أجمع المشاركون في الملتقى الدولي حول أفضل الممارسات الجهوية للتكفل بالمحبوسين وإعادة إدماجهم الذي نظم أمس، بالعاصمة، على أن التجربة الجزائرية في مجال التكفل بالمحبوسين أصبحت بمثابة تجربة مرجعية يمكن أن تقتدي بها الدول في إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط لما حققته من نتائج ايجابية ساهمت في تقليص عدد المحبوسين وإعادة إدماج العديد منهم في المجتمع. كما ثمّن ممثل الأممالمتحدة للتنمية النتائج المحققة التي جعلت الجزائر دولة رائدة في مجال التكفل بنزلاء المؤسسات العقابية. وزير العدل حافظ الأختام، أكد في كلمة ألقاها نيابة عنه المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج مختار فليون، أن الجزائر حققت نتائج ايجابية في مجال إعادة الإدماج الاجتماعي للمساجين وحماية حقوق الإنسان والتعاون مع ممثلي المجتمع المدني، مضيفا أن هذه الحصيلة الإيجابية جعلت برنامج الأممالمتحدة للتنمية ومنظمات دولية أخرى يتقاسمان التجربة الجزائرية التي يمكن لها أن تكون نموذجا للدول التي تسعى إلى تحسين الظروف في مؤسساتها العقابية وذلك في إطار التعاون جنوب-جنوب. وذكر لوح في كلمته بالإصلاحات الجذرية التي قامت بها الجزائر في هذا المجال من خلال تعديل قانون الإجراءات الجزائية لاسيما المثول الفوري والسوار الإلكتروني الذي يعد بديلا للحبس المؤقت، والذي سيدخل حيز التنفيذ قريبا بعد المصادقة عليه وكذا العمل للنفع العام المطبق منذ سنة 2009 والتي عززت قرينة البراءة. كما ذكر أيضا بالنتائج المحققة في مجال التربية والتعليم والتكوين المهني وإعادة الإدماج التي تتكفل به المصالح الخارجية لإعادة الإدماج وتوفير عمل للمحبوس بعد الإفراج، حيث تم تسجيل 42.433 محبوسا خلال الموسم الجاري لمواصلة الدراسة بمختلف الأطوار من بينهم 34.037 في التعليم عن بعد و1150 في التعليم العالي و7246 يدرسون بأقسام محو الأمية، فيما تم إعادة إدماج 7504 مفرج عنهم في مختلف البرامج التي توفرها وكالات التشغيل. ممثل لبرنامج الأممالمتحدة للتنمية بالجزائر ايريك اوفيرفيست، ثمّن من جهته التجربة الجزائرية في مجال إعادة الاندماج الاجتماعي للمساجين والتكفل بالمحبوسين أثناء قضاء فترة العقوبة ومرحلة ما بعد الإفراج، مستدلا بتطور عدد الناجحين في الامتحانات الوطنية المسجلين في المؤسسات العقابية لا سيما شهادة البكالوريا التي تمكن 1770 سجينا من إفتكاكها في دورة جوان 2016 مقابل 86 ناجحا سنة 2003، كما ارتفع عدد الناجحين في شهادة التعليم المتوسط إلى 4917 ناجحا في 2016 مقابل 62 ناجحا في 2003 فضلا عن المشاركة الفعالة للمجتمع المدني. وشاركت في الملتقى كل من موريتانيا وتونس والنيجر وتشاد ومالي ولبنان عكفوا على تقديم تجارب بلدانهم قبل الخروج بتوصيات يتم من خلالها تحديد أفضل السبل لتحسين التكفل بالمحبوسين ثم الإعلان عن اعتماد» بيان الجزائر»حول إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين. أكثر من 1500 مسجون متمدرس استفادوا من الإفراج المشروط كشف مختار فليون، مدير إدارة السجون في تصريح على هامش الملتقى أن أزيد من 1500 نزيل في المؤسسات العقابية استفادوا من إجراء الإفراج المشروط، وهو العدد المرشح للارتفاع بارتفاع عدد الناجحين في كل سنة في مختلف الامتحانات الوطنية. وحسب المتحدث فإن الأولوية في هذا الإجراء تعطى لمن حققوا نتائج جيدة تشجيعا لهم ولتسهيل إدماجهم في الحياة العملية. وبخصوص عدد المترشحين لنيل شهادة البكالوريا المسجلين بالمؤسسات العقابية لدورة 2017 كشف فليون، أن عددهم يفوق 3400 مترشح فيما يبلغ عدد المسجلين لإجراء امتحان شهادة التعليم المتوسط أكثر من 7000 مترشح.