أبرز المشاركون في الدورة الثالثة للجنة الحكومية الجزائرية-الروسية للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني مساء أول أمس، الخميس، بموسكوعقب اختتام أشغال اليوم الثاني عزمهم على إعطاء دفع لعلاقات التعاون بين الجزائر وروسيا "بمستوى إمكانيات البلدين". وأكد المشاركون في محضر هذه الدورة الموقع من طرف رئيسي اللجنة السيد كريم جودي وزير المالية والسيد سرغاي شماتكووزير الطاقة الروسي رغبتهم في العمل على ترقية التعاون الثنائي وإعطائه "بعدا ومضمونا يتوافق والطاقات الكبيرة التي يتوفر عليها البلدان". وفي كلمة ألقاها على هامش حفل التوقيع على المحضر بحضور سفير الجزائر بموسكوالسيد اسماعيل شرقي أعرب وزير الطاقة الروسي عن ارتياحه "للديناميكية التي تشهدها العلاقات الثنائية بدليل اللقاءات في القمة التي تم تسجيلها في السنوات الأخيرة". وأشاد السيد شماتكو"بالنتائج الإيجابية التي أحرزها المتعاملون الروس في الجزائر"، مشيرا إلى القطاعات العديدة الأخرى الواجب تطويرها كالفلاحة والصحة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ويتعلق الأمر حسب الوزير الروسي بمواضيع هامة تحتاج إلى دراسة معمقة في الدورة الرابعة المقررة سنة 2009 بالجزائر. ومن جهته جدد السيد جودي استعداد الطرف الجزائري للعمل على تعزيز العلاقات بين البلدين بغية ترقية "تعاون متعدد مثالي" يقوم على اتفاق الشراكة الإستراتيجية الذي وقعه الرئيسان الجزائري والروسي سنة2001. وبعد أن أعرب عن ارتياحه للعمل الذي تم إنجازه من قبل اللجنة أبرز الوزير أهمية تنسيق أعمال ومقاربتي الطرفين والعمل على "إنجازها في أقرب الآجال". وألح السيد جودي على ضرورة الإسراع في استكمال مشاريع النصوص التي توجد قيد الدراسة لا سيما في مجالات النقل البحري والاستكشاف واستعمال الفضاء لأغراض سلمية وتوحيد معايير التقييس والفلاحة والاتصال. وأكد في هذا الصدد أن هذه الأحكام التكميلية ستمنح التعاون بين البلدين قاعدة قانونية متناسقة ومحفزة تضمن له انطلاقة جديدة تؤطرها الإتفاقات المتعلقة بحماية الإستثمارات وإلغاء الإزدواج الضريبي" والتي ستدخل حيز التطبيق قريبا. كما تطرق الوزير بصفة مطولة إلى وضع العلاقات الاقتصادية بالجزائر بفضل ثرواتها وقدراتها وبرامجها التنموية الطموحة في مختلف المجالات وكذا التحفيزات التي تقدمها السلطات العمومية مما يوفر مناخا ملائما للمستثمرين. ومن جهة أخرى وفي سياق الحديث عن الأزمة التي تعصف بالأسواق المالية العالمية وآثارها على اقتصاديات الدول أكد الخبراء ورجال الأعمال الروس لدى تدخلاتهم خلال الأشغال وخلال لقائهم مع السيد جودي أن الجزائر عرفت بفضل حيطتها كيف تسير ماليتها وأن تحمي اقتصادها من آثار هذه الأزمة. وقد دعوا إلى تنظيم لقاءات مع نظرائهم الجزائريين من أجل دراسة وتكثيف المشاريع لصالح المستثمرين الروس أوبالشراكة مع المتعاملين الجزائريين. ومن أجل تمكين اللجنة الحكومية المختلطة من القيام بدورها كاملا في ترقية التعاون بين البلدين دعا السيدان جودي وشماتكو إلى تنظيم لقاء لخبراء الطرفين بصفة تمكن من عقد اجتماعات سنوية بصفة منتظمة من أجل وضع وسيلة تنسيق ومتابعة حقيقية. كما اقترح الوزيران اللذان كان لهما حديث مطول قبل التوقيع على محضر الدورة إعداد "خارطة طريق" تحدد الخطوات التي يجب انتهاجها والتي من شأنها ترقية التعاون بين البلدين. وأكدا في السياق أن الوثيقة ستتضمن قائمة الأعمال وآجالها وكذا الإطار القانوني الذي ستخضع له هذه الأعمال، وستسمح هذه الخارطة بضمان متابعة أعمال اللجنة وتحديد عمل الخبراء بدقة. وكان وزير المالية السيد كريم جودي التقى أول أمس، نائب الوزير الأول ووزير المالية الروسي السيد اليكساي كودرين وكذا مع رجال الأعمال بهذا البلد، وخلال هذه المحادثات التي جرت بمقر وزارة المالية الروسية أعرب السيد جودي ونظيره الروسي عن ارتياحهما لتطور العلاقات بين البلدين، بحيث اتفقا على المصادقة وتطبيق الاتفاقات التي سبق وأن وقعت عليها الجزائر وروسيا. من جهة أخرى أكد الطرفان مجددا إرادتهما في إبرام اتفاقات جديدة تهتم بتطوير العلاقات في المجال الاقتصادي. كما تطرق الجانبان إلى الأزمة المالية الدولية إذ تبادلا وجهات النظر حول الإجراءات التي يتعين اتخاذها من أجل تجاوز هذه الأزمة وذلك عشية انعقاد قمة مجموعة ال 20 المقررة قريبا بالولايات المتحدة. وقد وجه السيد جودي دعوة لنظيره الروسي للقيام بزيارة إلى الجزائر يحدد تاريخها لاحقا.