كشف الباحث نصر الدين حمودة خلال الورشة العلمية المنظمة أمس، بكراسك وهران أن 3.5 ملايين شاب عاطل عن العمل بالجزائر منذ مدة تزيد عن 6 سنوات وتتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة، لا يتجاوز مستواهم الدراسي الطور المتوسط، ثلثا هذا العدد بنات أغلبهن لا يقمن بمبادرات للبحث عن عمل، وهو ما يتطلب من السلطات العمومية الاهتمام بهذه الطاقة البشرية غير المستغلة للتكفل بها من خلال مساعدتها في الولوج إلى سوق العمل لتصبح قيمة مضافة. وهو ما كشفته نتائج الدراسة الميدانية التي قام بها فريق بحث بمركز البحث في الانتربولوجيا الثقافية والاجتماعية بالعاصمة بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وانتهت شهر مارس الفارط والتي أسفرت كذلك عن إحصاء 11 مليون شاب جزائري تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة، يمثلون ربع عدد السكان بالجزائر مقسمة بين فئة دخلت سوق الشغل وفئة لا تزال في طور الدراسة والفئة الثالثة عاطلة عن العمل وهي التي أراد من خلالها المتدخل أن يسلط عليها الضوء. كما شملت هذه الدراسة 5 بلدان عربية متوسطية وهي الجزائر، تونس، المغرب، مصر ولبنان، بالتعاون مع الإتحاد الأوروبي، ومست 10 آلاف شاب من كل بلد يتراوح سنهم ما بين 15 و29 سنة، وزعت عليهم استمارة موحدة في عدة مجالات اجتماعية منها المحيط الذي يعيش فيه والمسار التعليمي، وضعيته فيما يخص اندماجه في سوق العمل والجانب الثقافي للشاب. وتم خلال ورشة العمل عرض التجربة الجزائريةالتونسية حول سيرورة إدماج خرجي الجامعات في سوق العمل والكشف عن نتائج الدراسة التي أنجزت حولها ومست 1000 شاب جامعي من مدينتي وهران واريانة التونسية، والتي أسفرت عن العديد من النتائج أهمها أن سوق العمل بالجزائر يعتمد على التأهيل وليس الكفاءات، حسبما أكده الأستاذ فؤاد منور باحث دائم بمركز كراسك وهران. فيما أضاف أنالشهادات الجامعية لا تحمل نفس الحظوظ للاندماج المهني، هناك شهادات لها قيمة كبيرة في العملية التوظيفية دون الحديث عن نوعية التكوين وهناك شهادات أخرى نوعية التكوين تعتبر عائقا في الإدماج أغلبية حاملي الشهادات الجامعية يتجهون في عملية إدماجهم لقطاع الخدمات بنسبة 65 % من الشباب الذين تحصلوا على شهادات جامعية 2009 إلى 2015 وخضعوا للدراسة متواجدون في قطاع الخدمات على حساب قطاعات حيوية أخرى، مثل الزراعة أو الصناعة والأشغال العمومية التي تسجل نسبة قليلة جدا، كذلك يعتمد سوق العمل في الجزائر في الانتقاء على الجنس، حيث يظلم الشابة الجامعية لا يساوي بينها وبين الشاب في عملية الانتقاء. بينما أرجع الأستاذ عبد الستار السحباني رئيس الوفد التونسي في المشروع الجزائريالتونسي، سبب هشاشة سوق العمل ببلدان المغرب العربي، إلى عدم تمحور البرامج التعليمية والتكوينية مع متطلبات سوق الشغل، حيث اعتبر نسبة كبيرة من خرجي الجامعات لم يشتغلوا في التخصصات التي درسوها، لأن التكوين حسبه لم يكن الآلية الأساسية لتوفير شروط الاندماج في سوق الشغل، لذلك يرى الحل في المراجعة والمعالجة للمنظومة التربوية والتعليمية بشكل جذري للحد من أهدار الاستثمارات الكبيرة التي تنفقها الدولة وكذا الأسر من أجل تكوين وتعليم أبنائها.