين، من خطر الاختناق، ونقلتهم إلى الاستعجالات الطبية. وقامت مؤسسة «نفطال» من جهتها، برفع حصة قارورات غاز البوتان إلى 7 آلاف قارورة يوميا لتغطية احتياجات المواطنين إلى هذه المادة الضرورية، حيث بادرت جميع بلديات الولاية بتوفير كميات هامة من قارورات الغاز وتوزيعها على السكان، منها بلدية بكارية، حيث أكّد رئيس المجلس الشعبي البلدي أنّ مصالحه قامت بجمع أكثر من 400 قارورة غاز بوتان وتوزيعها على السكان، ناهيك عن العمل على توفير مادة الوقود بكميات كافية نظرا لاستعمالها بكثرة، خاصة في أوساط سكان البلديات النائية، التي لا تتوفّر على غاز المدينة ولا على قارورات غاز البوتان بكميات كافية. كما أكدت مديرية الصحة لولاية تبسة عدم استقبال مؤسساتها الاستشفائية أيّ حالة إصابة خطيرة بسبب سوء الأحوال الجوية على مستوى تراب الولاية، إلاّ حالات قليلة جراء الاختناق بالغاز، تمّ إسعافهم، ثم عادوا إلى بيوتهم سالمين. وتعمل مصالح النشاط الاجتماعي بالتنسيق مع الهلال الأحمر والمصالح الأمنية، على تنظيم خرجات ليلية لجمع المتشردين ونقلهم إلى مراكز توفر لهم المأوى والمأكل وتقيهم من خطر البرد القارس، مؤكّدة أن ّهذه الحالات متواصلة باستمرار.