أدانت الجزائر الانتهاكات والتجاوزات الخطيرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي أول أمس ضد المصلين الفلسطينيين في محيط المسجد الأقصى، داعية المجتمع الدولي للتحرك «الفوري» لوضع حد لهذه «الأعمال الإجرامية». وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي الشريف أمس، إن الانتهاكات والتجاوزات الخطيرة من عمليات قتل واعتقال ضد المصلين الفلسطينيين في محيط المسجد الأقصى المبارك، المرتكبة من قبل قوات الاحتلال في حق الفلسطينيين وحرمانهم من حرية ممارسة الشعائر الدينية، جرائم إرهابية شنعاء ندينها ونشجبها بأشد العبارات. وأضاف السيد بن علي الشريف قائلا «أمام تواصل هذه التصعيدات والممارسات الممنهجة التي تسعى إلى تهويد المقدسات الإسلامية، فإننا ندعو المجتمع الدولي للتحرك العاجل والفوري لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومقدساته ووضع حد لهذه الأعمال الإجرامية المتصاعدة التي يتعرض لها يوميا الشعب الفلسطيني الأعزل في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. كما نعرب عن تضامن الجزائر الكامل - يضيف ذات المسؤول - مع دولة فلسطين الشقيقة قيادة وشعبا ونجدد موقف الجزائر الداعم للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة لاسترجاع حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. يواصل الفلسطينيون للأسبوع الثاني على التوالي اعتصاماتهم في محيط وساحات المسجد الأقصى الشريف في حملة واسعة لرفض قرار الحكومة الإسرائيلية إجبارهم على المرور عبر بوابات إلكترونية للوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلواتهم. وعاد آلاف المصلين أمس، إلى محيط الحرم المقدسي تلبية لنداء المنظمات والحركات الإسلامية الفلسطينية لمواصلة حملة لنصرة القدس الشريف بعد «جمعة الغضب» التي شهدت وقوع مواجهات دامية بين قوات الاحتلال والمتظاهرين الفلسطينيين خلفت استشهاد ثلاثة شبان رميا بالرصاص على أيدي قناصة جيش الاحتلال. وشن المقدسيون أمس ضمن هذه الحملة إضرابا عاما شلت من خلاله كل مظاهر الحياة في المدينة المقدسة، حيث أغلقت المحلات التجارية أبوابها تلبية لنداء فعاليات مقدسية التي طالبت بتصعيد المواجهة مع قوات الاحتلال إلى غاية إرغام الحكومة الإسرائيلية على إزالة البوابات الإلكترونية. كما دعت لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل إلى مواصلة تنظيم وقفات تضامنية في القدس وخارجها استعدادا لعملية شد الرحال إلى أولى القبلتين يوم الجمعة القادم للتأكيد على رفض سياسة الأمر الواقع التي تريد الحكومة اليمينية فرضها عليهم في أحد أقدس مقدساتهم. وكان الرئيس محمود عباس الذي اضطر إلى قطع جولة دبلوماسية في الخارج، قرر قطع كل الاتصالات مع إسرائيل إلى غاية إزالة البوابات الإلكترونية التي وصفها بإجراء أمني الهدف منه فرض السيطرة على المسجد الأقصى والتهرب من عملية السلام واستحقاقاتها. وكانت دار الإفتاء بالقدس أصدرت فتوى منعت المصلين الفلسطينيين من الدخول إلى الأقصى عبر البوابات الإلكترونية واعتبرت صلاة من يفعل ذلك بغير المقبولة، ودعت المقدسيين وسكان الضفة الغربية إلى تنظيم اعتصامات يومية على بوابات المسجد الأقصى والصلاة هناك فقط. وأمام حملة القتل الإسرائيلي الممنهجة في حق المصلين الفلسطينيين، لم يجد الأمين العام الأممي، أنطونيو غوتيريس سوى التعبير عن أسفه لعملية الاغتيال المقصودة للفلسطينيين الثلاثة وأعرب عن قلقه إزاء توتر الوضع في البلدة القديمة من القدسالمحتلة. وهو التصعيد الذي جعل رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله يناشد دول العالم وقواه المؤثرة وخاصة الأممالمتحدة القيام بتدخل عاجل وفاعل لنجدة القدسالمحتلة وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين الذين يمارس جنود الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه أبشع أعمال القتل والتنكيل في حقهم. وحذر المسؤول الفلسطيني من مخاطر مواصلة الحكومة الإسرائيلية مخططاتها الرامية إلى تهويد المسجد الأقصى وفرض البوابات الإلكترونية على مداخله للتضييق على المصلين فيه ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية وكرامة.