حافظ الأفلان على تواجده وعزّز الأرندي رصيده في التشريعيات بالبويرة، فيما خابت تطلّعات أحزاب عديدة، في الوقت الذي طفت حظوظ أحزاب أخرى إلى السطح فصنعت المفاجأة، ليتقاسم 5 أحزاب فقط «كوطة» الولاية من مقاعد البرلمان، من أصل 17 حزبا صال وجال خلال الحملة الانتخابية، لاستمالة أصوات أزيد من 515810 ناخبا، حيث تقاسم «الأفلان» و«الأرندي» الأغلبية بعد أن تحصلا على حصة متساوية، بلغت 3 مقاعد لكل حزب، فيما حصد «الأفافاس»، «الوفاق الوطني» و«التحالف الوطني الجمهوري» مقعدا واحدا لكل حزب. خابت رهانات أحزاب عديدة تحدثت عنها خلال الحملة الإنتخابية، فكانت نتائج الإنتخابات صادمة لها، على غرار حزب الحركة الشعبية الجزائرية، الأفافاس، الأرسيدي، تاج وحماس، حيث تقهقر حسبما كان متوقعا رصيد الأفافاس بمجموع 6228 صوتا و 5957 صوتا للأرسيدي، سبقهما تحالف جبهة التغيير بمجموع 6637 صوتا في الوقت الذي نزل حزب العمال إلى 3336 صوتا وتلاه تاج بمجموع 2974 صوتا، وكانت المفاجأة بعد أن احتل الوفاق الوطني المرتبة الثالثة بمجموع 8076 صوتا ورفعت أصوات 6637 ناخبا التحالف الوطني الجمهوري الذي تتصدّره امرأة إلى المرتبة الرابعة. حرق صناديق الإقتراع أقدم العشرات من الشباب الغاضب ببلدية صحاريج بأعالي أمشدالة، على حرق وتحطيم صناديق الاقتراع عبر 4 مراكز من بين 6 مراكز اقتراع على مستوى البلدية، منها مركزان بالبلدية مركز وآخر بقرية آث ولبان وكذا مركز قرية مزارير. كما استيقظت قرية رافور بأمشدالة، على وقع أحداث شغب حالت دون وصول صناديق الاقتراع إلى المركز الذي تم إغلاقه منذ ليلة الأربعاء إلى الخميس، قبل أن يقدموا على غلق الطريق الوطني رقم 26 المؤدي إلى القرية، مستعملين العجلات المطاطية والحجارة، فيما تمكن تدخل الأمن من تحويل عملية التصويت إلى مركز ثانوية نصر الدين المشدالي بعد الظهيرة. من جهتها، شهدت بلدية أحنيف هي الأخرى، عمليات تخريب لصناديق الاقتراع بمركز حمداش رحال بقرية إيغرم، ومركز بوراوي بآث منصور، إلى جانب مركز قرية ذراع الخميس بمدينة البويرة قبل أن يتم تجديد صناديق الاقتراع، فيما أغلق شباب العجيبة منفذ الطريق السيّار تعبيرا عن رفضهم للانتخاب، لتستأنف العملية الانتخابية بعد تدخل عناصر الأمن. كما حاول بحيزر بعض النشطاء السياسيين، منع أفراد من عناصر الجيش من التصويت قبل أن يتدخل منتخبون محليون وترتفع المشاركة عبر مختلف بلديات المنطقة الشرقية لتصل في حدود الساعة الرابعة والنصف إلى 15 % بعدما كانت لا تتجاوز عند بدايتها 2 %، وهو ما شاهدته أمشدالة التي ارتفعت بها نسبة المشاركة من 1 % إلى أزيد من 14% بعد تجديد الصناديق وإعادة فتحها. شباب تاغزوت يحتج اختار العشرات من سكان بلدية تاغزوت الواقعة شمال شرق البويرة، يوم الاقتراع للاحتجاج تعبيرا عن معاناتهم وجملة من النقائص التي يواجهونها خاصة أزمة السكن، حيث أقدموا على إضرام النار في العجلات المطاطية أمام مقر البلدية، رافضين الانتخاب والإدلاء بأصواتهم قبل أن يتدخل عقلاء المنطقة لإخماد ثورتهم وإعادة المياه إلى مجاريها. في سياق متصل، جرت العملية الانتخابية ببلديات غرب وجنوب الولاية في ظروف عادية، ميّزها إقبال محتشم في الصبيحة قبل أن ترتفع المشاركة مساء على عادة سكان الولاية والعنصر النسوي الذي يفضل الخروج بعد الظهيرة، فيما عرفت بلدية عين العلوي محاولات للتشويش على العملية قبل أن يعود الصحو الذي عادة ما يميز الانتخابات بهذه المنطقة في الوقت الذي سجلت فيه عدة تجاوزات منها ما عرفه مركز التصويت بسيدي يحيى بعين بسام، فيما أشارت الإحصائيات إلى أن الإقبال كان محتشما مقارنة بالانتخابات السابقة. سعيدة ...القوائم الحرة تحدث المفاجأة بلغت نسبة المشاركة في التشريعيات بولاية سعيدة 42،63 % وهذا عند غلق مكاتب الإقتراع، حيث وصلت في حدود الساعة 10 صباحا عند نسبة 4،81٪ لتنتقل عند الساعة الرابعة مساء إلى 29،69 ٪. للإشارة فإن النسبة المئوية الكبيرة سجلت بدائرة الحساسنة، حيث وصلت إلى 50٪، بينما كانت في حدود 36،89٪ عند منتصف النهار ببلدية مولاي العربي، لتصل في حدود الساعة السادسة مساء بلدية الولاية إلى 35،02٪. وحسب النتائج الرسمية التي وصلتنا من مقر الولاية، فقد أحدثت القائمتان الحرتان المفاجأة بحصدهما لمقعد لكل واحد منهما لتتحصل الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية على مقعد واحد فيما تقاسم الغريمان الأفلان والأرندي المقعدين المتبقيين من حصة الولاية المقدرة ب5 مقاعد. للتذكير، قدر عدد المصوتين بولاية سعيدة ب11311 ناخبا من مجموع كتلة ناخبة مقدرة ب235348 مسجلا. بسكرة ....تراجع الأحزاب وتصدّر القوائم الحرة أحدث حاج لعروسي كريد عن حزب الكرامة وديديش متصدر قائمة جبهة المستقبل المفاجأة في الانتخابات التشريعية ببسكرة وأسقطا كل التكهنات التي راهنت على الأحزاب الثقيلة، رغم حصول إبراهيم ساعو متصدر القائمة الحرة «نداء الأوفياء» ورئيس اتحاد بسكرة ومحبوب أنصار الخضراء، على مقعد البرلمان، إلا أن التوقعات كانت تشير إلى حصد قائمته أكثر من مقعدين. أما مسعود عمراوي، متصدر قائمة التحالف الإسلامي، فقد فشل في الوصول إلى عضوية البرلمان، رغم توقعات إمكانية حصوله على مقعد واحد. على صعيد متصل، سجّلت تشريعيات 4 ماي ببسكرة، تراجع «الأفلان» الذي حصل على مقعدين فقط عادا لوزير المالية السابق محمد جلاب والطبيبة الوردي سامية، وهو حال الأرندي الذي بدوره لم يتمكن من استمالة الناخبين، وتحصل على مقعدين فقط. أما تحالف حمس، فلم يتمكن من اجتياز عتبة مقعد واحد رغم التوقعات التي تحدثت عن عودة الإسلاميين، وإمكانيات حصول قائمة عمار موسى على أكثر من مقعدين، والأمر كان متوقعا بالنسبة لتحالف العدالة والنهضة والبناء، المتحصل على مقعد. للإشارة، فإن عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في هذا الاستحقاق بلغ أكثر من 195 ألف منتخب، من مجموع 472 ألف مسجل ضمن القائمة الانتخابية، بنسبة مشاركة تقدر ب 41.44 %، كما جرت العملية الانتخابية في ظروف عادية. معسكر ...الصدمة في «الأفلان» والمفاجأة لدى حزب العمال صدمة كبيرة في بيت جمال ولد عباس بولاية معسكر، الذي لم يتمكن من تحقيق حلمه واكتفى بأربعة مقاعد من بين 10 رغم الإمكانيات الهائلة التي وفرها في حملته الانتخابية التي مست كل شبر من تراب الولاية. حزب الأفلان بهذه النتيجة يكون فعلا بحاجة إلى إعادة ترتيب بيته بمعسكر الذي اهتز بشدة بعد الإعلان عن قائمة المترشحين للإنتخابات التشريعية والتي دفعت بالعديد من مناضليه وإطاراته إلى الجلوس جانبا والتفرج من دون المشاركة في الحملة الانتخابية. من جهته، فاجأ حزب أحمد أويحيى بإحرازه مقعدين بعد أن كان ينظر إليه أنه على اختفى برحيل الناطق الرسمي السابق للحزب، المرحوم ميلود شرفي، خصوصا بعد الهزة العنيفة التي مزقت تماسك الحزب بالولاية نتيجة لإنهاء، قبيل التشريعيات، مهام الأمين الولائي وتنصيب آخر مكانه. حزب عمارة بن يونس، الذي تحصل خلال تشريعيات 2012، على ثلاثة مقاعد لم يتمكن هو الآخر من المحافظة عليها، حيث تحصل هذه المرة على مقعدين فقط وهو الذي كان يسعى لبلوغ خمسة مقاعد. حركة مجتمع السلم لم تتمكن من إحداث المفاجأة من خلال محافظتها على مقعدها الوحيد وهذا رغم الوعاء الانتخابي المعتبر الذي تتوفر عليه بمعسكر. المفاجأة غير المنتظرة جاءت من حزب لويزة حنون الذي تحصل على مقعد بفضل الشعبية التي يتميز بها متصدر قائمة الحزب، بن اعمر بن دوخة، في منطقة غريس الفلاحية وما جاورها. وبخصوص نسبة المشاركة، لم تتمكن الولاية من المحافظة على ما سجلته خلال تشريعيات 2012 حيث بلغت النسبة آنذاك 50,73 بالمائة وهي النسبة التي انخفضت هذا العام إلى 48,89 بالمائة وهذا رغم المجهودات التي بذلتها السلطات الولائية في حث المواطنين على الذهاب إلى صناديق الإقتراع. للإشارة، من مجموع 552538 مواطنا مسجلا في القوائم الإنتخابية سجل إدلاء 270145 مواطنا بصوته. وما تجدر الإشارة إليه، أن بلدية سيدي عبد القادر بن جبار، البعيدة عن عاصمة الولاية بحوالي 45 كلم، سجلت أعلى نسبة مشاركة عبر التراب الوطني من خلال تسجيلها لنسبة 98,02 بالمائة.