أكّد السيد سي الهاشمي عصاد، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، أنّ ترجمة نص أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة إلى اللغة الأمازيغية، إضافة إلى نصيّ اتفاقيتيّ حقوق الإنسان وحقوق الطفل، خطوة جبّارة نحو العالمية وهذا بعد أن تمت ترجمة النصوص الأساسية للدولة الجزائرية. في حين أشاد السيد إيريك أوفارفاست، المنسق المقيم للأمم المتحدةبالجزائر، بعزم الجزائر تطبيق المبادئ السبعة عشر للتنمية المستدامة. أضاف عصاد خلال لقاء المحافظة السامية للأمازيغية ومركز الأممالمتحدة للإعلام، الذي نُظم أمس بمقر المحافظة، أنّ هذه الترجمة تعزّز مكانة اللغة الأمازيغية في الوطن وتدفع بها دفعا نحو العالمية، كما تمكّنها من تثبيت نفسها كلغة «كتابة» مثل اللغات الأخرى وعدم اقتصارها على الإطار الشفهي، معتبرا أنّ تزامن هذه العملية مع احتفال المحافظة بعيدها الثاني والعشرين، يؤكّد عزمها على العمل لترقية هذه اللغة التي تمثّل تراثا يمسّ كلّ الجزائريين. وتناول عصاد نشاطات المحافظة لشهر ماي والمتمثلة في أول ملتقى موضوعاتي يوميّ 13 و14 ماي الجاري بالمسرح الجهوي لوهران حول الاحتفال بمئوية ميلاد مولود معمري، وكذا لقاء اليوم، إضافة إلى دورة تكوينية الأولى من نوعها، لصالح كُّتاب الضبط، يوميّ 20 و21 ماي بالمدرسة الوطنية لكتّاب الضبط في الدار البيضاء (العاصمة)، وكذا اللقاء الأول مع سلطة الضبط السمعي البصري في 23 ماي بهدف تمتين مكانة الأمازيغية في نظم الاتصال. من جهته، اعتبر السيد إيريك أوفارفاست، المنسق المقيم للأمم المتحدةبالجزائر، أنّ تطبيق أهداف التنمية المستدامة، مهمة كلّ الدول المنضوية تحت لواء الأممالمتحدة، لأجل تحقيق التطوّر في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مضيفا أنّ الهدف الأسمى من هذه المسألة، هو القضاء على كل أشكال اللامساواة والفقر قبل سنة 2030. ونوّه أوفارفاست بجهود الجزائر في تطبيق أهداف التنمية المستدامة حتى أنها حقّقت معظمها قبل سنة 2015، كما أنّها من بين الخمسين دولة التي حقّقت مشاورات وطنية مع كلّ الجهات لوضع أجندة حول هذه السياسة لما بعد 2015، كما أعلنت عن أهدافها مباشرة بعد التوقيع على أجندة التنمية المستدامة لسنة 2030، إضافة إلى تنظيمها ليوم وطني تحسيسي في مارس 2016 وهذا تحت إشراف وزارة الشؤون الخارجية والمجلس الوطني الاقتصادي الاجتماعي وبالتعاون مع مركز الأممالمتحدة للإعلام بالجزائر. وأضاف أنّ الجزائر شكّلت لجنة متعدّدة الوزارات للتنسيق والمتابعة حول تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتي تسيّرها وزارة الخارجية. أما من الناحية الدولية، فالجزائر عضو في فرقة من الخبراء حول مؤشّرات التنمية المستدامة المؤسّسة من طرف لجنة الأممالمتحدة. كما اعتبر المتحدث أنّ ترجمة أهداف التنمية المستدامة إلى اللغة الأمازيغية، يدخل في سياق تعميم تطبيق هذه المبادئ إلى جميع الدول، حيث أنها ترجمت إلى أكثر من خمسين لغة، كما يصب في اهتمام الدولة الجزائرية بالأمازيغية الحاملة لتراث ثقافي أزلي. أما ممثل وزير الخارجية، السيد ماحي بومدين، فقدّم أرقاما تدلّ على جدية الجزائر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وهي تقليص نسبة الفقر المدقع من 1.9% إلى 0.8 %، كما عرف البرلمان مشاركة 31 % من النساء، في حين بلغ معدل الحياة في الجزائر 77 سنة، ونسبة التمدرس وصلت إلى 98.5 %. واعتبر المتحدث أن ترجمة نص التنمية المستدامة إلى اللغة الأمازيغية يهدف أيضا إلى مسّ كل أطياف المجتمع الجزائري الذي يعرف بتنوعه الثقافي واللغوي. للإشارة، تنصّ أهداف التنمية المستدامة على وجوب القضاء على الفقر، القضاء التام على الجوع، ضمان تمتع الجميع بالصحة، ضمان التعليم الجيد، تحقيق المساواة بين الجنسين، ضمان توفير المياه، ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة، تعزيز النمو الاقتصادي، إقامة هياكل أساسية قادرة على الصمود، الحدّ من انعدام المساواة داخل البلدان وخارجها.