ناشد سكان بلدية حسين داي والي الجزائر العاصمة عبد القادر زوخ، من أجل التدخل لتوزيع حصة مائة سكن اجتماعي التي استفادت منها بلديتهم ضمن 6 آلاف وحدة التي خصصتها ولاية الجزائر لبلديات العاصمة 57، مشيرين إلى أن السلطات المحلية تأخرت كثيرا في الإعلان عن قائمة المستفيدين الذين ينتظر أغلبهم نصيبهم منها منذ سنوات. وذكرت بعض العائلات أنها تعيش جحيما حقيقيا في سكنات ضيقة وقديمة، حيث لم تعد قادرة على تحمل تلك الأوضاع، خاصة بعد ارتفاع عدد أفرادها، داعين إلى ضرورة الإسراع في الاستجابة لطلباتهم، وتوزيع حصة السكنات في أقرب وقت ممكن، على غرار ما تم بالنسبة لسكان الأقبية والأسطح والبنايات القصديرية، الذين استفادوا من آلاف الشقق إلى حد الآن. واعتبر هؤلاء ما يحدث في مجال توزيع السكنات إجحافا في حقهم، كون حصة مائة سكن لا يمكنها الاستجابة إلا لعدد ضئيل جدا من الملفات المودعة التي فاق عددها أربعة آلاف ملف إلى حد الآن، ما صعّب الأمر على المجلس الشعبي البلدي لحسين داي وباقي المجالس الشعبية لأغلب البلديات، التي لم تتجاوز الحصة التي استفادت منها 150 شقة مقابل آلاف الطلبات. وحسب المشتكين فإن الكثير منهم ينتظرون حلم الاستفادة من سكن لائق منذ سنوات، وأن ذلك تحوّل إلى حلم صعب المنال، كون مصالح البلدية وجدت صعوبة في تحديد قائمة المعنيين من الحصة السكنية، وانتقاء الأكثر حاجة حسب الأولوية، خاصة أن أغلب العائلات تتوفر على شروط الحصول على سكن اجتماعي؛ إذ تعيش ظروفا قاسية في بنايات هشة ومهددة بالانهيار، في بلدية أغلب نسيجها العمراني يعود للحقبة الاستعمارية. وكانت بلدية حسين داي باشرت التحقيقات الخاصة بالعائلات التي ستستفيد من حصة مائة سكن اجتماعي، وأعدت القائمة منذ فترة، غير أنها لم تضم المحتاجين الفعليين للسكن، مثلما سبق للوالي المنتدب للدائرة الإدارية لحسين داي أن صرح ل «المساء»، مشيرا إلى أن مصالحه بصدد إجراء تحقيق آخر، وإعداد قائمة أخرى حتى تذهب السكنات إلى العائلات التي هي في أمسّ الحاجة للسكن. من جهته، دعا والي الجزائر العاصمة عبد القادر زوخ، في العديد من المرات، رؤساء البلديات إلى ضرورة الإسراع في توزيع الحصة الأولى من السكنات للاستفادة من كوطة ثانية، غير أن عشر بلديات فقط وزّعت حصة السكن الاجتماعي إلى حد الآن، منها بلدية حسين داي التي وصف رئيسها الحصة الأولى المقدرة بمائة سكن، بالضعيفة جدا ولا تلبي الطلبات مقارنة بعدد الملفات المقدرة ب 4000 ملف، والعدد الكبير من العائلات التي تعاني من الضيق، حيث تتخوف ذات المصالح من ردة فعل المقصيين في حال الإعلان عن القائمة. يُذكر أنه تم ترحيل العديد من العائلات المقيمة بحسين داي إلى سكنات جديدة ضمن عملية الترحيل منذ انطلاقها سنة 2014، ومست مقيمين بالأقبية والأسطح والعمارات القديمة، آخرها أعيد إسكانها عشية رمضان الأخير بعد أن قوبلت الطعون التي تقدمت بها.