طالب وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي، عدم تجزئة التاريخ الجزائري من خلال إنتاج أفلام عن شخصيات تاريخية معينة وتجاهل أخرى، مضيفا أنه يجب تناول شخصيات من العصر النوميدي إلى يومنا هذا، بغية التعرف أيضا على مختلف المراحل التاريخية التي عرفها البلد. وأضاف الوزير خلال تدخله في اليوم الدراسي حول "الثورة الجزائرية بالصورة والضوء" الذي احتضنه مجلس الأمة، أمس بحضور رئيسه وعدد من السيناتورين والمجاهدين والفنانين، أنه ليس من السهل أبدا تناول سيرة شخصية ما نظرا لندرة الكتابات حولها، مقدما مثالا عن فيلم "ابن باديس" الذي قال إن عملية الوصول إلى المعلومات الفريدة التي تمس الحياة الشخصية والعائلية لهذه الشخصية الفذة لم يكن يسيرا، علاوة على تسليط الضوء على الجوانب الاجتماعية السائدة في تلك الفترة. كما تطرق الوزير إلى تجربته في كتابة سيناريو فيلم "أحمد زبانة" ومسلسل "لالة فاطمة نسومر"، مبينا صعوبة المهمة وكيف أنه بحث مطولا في محيط عائلة وأصحاب زبانة. وفي هذا السياق، تناول المخرج أحمد راشدي تجربته في كتابة وإخراج الأفلام التاريخية، قائلا أنه من بين 200 فيلم جزائري تم إنتاجه إلى اللحظة، لا نجد أكثر من عشرة أفلام تاريخية، مضيفا أنه وفق توصيات رئيس الجمهورية، تم إنتاج العديد من الأفلام التاريخية في المدة الأخيرة، لينطلق في سرد تجربته في كتابة وإخراج فيلم "مصطفى بن بولعيد"، معتبرا أنه كان من الصعب التقاط معلومات حول هذه الشخصية، نظرا لغياب كتابات عنها وكذا احتفاظ أقربائه بالوثائق الخاصة بها. وأضاف راشدي أن أي فيلم تاريخي يحمل جانبا من الخيال وكذا تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية، حيث أنه أبرز وفي مدة ثلاث دقائق، حب بن بولعيد لزوجته، وهو ما سبب له العديد من الانتقادات، وكأن شخصية كبيرة لا يمكن أن تملك قلبا حنونا ومحبا. من جهته، عرّج الناقد السينمائي أحمد بجاوي إلى بدايات الفن السابع الجزائري وكيف أن الصورة مكنت جزائريين من حمل رسالتهم إلى كبرى دول العالم، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية. كما تحدث أيضا عن إنشاء خلية للإنتاج السينمائي لخدمة الثورة التحريرية بتونس سنة 1957، وكذا عن تكليف مجاهد من كل كتيبة لالتقاط صور عن الجهاد وإرسالها إلى تونس بعد أن كان العديد من المجاهدين يقومون بالمهمة، وهو ما شكل خطرا على أمنهم في حالة اكتشاف الصور من طرف المستعمر الفرنسي. تحدث بجاوي إلى المكلف بالحملة الرئاسية للرئيس الأمريكي جوان كينيدي، وكيف أنه غير رأيه تجاه الثورة الجزائرية بعد أن أقنعه محمد يزيد وجمال شندرلي بزيارة الجبال للوقوف على الحقائق وكان له ذلك، حيث مكث ثلاثة أشهر هناك، ليعود إلى بلده حاملا رسالة استقلال الجزائر. كما تطرق بجاوي إلى عرض شريط وثائقي جزائري بالقناة الأمريكية "سي بي أس" سنة 1958. واعتبر بجاوي أن فيلم "ياسمينة" الذي يحكي قصة طفلة صغيرة ضعيفة حقق مراده في أمريكا، حيث ظهرت الجزائر المستعمرة في صورة الطفلة الصغيرة التي تعاني من ظلم المستعمر، ليؤكد قدرة الصورة وتأثيرها الكبير في المعارك والحروب. في المقابل، اعتبر الباحث في التاريخ والسينما الجزائرية، مراد وزناجي، أنه لا يمكن للسينما أن تكتب التاريخ، بل يتحدد دورها في نشر الثقافة التاريخية، كما أن إنتاج الأفلام التاريخية مهم، خاصة من ناحية تحبيب الشباب لتاريخهم. ثقافيات ‘'الأوراس: تاريخ وثقافة" موضوع ملتقى مغاربي سينظم بخنشلة ملتقى مغاربي بعنوان "الأوراس: تاريخ وثقافة"، يومي 16 و17 ماي الجاري، حسبما علم من الباحث في تراث الأوراس محمد الصالح أونيسي، رئيس جمعية "إحياء الثقافة والفنون الأوراسية" التي بادرت إلى هذه التظاهرة. وأوضح السيد أونيسي أن هذا الملتقى المغاربي سينظم بالتنسيق مع قطاع الثقافة بولاية خنشلة، في إطار إحياء شهر التراث بدار الثقافة "علي سوايعي" في وسط المدينة، بمشاركة أساتذة وباحثين من الجزائروتونس. وسيتم التطرق خلال أشغال هذا الملتقى الذي سيدوم يومين، إلى العديد من المحاور ذات الصلة بمكونات الثقافة والتاريخ، على غرار اللغة والموسيقى والعادات والتقاليد والآثار. كما سيقام على هامش هذا الملتقى معرض للكتاب الأمازيغي (المكتوب باللغة العربية عن الأمازيغية)، وتنظيم رحلة لفائدة ضيوف الملتقى إلى مدينة تيمقاد الأثرية بولاية باتنة، بحكم رمزية المنطقة التاريخية والأثرية بالأوراس. وذكر رئيس الجمعية أنه تم سنتي 2012 و2014 تنظيم ملتقيين وطنيين حول نفس الموضوع. حفل فني لأمين شيبان ومزيان أميش أحيا الثنائي أمين شيبان ومزيان أميش، مساء أول أمس بالجزائر العاصمة، حفلا فنيا ساهرا أمتعا خلاله جمهور قاعة "ابن زيدون" بباقة مميزة من أغاني ألبومهما الجديد والأول في مسارهما الفني "ميلومانيا". وكان هذا الحفل -الذي امتد لأكثر من ساعة من الزمن- فرصة للجمهور العاصمي لاكتشاف عناوين هذا الألبوم التي تقدم على الركح لأول مرة، حيث أبدع موسيقيو الفرقة بقيادة المغنيان شيبان ومزيان في أدائها، أمام جمهور غفير تراقص وردد معهما الكلمات إلى آخر السهرة. وعرفت هذه الأمسية تألق الثنائي الشاب شيبان ومزيان في أداء العديد من أغاني هذا الإصدار الموسيقي التي جات بالدارجة والفرنسية والإنجليزية والعربية الفصحى والقبائلية، على غرار "يا با وليدك راهو ماشي" التي تحكي عن مشاكل الشباب و«المنسي" التي ارتأى من خلالها الفنانان تكريم الأطفال اليتامى في الجزائر وعبر العالم. المناهج والأسماء في تحقيق المخطوط افتتحت أول أمس بالمسيلة، أشغال الملتقى الوطني حول تحقيق المخطوط، بهدف التعريف بمناهج وأسماء تحقيق المخطوط لدى المسلمين وغيرهم. وفي هذا السياق، أوضح مدير الثقافة بالولاية، محمد الشريف بوهالي، أن المشاركين في هذا الملتقى الذي تختم فعالياته اليوم بالمكتبة المركزية لعاصمة الحضنة، بحضور أساتذة ومختصين في تحقيق المخطوط، سيعكفون على التعريف بمناهج تحقيق المخطوط وكذا التعريف بأهم الأسماء في هذا المجال والوقوف على واقع تحقيق المخطوطات في البحث الأكاديمي الجزائري. وأشار نفس المسؤول إلى أن هذا الملتقى يتضمن التحقيق والبحث العلمي والتاريخي عما إذا كان المخطوط أصليا أو منسوخا أو مأخوذا أو محورا أو مطورا من قبل العلماء في العصور الماضية، وهو ما يتأتى عبر العديد من المعايير الواجب توافرها في المحقق في هذا المجال، أهمها الدرجة العلمية الرفيعة في منهجية البحث، فضلا عن التخصص والممارسة البحثية.