أكد سفير ايطاليابالجزائر، السيد باسكال فيرارا، أمس، في تصريح ل»المساء» أنه يجري التحضير حاليا لعقد اللجنة المشتركة بين البلدين، نهاية العام الجاري بالجزائر، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن ايطاليا أضحت الشريك التجاري الأول لبلادنا، إلا أن هناك العديد من المجالات الاقتصادية والصناعية التي لم ترق بعد إلى الطموحات المنشودة، مما يقتضي -كما قال- إقامة صيغ جديدة للتعاون تسهم في تطوير الأهداف التنموية للجزائر. فيرارا الذي التقته «المساء» على هامش الندوة التكوينية التي نظمتها وزارة الاتصال لفائدة مهنيي الصحافة بالمدرسة الوطنية العليا للصحافة، وصف العلاقات بين البلدين بالتاريخية، مضيفا أنها مرشحة لأن تكون ممتازة على كافة المستويات بالنظر إلى الإمكانيات التي تزخر بها إيطالياوالجزائر. كما أوضح أن اجتماع الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي الجزائري - الإيطالي الذي عقد مؤخرا بالجزائر، أثمر نتائج مهمة على مستوى المسائل الأمنية والتعاون الاقتصادي، فضلا عن إقامة اتصالات مباشرة مع مختلف الهيئات الجزائرية. مضيفا أن التعاون الجزائري-الإيطالي في مكافحة الإرهاب من شأنه أن يعطي نتائج ملموسة. السفير الايطالي قال إنه على الرغم من أن بلاده أضحت أول شريك تجاري للجزائر، إلا أن ذلك يظل غير كاف بسبب عدم استغلال كافة الإمكانيات المتاحة، ومن منطلق أن هناك العديد من القطاعات الإستراتيجية التي تراهن إيطاليا على الاستثمار فيها ببلادنا ولم تبت فيها بعد، على غرار الطاقات المتجددة والتكوين وخلق شراكة في المجال الصناعي، مشيرا إلى أنه لم يتم بعد تحقيق الأهداف المرجوة منها. الشأن نفسه بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي يرى أنها قطعت خلال السنوات الماضية أشواطا كبيرة بين البلدين، مؤكدا أن الحكومة الجزائرية أبدت إرادة قوية لتطوير مناخ الاستثمار لإنشاء المؤسسات من خلال إجراءات تسهيل منح القروض وتبادل التجارب. وأوضح أن روما أولت منذ سنوات طويلة أهمية لهذا القطاع الذي ساهم في بناء الثروة الاقتصادية لايطاليا بنسبة 70 بالمائة. فيما يتعلق بحجم التبادل التجاري بين البلدين أوضح السفير انه متوازن وتجاوز 9 ملايير دولار في نهاية 2016. حلمي الكبير إنشاء أوبرا بالجزائر العاصمة فيرارا يراهن أيضا على قطاع الثقافة لتعزيز التعاون الثنائي مع الجزائر الذي يظل في أدنى مستوياته، مشيرا إلى أن بلاده ليست قوة عسكرية وأنه على الرغم مما تزخر به من إمكانيات اقتصادية، إلا أن قوتها الحقيقية تكمن في قطاع الثقافة. في هذا السياق، كشف لنا السفير الايطالي الذي استلم منذ أشهر فقط أوراق اعتماده ببلادنا عن التزامه الشخصي القوي لدعم كل المبادرات في هذا المجال سواء في الموسيقى والمسرح والفن بشكل عام لتشجيع التبادل الثقافي بين شباب البلدين. السيد فيرارا لم يتردد في التأكيد على العمل على تحقيق حلم لطالما راوده منذ تعيينه في الجزائر وهو إنشاء أوبرا في الجزائر العاصمة، مستطردا في هذا الصدد «أتمنى تحقيق ذلك إنه التزام شخصي،، نحن نعمل على تقديم اقتراحات وأفكار ودراسات أولية في هذا المجال». للجزائر دور هام في التقريب بين الفرقاء الليبين فيما يتعلق بالأزمة الليبية، أكد السفير الايطالي على وجود تطابق في مواقف البلدين بخصوص استبعاد التدخل العسكري في هذا البلد، مع ضرورة البحث عن حل سلمي وتشجيع الحوار بين مختلف أطياف المجتمع الليبي والشخصيات السياسية، مضيفا أن بلاده تدعم بقناعة جهود الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق وطني شامل بين كافة الفرقاء. كما أوضح أن هذا الاتفاق من شانه أن يشكل أرضية تسمح لليبيين بإيجاد حل للأزمة التي تشهدها بلادهم، كما أنه بإمكانهم إدخال التعديلات التي يرونها ضرورية من أجل الوصول إلى الحل المنشود. السفير الايطالي أكد أن للجزائر دور هام في التقريب بين هذه الأطراف ووضع حد للفوضى والتدهور الأمني الذي تعيشه ليبيا، مما يولد حتما الإرهاب ويهدد امن دول الجوار، مشيرا إلى أن بلاده تعتبر نفسها دولة جارة لليبيا وتعمل مع الجزائر لمجابهة التحديات الأمنية التي يعرفها الحوض المتوسطي، على غرار مسالة الهجرة غير الشرعية التي يعمل البلدان على درئها.