تنطلق، يوم غد بالعاصمة المالطية فاليتا، أشغال قمة دول الاتحاد الأوروبي وشبح الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، يخيم على قاعة الاجتماعات وسط تساؤلات حول الطريقة الواجب انتهاجها للرد على سيل القرارات التي اتخذها ضد الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي في انقلاب مفاجئ على حلفاء الأمس. وزحزحت قرارات الرئيس الأمريكي الجديد وفرضت نفسها على جدول أعمال القمة أمام قضية اللاجئين السوريين على الاتحاد الأوروبي وقضية انسحاب المملكة المتحدة من عضوية الاتحاد وحتى احتفالية الذكرى الستين لإنشاء هذا التكتل. ولم يخف رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، هذه الحقيقة وقال معترفا أن التحول في الإدارة الأمريكية وضع الاتحاد الأوروبي في وضع صعب. وأضاف أن شبح ترامب سيكون حاضرا بقوة في أشغال القمة بسبب الانتقادات الحادة التي ما انفك يوجهها وتصريحاته «المقلقة» ضد حلفاء الأمس.ولم يسبق لدول الاتحاد الأوروبي أن وجدت نفسها في مثل هذا الوضع الحرج وفي موقع ضعف أمام عدة تحديات دولية أثرت بشكل مباشر على قوته كتكتل اقتصادي ومالي كبير في العالم. فبالإضافة إلى العلاقات المتوترة مع الإدارة الأمريكية الجديدة فقد زادت انشغالات بروكسل ومخاوفها من القوة الاقتصادية التي أصبحت تشكلها الصين على الاقتصاديات الأوروبية، بالإضافة إلى ما وصفته بالسياسة العدوانية لروسيا في أوكرانيا والحروب المندلعة في عدد من دول الشرق الأوسط وإفريقيا. وهو ما جعل توسك يؤكد على ضرورة اتخاذ الاتحاد رد فعل قوي يتماشى مع التوازنات التي أصبحت ترتسم في أفق العلاقات الدولية.ولكن أي إستراتيجية يمكن للاتحاد الأوروبي أن ينتهجها للرد على رئيس أمريكي شكلت كل قراراته مفاجآت بالنسبة للعواصم الأوروبية التي احتارت في الكيفية التي يتعين اتباعها من أجل الوقوف الند للند في وجه واشنطن؟.ومما لا يختلف فيه اثنان أن الدول الأوروبية لم تكن تنتظر انقلاب الإدارة الأمريكية ضدها في تحول ب180 درجة مقارنة مع الإدارة السابقة برئاسة باراك أوباما إلى الحد الذي جعل دولا محورية في الاتحاد الأوروبي مثل ألمانيا وفرنسا وحتى بلجيكا تدعو إلى تشكيل جبهة موحدة للضغط على الرئيس دونالد ترامب لتغيير مواقفه.وقال غزايفييه بيتال، الوزير الأول الليكسمبورجي، إن القناعة مشتركة بين مختلف المسؤولين الأوروبيين لرفض قرار الرئيس ترامب حول المهاجرين وخاصة الذين يدينون بالدين الإسلامي ويحملون الجنسية المزدوجة. وقال مصدر أوروبي إن قمة فاليتا ستكون مناسبة للقادة الأوروبيين للرد على الرئيس الامريكي على الأقل تلميحا والتأكيد له على رفضهم لتلك القرارات وعلى حزمهم في التعامل الندي معه احتراما لمبادئ القانون الدولي وخاصة في مجال الحمائية الاقتصادية التي أكد انتهاجها من الآن فصاعدا ووقف التعامل مع القوى الاقتصادية العالمية الأخرى بمبرر تغليب مقاربة «استهلك أمريكي».