أعرب وزير الطاقة نور الدين بوطرفة، عن استعداد الجزائر لتلبية كل حاجيات تونس من المحروقات لاسيما تزويد المناطق الحدودية بغاز البترول المسال، مشيرا إلى أن شركة «نافطال» سترفع تزويدها تونس من هذا الغاز بالكميات المطلوبة من الجانب الآخر. كما تحدث الوزير عن تعاون مستقبلي في مجال التحكيم وكذا مناقشة عقود الربط عبر أنبوب الغاز المتوجه نحو أوروبا. اجتمعت أمس، اللجنة الجزائريةالتونسية المشتركة للطاقة بالجزائر العاصمة برئاسة وزير الطاقة نو الدين بوطرفة، ووزيرة الطاقة التونسية هالة شيخ روحو، لتدارس جملة من المسائل في اجتماع تم في جلسة مغلقة واختتم بتوقيع محضر الاجتماع. وفي تصريحات للصحافة أعقبت هذا اللقاء، أشار الوزير إلى أن الأخير يأتي في سياق نشاطات اللجنة الجزائريةالتونسية للطاقة، ويعد «فرصة لتقييم العلاقات بين مؤسسات البلدين في مجال الطاقة والمحروقات»، موضحا أنه شكل مناسبة لدراسة كيفية «تدعيم شركة «نوميد» التي تم إنشاؤها بالشراكة بين سوناطراك وشركة النفط التونسية، من أجل أن تفعّل أكثر فأكثر عملها، وتتطلع إلى فرص عمل خارج الجزائروتونس». من جهة أخرى تحدث الطرفان كما أضاف الوزير عن توزيع غاز البترول المسال في الحدود بين البلدين، حيث تم النظر في إمكانية رفع تزويد هذه المناطق بهذا الغاز من طرف «نافطال»، وقال الوزير في هذا الصدد «نعمل على تطوير تعاوننا الطاقوي أكثر فأكثر مع تونس، ومستعدون لتزويد تونس بكل احتياجاتها». وبين البلدين تم التطرق كذلك إلى مسألة «التحكم في قطاعي الطاقة والطاقات المتجددة»، حيث أكد السيد بوطرفة، أنهما اتفقا على تبادل الخبرات والخبراء في هذا الميدان لما له من أهمية، إضافة إلى العلاقات مع أوروبا في مجال الغاز وتمديد العقود الآجلة مع شركة «ايني» الإيطالية التي ستنتهي عامي 2017 و2019. فضلا عن ذلك فإن المحادثات شملت فرص التكوين والتسيير وتطوير الموارد البشرية. وعموما أكد الوزير أن نتائج الاجتماع «تبين أن العلاقات بيننا في مستوى عال». أما الوزيرة التونسية للطاقة، فقد أكدت بدورها تميز العلاقات بين الجزائروتونس في مجال الطاقة، ولم تتردد في القول إن «الجزائر أهم شريك طاقوي لتونس»، مشيرة إلى أن هذه العلاقات تمتد إلى كل الجوانب كالكهرباء والغاز وال»جي بي أل»، إضافة إلى التعاون والتبادل في مجال التحكم في استعمال الطاقة والطاقات المتجددة وتكوين الإطارات. وأضافت أن تونس الطامحة إلى إنتاج 30 بالمائة من حاجياتها الطاقوية عبر الطاقات المتجددة ترغب في تبادل الآراء والشراكة مع الجزائر. ويأتي انعقاد الاجتماع في وقت يحيي فيه البلدان ذكرى ساقية سيدي يوسف التي جمعتهما في الكفاح ضد المستعمر الفرنسي، والتي تعود لتؤكد قوة روابطهما من خلال توسيع تعاونهما اليوم في شتى المجالات، خاصة في ظرف جهوي يتميز بمخاطر كبرى على البلدين. لهذا أكد مسؤولو البلدين في مناسبات عديدة على أن الظروف الحساسة التي تعرفها المنطقة «تدفع الطرفين إلى المزيد من التشاور والتنسيق لايجاد حلول مبتكرة تمكن من رفع التحديات الأمنية والاقتصادية التي يواجهها البلدان. ولعل من أهمها تنمية المناطق الحدودية التي تعد حجر الأساس لتحقيق تنمية البلدين وتجنيبها أي انحرافات أمنية.