عاشت مدينة وهران طيلة 3 أيام على وقع وعدة مولاي الطيب التي عرفت مشاركة قياسية للفرق الفلكورية التي قدمت من عدة ولايات، لإحياء هذه التظاهرة الدينية والثقافية التي تعرف بقراءة القرآن وإطعام الطعام وإصلاح ذات البين للمّ الشمل. تعد وعدة مولاي الطيب التابعة للطريقة الطيبية من أهم الوعدات والملتقيات الدينية والثقافية التي عكفت الجمعية الدينية "للقرآن والكرم" لزاوية مولاي إبراهيم الطيب على تنظيمها بمدينة وهران، ببرنامج حافل يتواصل ل3 أيام كاملة، حيث تنطلق بقراءة الذكر الحكيم من بعد صلاة العصر من اليوم الأوّل إلى غاية الساعة السابعة من اليوم الثاني للتظاهرة بختم كامل للمصحف الشريف، لتنتقل بعدها إلى استقبال الوفود القادمة من عدة ولايات من الوطن، خاصة من جنوب البلاد، على غرار تندوف وأدرار وبشار وسعيدة والبيض وتيارت، حيث يتم توزيع الضيوف على أحباب الزاوية الذين يستقبلون الوفود، ليتم في اليوم الثاني التنقل في مسيرة باتجاه ضريح الإمام سيدي الهواري بالحي العتيق لسيدي الهواري بالدعاء للشيخ. كما يتواصل الحفل بعروض فلكلورية للفرق المشاركة بالتظاهرة والتي بلغ عددها 12 فرقة تقدم كل واحدة منها عروضها الفنية الممزوجة بالدعاء والصلاة على الرسول الكريم، وكذا الأهازيج الخاصة بكل منطقة تكون مصحوبة بطلقات البارود. فيما يخصّص اليوم الثالث من التظاهرة لقراءة السلكة والبردة على رسول الله، مع تنظيم ندوة فكرية دينية لصالح مريدي الطريقة والزاوية الطيبية، من طرف الشيخ الإدريسي مولاي إبراهيم الوزاني، إلى جانب مقدّم الطريقة الشيخية الطيبة الشيخ خليفة الذي كشف في مداخلته عن أصول الطريقة الوزانية الطيبية. وقدم الوكيل العام للطريقة الوزانية الشيخ الإدريسي مولاي إبراهيم الوزاني، مؤكدا أن الوعدة حملت شعار "نلتقي لنتعارف في محبة الرسول" والصالحين، كما أكد المتدخل أنّ الوعدة فرصة لإطعام الطعام والترحيب بالضيوف وفق مبدأ الزاوية وكذا قراءة القرآن وختمه، كما أنها فرصة لالتقاء الأحباب وإصلاح ذات البين، وهو ما تقوم عليه مبادئ الدين الإسلامي السمح. حضرت "المساء" جانبا من الحفل الذي أقيم أمام ضريح الولي الصالح سيدي الهواري بقلب الحي العتيق، حيث تمت تلاوة آيات من القرآن الكريم أمام الضريح، ومنه تنقّل الجميع للصلاة بجامع الحي، فيما خصصت الفترة المسائية للفرق الفلكورية التي قدمت أهازيج وأناشيد دينية بالمناسبة، وتركت الفرصة لكل فرقة لتقديم عرضها الخاص في جوّ عائلي حضرته عشرات العائلات من مختلف مناطق الولاية، وحتى من بعض الولايات المجاورة، غير أن ضيق الشارع الذي نظّمت فيه التظاهرة كان له تأثير على السير الحسن للتظاهرة، وكشف نجل شيخ الزاوية الطيبية عن أنّ الوعدة أصبحت تستقطب سنويا مئات المريدين والقادمين من مختلف ولايات الوطن، ولم يعد بمقدور مقر الزاوية الحالي استيعاب الوفود، حيث تم تقديم طلب لوالي وهران السابق بهدف الحصول على قطعة أرضية لإنجاز مقر جديد للزاوية، غير أنهم لا زالوا في الانتظار، يضيف المتحدث.