اجتمع وزير الأشغال العمومية والنقل السيد بوجمعة طلعي صباح أمس، رفقة المدير العام بالنيابة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية السيد بخوش علاش، بممثلي نقابات الشركة لعرض استراتيجية الوزارة للنهوض بخدمة النقل الجوي، والاستماع لمختلف انشغالات العمال خاصة الطيارين وأعوان الصيانة الذين رفعوا جملة من المطالب المهنية والاجتماعية. استنادا إلى مصادر نقابية، فإن اللقاء كان فرصة للتعريف بالمدير العام بالنيابة الجديد، مع التركيز على ضرورة إبقاء باب الحوار مفتوحا مع الشريك الاجتماعي لضمان الاستقرار وتحسين خدمات النقل الجوي التي لا تزال بعيدة عن تطلعات المسافرين، على حد تعبير وزير القطاع الذي فضل تنظيم اجتماعات منفردة مع كل نقابة للاستماع إلى المطالب المهنية وتوجيه توصيات لممثلي عمال الشركة المطالبة اليوم برفع الرهان وتحضير نفسها للمنافسة القوية بعد فتح «النهائي الجديد» بالمطار الدولي هواري بومدين شهر فيفري 2018 لتتحول الجزائر إلى همزة وصل وربط ما بين شمال القارة الإفريقية وأوروبا وآسيا. رئيس نقابة الطيّارين السيد كريم سغوان صرح ل«المساء» أن اللقاء كان فرصة لعرض ملف «هجرة الطيارين»، تحت إغراءات شركة طيران عربية على الخصوص، مشيرا إلى أنه منذ سنة 2015 إلى اليوم قدم 38 طيارا استقالته والتحقوا بهذه الشركة بهدف تحسين وضعيتهم الاجتماعية، وهم يرغبون اليوم في العودة إلى صفوف «الجزائرية»، غير أن القانون الداخلي للشركة لا يسمح لهم بالعودة، خلافا لما تعرفه شركات طيران تونسية ومغربية التي تسمح بعودة كفاءاتها من الطيارين، وهي الوضعية التي ستسهر النقابة على حلها لضمان استقرار الشركة. بخصوص توجيهات المدير العام بالنيابة السيد بخوش علاش خلال الاجتماع، أشار سغوان إلى أنه كان صريحا مع ممثلي النقابات، مبرزا الوضعية الصعبة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية من منطلق أن كل المسافرين أكدوا عدم رضاهم عن نوعية الخدمات وارتفاع قيمة التذاكر. وبما أن الطيار يعد العمود الفقري للشركة، طالب علاش من ممثلي النقابة تغليب روح الوطنية خلال عملهم اليومي خاصة وأن كل الطائرات تحمل الراية الوطنية ومن ثمة فإن كل الطيارين في مهمات رسمية خلال كل رحلة داخلية أو خارجية. كما تعهد علاش بتطهير الشركة من كل الدخلاء، والعمل على تحسين الظروف المهنية والاجتماعية لأكثر من 450 طيارا، بالإضافة إلى تفعيل العقد المبرم بين شركة الخطوط الجوية الجزائرية والقطرية للطيران لضمان عدم إحداث نزيف في صفوف الطيارين الجزائريين. من جهته، أشار ممثل نقابة المهندسين وأعوان الصيانة السيد بن تومي ل«المساء»، إلى أن اللقاء كان فرصة للحديث عن مشاكل ورشات الصيانة، مع تعهد وزير القطاع بالكشف عن نتائج التحقيق الذي تم فتحه مؤخرا لكشف هوية العمال غير المؤهلين، وكذا المسؤولين عن التوظيف بالمحسوبية في صفوف مصلحة الصيانة وإصلاح الطائرات، مشيرا إلى أن علاقة المصلحة بالإدارة العامة للشركة ستكون مختلفة من خلال مواصلة الحوار مع كل الشركاء الاجتماعيين. يذكر أن بخوش علاش عين كمدير عام بالنيابة على رأس شركة الخطوط الجوية الجزائرية نهاية الأسبوع الفارط خلفا للمدير السابق محمد عبدو بودربالة، وهو التعيين الذي جاء بعد الزيارة الفجائية التي قادت وزير الأشغال العمومية والنقل إلى مصلحة الصيانة وإصلاح الطائرات، ليعلن بعين المكان عن فتح تحقيق موسع في ملف التوظيف لتحديد المسؤولين عن عملية التوظيف العشوائية بهذه المصلحة.