تشهد خنشلة هذه الأيام حركية متزايدة «سياسيا» وإن كانت مألوفة في مثل هذه المواعيد الانتخابية، لكن نكهة البرلمان تأخذ اهتماما خاصا لدى الأعراش. وتستقطب اهتمام الخناشلة بشكل بارز. ولعل تغلغل هذه الظاهرة في عمق المجتمع الخنشلي هو ارتكاز المنتخبين مهما كانت مستوياتهم الثقافية والتعليمية على سند الأعراش. هو الأمر الذي أثر سلبا منذ عقود على التنمية المحلية بالولاية وزاد في تعميق الجهوية بين أفراد المنطقة الواحدة، حيث اعتاد المترشحون والمنتخبون على حد سواء العزف على وتر العروشية واستمالة الهيئة الإنتخابية بشعارات الجهوية والإنتماء القبلي والجغرافي، وأصبح المترشحون نادرًا ما يتنافسون على أساس البرامج الإنتخابية وخدمة مصالح السكان وجلب مشاريع إستثمارية تنموية لولايتهم، رغم أن القوائم النهائية للتشكيلات الحزبية التي ستدخل المعترك الإنتخابي لم تظهر بعد، إلا أن الحملة الانتخابية بدأت باكرا بولاية خنشلة وشرع بعض الأسماء في استمالة مواطني البلديات بقراها وأريافها. «المساء» استطلعت مدى رضا المواطنين عن اختيار المترشحين على أساس «عروشي»، فأكد معظمهم أن هذه الظاهرة سببت لولاية خنشلة نتائج عكسية في المجال التنموي لقد أدى هذا المقياس (العروشية) إلى عدم التوازن التنموي بين بلديات الولاية نفسها، مؤكدين في ذات السياق أن المسؤولية يتحملها المنتخب باعتباره صاحب القرار في اختيار الشخص المناسب لتمثيله وايصال انشغالاته. ولابد على المترشحين أيضا أن تكون لهم القدرة على التعامل مع مختلف الملفات الهامة المتعلقة بمختلف قضايا ومتابعة إنشغالات واهتمامات المواطنين. كما أرجع بعض المواطنين غياب أهم المشاريع الإستراتيجية بخنشلة إلى عدم وجود سياسة التكامل بين المجتمع المدني والاطارات الشابة بولاية خنشلة القادرة على تحمل المسؤولية في اختيار مترشح كفء يمثل ولاية خنشلة وليس منطقة معينة، كلما يتجدد موعد الإنتخابات يرتكز المترشحون لكسب تعاطف الهيئة الإنتخابية على مشاريع كانت ولاتزال حلم الآلاف من المواطنين مثل مشاريع محطة السكة الحديدية والمستشفى الجامعي والمطار والمنطقة الصناعية والأقطاب الفلاحية والبنية التحتية. «المساء» استطلعت في محطتها الأولى بعض الموظفين في أسلاك مختلفة وشباب من حاملي الشهادات الجامعية، في خنشلة الكل يجزم أن ظاهرة «العروشية» وضعف مستوى برامج الأحزاب السياسية وراء عدم نجاح عامة المنتخبين خلال العهدات الإنتخابية التي مثلوا فيها الولاية في المجالس المنتخبة على المستويين المحلي والوطني. الشاب «أحمد» (صاحب 27 عاما متحصل على شهادة ليسانس في العلوم القانونية) يرى أن المواطن وحده من يتحمّل المسؤولية باعتباره صاحب قرار إختيار مترشح عن آخر، دون معرفة محتوى البرنامج الإنتخابي للمترشح، بل يتعمد في اختياراته على معايير الإنتماء الجغرافي والقبلية وهو ما ينعكس سلبا على أداء المنتخبين وعلى قضايا التنمية بالمنطقة. بعض فلاحي الولاية تحدثوا بكل عفوية عن مشاكلهم اليومية وأجزموا على أن ممثليهم لايعرفونهم نهائيا، وأكدوا أن رهان ولاية خنشلة في التنمية مرتبط بالنشاط الفلاحي وهو قادر على خلق الثروة وتوفير مناصب الشغل وتحقيق الإكتفاء الذاتي في كثير من الشعب الفلاحية، لو تم النظر بجدية لمشاكل الفلاحين خاصة ما تعلق بالإمتياز الفلاحي والكهرباء الريفية والسقي الفلاحي. موازاة لذلك، أكد مختص في الإرشاد الفلاحي أن القطيعة بين المنتخبين المحليين والجمعيات الفلاحية وراء تراجع النشاط الزراعي بالمنطقة بعد عجز المجالس المنتخبة على توفير الجو المناسب لتحقيق الإستثمار وخلق أقطاب فلاحية ومصانع تحويلية بكل دوائر الولاية، بين ثنائية ظاهرة لعروشية التي تجذرت في مجتمعنا وبين مستوى المنتخبين يبقى المواطن المسؤول على كامل قراراته، حيث دعت بعض الحركات الجمعوية إلى ضرورة تجاوز هذه المعايير في اختيار المترشحين والتركيز على البرنامج الانتخابي وشخصية المترشح لتحقيق التكامل الذي يجمع بين الإدارة والمجالس المنتخبة للعمل سويا على خدمة مصالح المواطنين وتحقيق التنمية بالولاية. شباب ولاية خنشلة: نريد مترشحا يمثل الولاية وليس عرشا أو منطقة معينة أجمع شباب بولاية خنشلة على ضرورة تفادي اختيار المترشحين على أساس القبلية والإنتماءات الجغرافية، بل وجب على الفئة المتعلّمة والمثقفة أن تعمل على توعية المواطنين والتحسيس بأهمية هذه المواعيد الإنتخابية لاختيار ممثلي الولاية لنقل انشغالاتهم وتطلعاتهم للسلطات المركزية والتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني والسلطات المحلية لتدارك النقائص وخلق جو عام مناسب لتجسيد مختلف البرامج والمشاريع التنموية. بعض الجمعيات الشبانية المحلية أكدت أن بعض المواطنين يسعون وراء تحقيق أهداف شخصية في إطار المصلحة الضيّقة للقرية أو القبيلة التي ينحدر منها المترشح، وعلى هذا الأساس، فإنه من الصعب جدا إقناع الهيئة الإنتخابية بضرورة التمعن جيدا في مختلف البرامج الإنتخابية للمترشحين. من الشباب أيضا من طرح إشكالية مشاركة الشباب في العملية الإنتخابية بدوافع العرش أو القبيلة أو غيرها من الدوافع التي لا ترتبط بالوطنية والإنتخاب كحق وواجب دستوري. ومنهم من يرى أيضا أن الشباب الخنشلي لديه انتماء وطني وهو قادر على تحمل المسؤولية وكان من الواجب عليه أن يشارك في الإنتخابات كناخب أو مترشح كان من الضروري استغلال هذه الفرصة في اختيار النائب الأفضل الذي يمكنه أن يساهم في حل القضايا الإجتماعية خاصة وأنهم أكثر فئة مستفيدة من التغيير نحو الأفضل. وفي حال مشاركتهم السلبية، سيكون هؤلاء الشباب الفئة الأكثر تضررا من وجود نواب «بمستوى ضعيف» غير قادرين على تمثيل ولاية خنشلة، وهو ما يحول دون حل المشاكل والقضايا التنموية والإجتماعية بالولاية. شباب الولاية دعا كافة المواطنين إلى ضرورة توحيد الجهود والمشاركة في العملية الإنتخابية بعيدا عن الإنتماءات والأطر والروابط التقليدية في الإنتخابات. إن لابد أن تكون المشاركة بدوافع وطنية وشعور الإنتماء والحس الوطني باعتبار أن أصوات الناخبين لها قيمة وتأثير وستكون في المصلحة العامة. آخرون يعتقدون بأن هذه الإنتخابات تمثل فرصة تاريخية للشباب لقيادة الولاية وصنع المستقبل والإبتعاد عن معايير العروشية والولاء للقبيلة. الأستاذة هادية يحياوي أستاذة العلوم السياسية بجامعة خنشلة: على الخناشلة التحرر من منطق العروشية اعتبرت الأستاذة هادية يحياوي، أستاذة العلوم السياسية بجامعة خنشلة التركيبة المجتمعية السائدة داخل الدول العربية تشكل فاعلا بالغ التأثير على مجريات الحياة العامة والسياسية لاسيما عندما يتعلق الأمر بالاستحقاقات الانتخابية، ففي المجتمعات الجزائرية ذات الطبيعة العشائرية المتوزعة عبر كافة الأقاليم، تعبر الأعراش عن كريزمات اجتماعية تملك من النفوذ ما يجعلها لاعبا أساسيا في دوائر صنع القرار وهو ما يعبر عنه الوضع في المجتمع الخنشلي الذي يعاني استعصاء التحرر من التفكير العروشي وأنه غير قادر على تجاوزه نتيجة توارثه عبر الأجيال حتى الفتية منها والأسوأ هو إيمان النخب الفاعلة في الانتخابات واعتمادها على العروشية في الحصول على أكبر قدر من مكونات الوعاء الانتخابي. وتعتقد الأستاذة هادية يحياوي من وجهة نظر الاختصاص أن سمو منطق العروشية على منطق الديمقراطية في الانتخابات سيكلف المجتمع تضييع فرص حقيقية للتقدم نحو الخيارات الناضجة الواعية، يمكننا أن نلمس بصمات هذا التفويت فيما يلي «العروشية من مخلفات التفكير الاستعماري. ففي خنشلة انقسم المجتمع إلى عرشين النمامشة والعمامرة لكن ما فتئ يحدث انقسامات داخلية في كل عرش وهو ترجمة لعدم تماسك النسيج العروشي من حيث الإيمان بنفس القيم هذا من شأنه أن يعيق تحديد معايير مشتركة حول المؤهلين للانتخابات. فلقد أضحت العروشية أحد المعايير الرئيسية في تحديد القوائم الانتخابية بعيدا عن المؤهلات العلمية والنضالية الواجب توافرها لتقلد المهام التمثيلية. وأضحت العروشية كذلك شريكا تعترف به السلطة والمؤسسات الرسمية للدولة وتعمل على توظيفه وكسبه لصالحها إذ يضمن لها مدخلا كميا ناجعا. مختصرات 44 قائمة تخوض سباق التشريعيات بباتنة ... نوري على رأس قائمة الأفلان ستخوض 44 قائمة انتخابية بولاية باتنة سباق التشريعيات القادمة، تمثل مختلف التشكيلات السياسية إضافة إلى قوائم حرة على رأسها قائمة الإجماع التي يتصدرها عضو المجلس الشعبي الولائي عبد الكريم بريمة. وبلغ عدد المترشحين لهذه الاستحقاقات أكثر من 610 مترشح دون احتساب الأعضاء الإضافيين عن كل تشكيلة سياسية لتعويض المنتخبين المنتهية عهدتهم بالبرلمان بالغرفة الأولى الذين يمثلون «الأفلان» ب9 مقاعد وحركة «حمس» بمقعدين ومقعد واحد لحركة الإصلاح. وبينما برزت بشكل لافت ظاهرة التمثيل العشائري التي تراهن عليها العديد من الأحزاب لكسب أصوات الناخبين بولاية باتنة، برز اسم الوزير الحالي للسياحة عبد الوهاب نوري على رأس قائمة جبهة التحرير الوطني في وقت عاد فيه الحديث عن إمكانية عودة نبيلة بن بولعيد نجلة الشهيد مصطفى بن بولعيد للترشح مجددا لعهدة جديدة. من جانبه، اختار حزب التجمع الديمقراطي رئيس مكتبه الولائي بلقاسم بركات على رأس القائمة، متبوعا ببري عبد الحق ولخميسي صحراوي رئيس المجلس الشعبي الولائي الحالي، إضافة للبيطرية البرلمانية الحالية نجاة عمامرة التي تصدرت القائمة النسوية. وخلت القائمة من بعض الوجوه التي كانت مرشحة لتبؤ مكانة على غرار نور الدين بلومي، رئيس نائب بالمجلس الشعبي البلدي الحالي وزميله النائب جبالي الطاهر بالمجلس البلدي. أما حزب الوسيط السياسي، فقد تمكن من جمع 4015 توقيعا التي ستسمح له بالمشاركة في هذه الاستحقاقات، معلنا عن اختيار الطاهر سيشي لترأس قائمته بولاية باتنة، يليه كلا من عادل عبد الدائم نائب حالي بالمجلس الشعبي لبلدية عين التوتة عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي والوناس عثامنة في المرتبة الثالثة. وإضافة لقوائم الحزبين القويين «الأفلان» و«الأرندي» سيدخل سباق التشريعيات مترشحون عن حزب التنمية الاجتماعية والأرسيدي والتحالف الجمهوري وحزب العمال وحتى الأحزاب التي توصف بالمجهرية والتي تراهن على عنصر المفاجأة. ❊ ع. بزاعي قبل 12 ساعة من انتهاء المهلة القانونية ... إيداع 10 قوائم رسميا بأدرار شهدت اللحظات الأخيرة من انتهاء المهلة القانونية لإيداع ملفات الترشح لانتخابات الرابع ماي القادم، حركة كبيرة على مستوى مديرية التنظيم والشؤون العامة بولاية أدرار. وإلى غاية أمس تم إيداع 10 قوائم رسميا ملفاتها، فيما تواصل البقية مسابقة الزمن لأجل ضبطها ووضعها في التاريخ المحدد الذي ينقضي في منتصف ليلة اليوم. ومن بين القوائم التي تم رسميا وضعها قائمة الأفلان لمتصدرها علي الهامل، والأرندي لمتصدرها مزوزي أمحمد، وقائمة اتحاد النهضة والبناء والعدالة لمتصدرها مولاي علي، وقائمة الفجر الجديد لمتصدرها ميموني سيدي محمد، وقائمة الحركة الشعبية الجزائرية لمتصدرها مريم بن ديبة وغيرها من القوائم. يُذكر أنه تم سحب حوالي 40 قائمة لملفات الترشح، والكل مع سباق الزمن لإيداع ملفاتهم على غير العادة. كثرت القوائم هذه المرة، منها أربع قوائم حرة للتنافس على خمسة مقاعد مخصصة للدائرة الانتخابية لولاية أدرار. ❊ بوشريفي بلقاسم رجل الأعمال تلي ماضي يتصدر قائمة «الأفلان» بالمسيلة كشف حزب جبهة التحرير الوطني مساء أول أمس، عن القائمة التي يخوض بها تشريعيات الرابع ماي القادم بولاية المسيلة، والتي يتصدرها ماضي التلي، رجل الأعمال وعضو المجلس الشعبي الولائي للعهدة الحالية. وأعرب العديد من مناضلي الحزب العتيد بالمسيلة عن ارتياحهم لاختيار هذه الشخصية، مراهنين على حصد أكبر عدد من المناصب من أصل ال12 مقعدا المخصصة لهذه الولاية. ،، وثامر غضبان يتصدر جبهة المستقبل من جانبها اختارت جبهة المستقبل ثامر غضبان، عسكري متقاعد لترأس قائمتها بولاية المسيلة، حيث راهنت عليه الجبهة لما يحظى به من ثقة في وسط المسيليين إضافة لقاعدته في المنظمة الوطنية لمتقاعدي الجيش التي يعول عليها الكثير خاصة وأنها «أي القاعدة» قد أبدت نيتها في دعمه في هذه التشريعيات. ❊ جمال ميزي والي خنشلة يدعو المواطنين للمشاركة بقوة في الانتخابات دعا والي ولاية خنشلة حمو بكوش، مواطني الولاية إلى المشاركة بقوة في التشريعيات القادمة التي ذكر بأنها واجب وطني يجب علىالجميع المشاركة فيها مؤكدا بأن قوة الدولة تكمن في التزام أبنائها بقوانينها واحترام قرارات المسؤول الأول عنها. وأوضح الوالي لدى إشرافه على توزيع الإعتمادات المالية الممنوحة للأندية الرياضة الناشطة بالولاية أن مشاركة المواطنين بقوة في الاستحقاق المقبل سيكون بمثابة استكمال وضع لبنة أخرى في مسار البناء الذي رسمه رئيس الجمهورية ورسالة واضحة للجميع للوقوف يدا بيد معا من أجل مواصلة هذا التوجه الحكيم. ❊ ع.ز