لم يتمكن الحاج روراوة، أول أمس، من الحفاظ على مقعده داخل اللجنة التنفيذية لكرة القدم في عهدة جديدة تبدأ هذا الشهر وتنتهي عام 2021. الجمعية العامة الانتخابية التي انعقدت باديس أبابا يوم الخميس، أعطت الفوز الكاسح للمغربي فوزي لقجع ب41 صوتا مقابل 7 أصوات فقط للحاج روراوة. رئيس (الفاف) المنتهية عهدته التي بدأها ضمن اللجنة التنفيذية للكاف في جانفي 2004 بتونس لمنطقة شمال إفريقيا، على هامش كأس إفريقيا للأمم، فيما يبدو تحرك مؤخرا في حملته الانتخابية الإفريقية، حيث كان منشغلا بمتاعب داخلية على رأس (الفاف) لم تيسر له طريق التنقل بين الفدراليات الإفريقية لكسب الدعم، على غرار منافسه رئيس الاتحاد المغربي الذي حظي بدعم قوي من الملك محمد السادس شخصيا، ومن وزير الرياضة المغربي خلال ماراطون الملك داخل البلدان الإفريقية، حيث كان فوزي لقجع من المرافقين ومن أعضاء الوفد. هذا المقعد داخل اللجنة التنفيذية للكاف يشكل موقعا متقدما في سلطة القرار الإفريقية في مجال كرة القدم، ومنطلقا نافذا للحسم وحتى لتوجيه القرارات، إذ انتزعه المغربي فوزي لقجع في سباق ثلاثي مع الحاج روراوة والليبي أنور الطشاني الذي انسحب من السباق. إخفاق الحاج روراوة في الاحتفاظ بعضويته داخل اللجنة التنفيذية للكاف، وإن كان له تأثير نفسي كبير ربما على معنويات رئيس (الفاف) وعلى الجزائريين، وتحديدا الرياضيين الذين يفقدون موقعا نافذا لكرة القدم الجزائرية داخل الكاف، فإنه لم يفاجئ المحللين الذين توقعوا هذه الهزيمة منذ مدة لأسباب مختلفة، ولعل أبرزها متاعب الرجل على رأس (الفاف) منذ كأس إفريقيا للأمم الماضية، والنتائج الهزيلة للمنتخب الوطني التي خيبت الآمال والتوقعات، وتم تحميلها مباشرة إلى الحاج روراوة دون سواه، بمبررات كثرة تغيير المدربين والاعتماد كلية على المحترفين وإهمال المحليين. ضغوطات وحملات تتواصل إلى يومنا هذا جعلت محمد روراوة، يذهب إلى معركة اللجنة التنفيذية «وحيدا». يكفي أن نلاحظ أن منافسه المغربي حظي بدعم كبير من حكومة بلاده وملكها، شكل دعما مباشرا في هذه المعركة الرياضية، حيث تنقل فوزي لقجع إلى أديس أبابا مدعوما بوفد كبير من أعضاء مكتبه الفدرالي المغربي، وحتى بدعم من وجوه دبلوماسية مغربية نافذة. في المقابل تعدد الجبهات «المضادة» للحاج روراوة داخليا سواء في خلاف مباشر مع وزير الشباب والرياضة، أو مع بعض وسائل الإعلام أو رؤساء نوادي ورياضيين سابقين. المؤكد الوحيد أن تضييع رئيس (الفاف) لمقعده في اللجنة التنفيذية للكاف عن منطقة شمال إفريقيا، سيكون خسارة للجزائر وللكرة الجزائرية على الخصوص، حتى وإن كان هذا السباق رياضيا في ظاهره فإن القراءات غالبا ما تكون سياسية. عدم ترشح الحاج روراوة لعهدة جديدة على رأس (الفاف) وكذا خسارته لمقعد في الكاف قد يفتح له اختيارا كان يروج له منذ مدة في السر والعلن، على أنه سيتولى منصبا استشاريا في لجنة التحضير لكأس العالم بقطر، بعد عرض قدمه له الأمير شخصيا. لكن في الختام يمكن استنباط أن خروج روراوة من (الكاف) كان أيضا نهاية مرحلة عيسى حياتو، وبداية تجديد للوجوه في الكاف، رغم ما نعرفه من خلافات الرجلين(حياتو وروراوة)، إلا أنه يمكننا القول بأن حياتو جرف معه كل من عمل معه. تأجيل انتخابات المقعد الحر للفيفا عن إفريقيا إلى ماي المقبل قررت الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، المنعقدة أول أمس، في أديس أبابا، تأجيل الانتخابات على المقعد الحر للاتحاد الدولي عن إفريقيا، والذي يترشح له هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري للعبة. ومن المرجح أن تقام الانتخابات على المقعد في شهر ماي المقبل، على هامش اجتماعات الاتحاد الدولي المقرر انعقادها في البحرين. جاء قرار التأجيل أول أمس الخميس، لإتاحة الفرصة أمام مرشحين جدد للتقدم على نفس المقعد، بعد استبعاد (الفيفا) لمرشحين اثنين عليه، ثم موافقة المكتب التنفيذي للكاف على انتقال ترشح أبو ريدة عليه.