استقبل الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، بالجزائر العاصمة، وزير الشؤون الخارجية النرويجي بورج برند، الذي يقوم بزيارة عمل للجزائر، حسبما أفاد به بيان لمصالح الوزير الأول. وسمح اللقاء الذي جرى بحضور وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، ب»بحث العلاقات الثنائية التي يتعين توطيدها»، حسب نفس المصدر. وفيما يتعلق بالجانب الاجتماعي الاقتصادي « أعرب المسؤولان عن ارتياحهما لوضعية التعاون وآفاق تطويره في العديد من القطاعات». كما تطرق الطرفان إلى القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تبادلا وجهات النّظر حول آفاق تطورها. بدوره استقبل وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة نظيره النرويجي، وأكد الجانبان على «الآفاق الواعدة» للتعاون بينهما. وصرح السيد لعمامرة، للصحافة عقب اللقاء أن «العلاقات الجزائرية-النرويجية ودية وتتميز بالاحترام المتبادل، فالنرويج بلد مهم في المجال الطاقوي والنقل البحري وهناك آفاق واعدة للتعاون الثنائي لاسيما في ميدان الطاقة وتجهيز الموانئ». كما أشار إلى أن الجزائر تأمل في أن تقوم المؤسسات النرويجية النشطة في مختلف المجالات «بمزيد من الاستثمارات»، مضيفا أن مشاريع اتفاقيات تعاون بين البلدين توجد في طور الدراسة. أما على الصعيد الإقليمي فقد أوضح السيد لعمامرة، أن النرويج تثمّن «الدور الريادي» للجزائر في مجال السّلم والأمن في المنطقة وجهود الوساطة الحالية وفي مالي وكذا في مكافحة الارهاب، واستعدادها لتقاسم تجربتها في القضاء على هذه الآفة العابرة للأوطان. وأكد أن «التواجد الدبلوماسي للنرويج في مالي وعلى مستوى وحدات بعثة الأممالمتحدة في مالي (مينوسما) يشكّل دعما نوعيا لا يسعنا إلا أن نرحب به»، مشيرا إلى التعاون «الوثيق» الذي يربط النرويج بالاتحاد الإفريقي، وأعرب عن إرادة الجزائروالنرويج في تعزيز العلاقات بين بلدان الشمال والبلدان الإفريقية. كما تم التطرق إلى القضية الفلسطينية والأزمة في سوريا وآخر تطورات القضية الصحراوية. وأوضح في هذا السياق أن الجزائروالنرويج يرحبان بمصادقة مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي، على اللائحة المتضمنة تمديد عهدة بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء بالصحراء الغربية (المينورسو). من جانبه أكد السيد براند، أنه أجرى محادثات «جد هامة» مع السيد لعمامرة، حول عديد المواضيع لاسيما المتعلقة بتعزيز التعاون الثنائي، مشيرا إلى «التعاون الوثيق» الذي يربط البلدين في مجال الطاقة والطاقات المتجددة والمجال البحري. النرويج تشيد بجهود الجزائر وتفتح سفارتين بماليوتونس إقليميا أشاد وزير الخارجية النرويجي بالجهود التي بذلتها الجزائر والتي مكّنت في 2015 من التوصل إلى اتفاق السلام والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر، وأعلن في هذا الصدد أن بلاده تنوي فتح سفارة بباماكو، معبّرا عن استعداد النرويج لتقديم المساعدة للحكومة المالية في مسارها التنموي لاسيما في شمال مالي. وخلص السيد براند، في الأخير إلى الإعراب عن إرادة بلاده في فتح سفارة بتونس بهدف تعزيز التعاون مع تونس وجميع بلدان المنطقة التي تتوفر على «إمكانيات كبيرة». كما استقبل المسؤول النرويجي أمس، من طرف وزير الطاقة نور الدين بوطرفة، الذي تطرق معه لفرص العمل والاستثمار وطرق تبادل التجارب بين البلدين تدعيما للعلاقات الثنائية بينهما خاصة في المجال الطاقوي. وحسب بيان لوزارة الطاقة فإن السيد بوطرفة، قدم عرضا عاما للسياسة الطاقوية الوطنية والفرص المتاحة في المنبع البترولي والغازي، وكذا في الصناعات البتروكيماوية والصناعات التحويلية. وشدد الوزير حسب البيان على إرادة الجزائر للعمل من أجل تثمين أفضل لمواردها في مجال المحروقات واستكشاف واستغلال إمكانياتها التعدينية، كما أبرز مشاريع الشراكة التي يمكن عقدها مع الطرف النرويجي في مجال الطاقات المتجددة ببلادنا، لاسيما عبر المشاركة في المناقصة المتعلقة بإنتاج أكثر من 4000 ميغاواط من الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية، إضافة إلى مشروع إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء عن طريق طاقة الرياح. كما تطرق الجانبان إلى مشاريع الشراكة بينهما الحالية والمستقبلية بين سوناطراك وستاتويل لاسيما في مجال الاستكشاف وتثمين الأحواض النفطية والاستكشاف النفطي في البحر. من جانبه عبّر الوزير النرويجي عن رضاه بمستوى علاقات التعاون بين البلدين في المجال الطاقوي خصيصا، مشيرا إلى ضرورة تعزيز التعاون بين سوناطراك وستاتويل الذي يعد «جد هام»، معبّرا عن اهتمامه بالتعاون مع الجزائر في مجالات طاقوية أخرى مثل الطاقات البديلة والاستكشاف في البحر.