ينظم اليوم بالجزائر ملتقى حول آفاق المالية الإسلامية لمناقشة كيفية تطوير نظام مالي مطابق للشريعة حسبما أفاد أحد منظمي هذا اللقاء. في تصريح لمنتدى المجاهد أوضح السيد زبير بن ترديت مستشار مسير للمؤسسة الفرنسية "إسلام انفست كونسولتينغ" أن هذا اللقاء الموجه لمهنيي المالية سيتناول ثلاثة مواضيع متعلقة على التوالي بالسوق المالية الإسلامية بالجزائر ومهن هذه المالية والتحديات الواجب رفعها على الصعيد التنظيمي والكفاءات البشرية. في مداخلته ذكر المتحدث أن المكانة المالية للجزائر تضم علاوة على البنوك التقليدية بنكين إسلاميين (بنك البركة وبنك السلام) ومؤسسة "السلامة" الإسلامية للتأمين، مضيفا أن بنوكا أخرى من هذا النوع قد أودعت طلب اعتمادها لدى بنك الجزائر. وحسب ممثل عن بنك البركة السيد حيدر ناصر، فإن حصة هذه البنوك في السوق الوطنية "تبقى محتشمة" موضحا أن بنك البركة يمثل 8ر1 بالمئة من السوق البنكية الجزائرية (القطاعين العمومي والخاص) و15 بالمئة من السوق الخاصة. في معرض حديثه عن دعائم المالية الإسلامية، أوضح السيد حيدر أن هذه الأخيرة تهدف لاسيما إلى "إنشاء الثروة والشغل عن طريق نمط تمويل يعتمد على تقاسم الخسائر والفوائد" حيث يجب أن تكون الفائدة مقابل صفقة حقيقية وليس مالية وذلك من خلال منع "الغنى غير المبرر" للموفر. وحسب مخطط هذا النوع من التمويل فإن البنك يشتري باسمه الخاص الملك العقاري أوالمنقول موضوع القرض المطلوب من قبل الزبون ويتكفل بذلك بتسليمه لصاحب الطلب بسعر يتضمن نسبة فائدة ليتمكن من دفع حصة المساهمين في البنك. وردا على سؤال حول واقع الأزمة المالية على البنوك الإسلامية عبر العالم، أوضح السيد ترديت أن هذه البنوك التي تسير أموال بقيمة 700 مليار دولار أي ما يعادل 1بالمئة من السوق المالية العالمية لم تتأثر بهذه الأزمة لكونها - كما قال - استثمرت في "صفقات حقيقية" إلا أنها قد تتأثر بالأزمة الاقتصادية على غرار باقي الفاعلين الاقتصاديين. وأردف يقول أن هذا الخطر بدأ يزداد بالنظر إلى الاستثمارات الكبرى التي قامت بها هذه البنوك في القطاع العقاري الذي قد يتدهور في حال استمرار الأزمة. كما أكد السيد حيدر أن بنكه سيباشر انطلاقا من نهاية نوفمبر المرافقة المالية للمؤسسات الصغيرة الجزائرية من خلال المنتوج الإسلامي "المشاركة" الذي يتمثل في المشاركة المالية للبنك في المشاريع التي أطلقتها هذه المؤسسات وفي نتائجها. في هذا الصدد، أشار المسؤول أن هذا البنك أوكل لمؤسسة سويسرية تقدم خدمات غير مالية مهمة تحديد المؤسسات الصغيرة جدا لولاية غرداية التي ستستفيد من المرافقة. كما أضاف أن مؤسسته تعتزم أيضا التمركز في السوق الجزائرية باعتبارها بنك تجزئة من خلال إطلاق القرض المصغر دون فوائد لفائدة النساء الماكثات بالبيت.