لاتزال قضية وفاق سطيف تصنع الحدث وسط الشارع الرياضي الجزائري، حيث أخذت الأمور منحى قد تكون له انعكاسات سلبية على الكرة الجزائرية بصفة عامة، عقب توسع رقعة المؤيدين لإدارة النادي السطايفي من قبل رؤساء الرابطتين المحترفتين الأولى والثانية للشرق الجزائري، الذين التقوا أول أمس في قسنطينة، واتهموا هيئة محفوظ قرباج بالعمل لفائدة أندية الوسط، مما قد يجعل أندية الغرب تلتحق بركب المعارضين لرئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم. بدون شك، فإن الخرجة غير المتوقعة لرئيس وأعضاء مجلس إدارة الشركة التجارية بلاك إيقلز (وفاق سطف) التي تلاها إعلان ثلاثي طاقم التدريب بقيادة خير الدين ماضوي بالاستقالة والانسحاب نهائيا من محيط كرة القدم الجزائرية، أسالت الكثير من الحبر وأصبحت تشكل مادة دسمة لمختلف وسائل الإعلام الوطنية، وتحدث حالة طوارئ لدى هيئة ولد علي وزارة الشباب والرياضة، الذي حسب مصادر «المساء»، قام باستدعاء رئيس الفاف خير الدين زطشي، الذي سارع إلى احتواء الأزمة بعقد اجتماعات ماراطونية داخل مبنى الفاف، أسفرت عن اتخاذ جملة من القرارات الجديدة، شكلت مطالب إدارة نادي وفاق سطيف، منها تأجيل لقاءي نصف النهائي من كأس الجمهورية وإعادة برمجة بقية مباريات الرابطة المحترفة الأولى التي ستنتهي في الرابع عشر جوان المقبل. قرارات ستعيد لا محالة المياه إلى مجاريها، وستجبر الإدارة السطايفية بمعية الطاقم الفني، على إعادة النظر في قراراتها بالتراجع عن الانسحاب؛ خدمة للفريق المقبل على مواجهات هامة في منافستي البطولة الوطنية والسيدة كأس الجمهورية. حمّار يوفَّق في لمّ شمل أندية الشرق حسب العارفين بشؤون الكرة الجزائرية، فإن قرار الرئيس السطايفي حسان حمّار الانسحاب، يكون قد وضع الرابطة الوطنية في مأزق، خصوصا بعد اتهامه قرباج ب «الجهوية»، مما جعل رؤساء أندية الشرق الجزائري يعلنون عن تضامنهم معه، وهو ما تأكد في اجتماعهم الطارئ أول أمس بفندق الخيام بمدينة الجسور المعلقة حتى وإن لم يتوَّج اللقاء بقرار الانسحاب الكلي من البطولة المحترفة الأولى والثانية، إلا أن الكثيرين يعتبرونه خطوة إيجابية، تمكن فيها حمّار من إعادة قطار الشرق إلى سكته الصحيحة بعد تمكنه من جمع شمل رؤساء بعض الأندية. وكانت المناسبة فرصة لإجراء الصلح بين طبو رئيس نادي شبيبة سكيكدة، وساعو رئيس اتحاد بسكرة. وفي حديثه إلى «المساء»، اتهم الرجل الأول في إدارة نادي عين الفوارة حسان حمّار، رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم محفوظ قرباج علانية بسعيه لتكسير الوفاق والعمل على حرمانه من التتويج بلقب البطولة الوطنية وكأس الجمهورية. وأضاف حمّار أن قرباج أصبح يستعمل كل الطرق لتكسير الوفاق «لا لشيء سوى أنني أعلنت عن نيتي في الترشح للرابطة الوطنية لكرة القدم»، ما يؤكد الحقد والغل الذي يكنه هذا الشخص لنادي وفاق سطيف الذي مثل الجزائر أحسن تمثيل في مختلف المنافسات القارية والإقليمية. ماضوي وزرقان منسحبان إلى إشعار آخر وبهدف معرفة رأي الطاقم الفني للفريق حاولنا الاتصال بالمدرب خير الدين ماضوي، إلا أن جميع محاولاتنا باءت بالفشل. ونفس الأمر بالنسبة لمساعده مليك زرقان، غير أن بعض المقربين منهما أكدوا لنا أن الثنائي ماضوي وزرقان ماضيان في قرارهما بسبب ما اعتبروه محيطا متعفنا تشهده الكرة الجزائرية، بالإضافة إلى الحقرة التي يتعرض لها الوفاق بعدما بات مستهدفا من جميع الجهات؛ في إشارة إلى الرابطة الوطنية لكرة القدم وبعض رؤساء الأندية، بالإضافة إلى التحكيم الفاسد، مما يستحيل مواصلة العمل إلى إشعار آخر. الأنصار يبدون مساندتهم للرئيس حمّار من جهته، الشارع الرياضي السطايفي خصوصا أنصار الوفاق، بعد حالة الاستياء والتذمر التي عاشوها عقب لقاء الوفاق باتحاد الحراش، عبّروا عن ارتياحهم لقرار الرابطة الوطنية لكرة القدم ولجنة تنظيم الكأس بتراجعهما عن القرار الأول وتأجيل مباراة نصف النهائي إلى غاية لعب مباريات البطولة الوطنية بما فيها المتأخرة. كما أبدوا لنا دعمهم لرئيس النادي حسان حمّار والطاقم الفني، الذين اعتبروهم ضحية الرابطة منذ مدة، وأن القطرة التي أفاضت الكأس هي اللقاء الأخير للوفاق أمام اتحاد الحراش الذي كان بطله بدون منازع الحكم بن براهم، الذي كان تحيّزه مفضوحا بعد حرمانه أبناء سطيف من الفوز بعدم احتسابه هدفا شرعيا وحرمانهم من ضربة جزاء. تجدر الإشارة إلى أن التشكيلة السطايفية أجرت حصتها التدريبية لزوال أمس الأول متأخرة بقرابة ساعة من الزمن، بسبب غياب الطاقم الفني؛ حيث كان مرتقبا أن تنطلق في حدود الساعة الرابعة. وبقي اللاعبون داخل الملعب إلى غاية الساعة الخامسة بعد مجيء المناجير العام للنادي اللاعب السابق فارس فلاحي الذي أشرف على الحصة التدريبية.